وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

المطران حنا: المسيحيون الفلسطينيون هم ابناء الارض وليسوا اقلية

نشر بتاريخ: 10/09/2016 ( آخر تحديث: 10/09/2016 الساعة: 18:29 )
المطران حنا: المسيحيون الفلسطينيون هم ابناء الارض وليسوا اقلية
القدس- معا- استقبل المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس صباح اليوم وفدا من اساتذة وطلاب معهد الصليب المقدس اللاهوتي الارثوذكسي في مدينة بوسطن الامريكية والذين وصلوا الى مدينة القدس في زيارة حج للاماكن المقدسة ولتعرف على المدينة المقدسة وغيرها من الاماكن المقدسة التاريخية في فلسطين وتستغرق زيارتهم 10 ايام وهذه الكلية التي تعد الكهنة هي قائمة في مدينة بوسطن الامريكية وتابعة للابرشية الارثوذكسية التابعة لبطريركية القسطنطينية والطلاب هم من اصول يونانية وعربية واوكرانية ورومانية وامريكية وقد بلغ عدد اعضاء الوفد الزائر 40 شخصا.

وابتدأ الوفد زيارته صباح اليوم الى كنيسة القيامة حيث رحب بهم المطران عطا الله حنا فأقيمت صلاة خاصة امام القبر المقدس ومن ثم رافقهم المطران في جولة داخل كنيسة القيامة استمعوا خلالها الى شروحات وتوضيحات عن تاريخ هذه الكنيسة المقدسة واهم المواقع الدينية القائمة فيها ومن ثم توجه الجميع الى كاتدرائية مار يعقوب حيث استمعوا الى محاضرة وحديث روحي من المطران عطا الله حنا.

وتحدث في كلمته عن مكانة مدينة القدس في الضمير المسيحي باعتبارها حاضنة اهم المقدسات المسيحية في العالم ففي كل زاوية وفي كل حارة وفي كل مكان في هذه المدينة المقدسة هناك اثر مسيحي، ومزارات شريفة مقدسة تؤكد على اهمية هذه المدينة وارتباطها الروحي والتاريخي والتراثي بالمسيحية التي بزغ نورها من هذه البقعة المقدسة من العالم، فالقدس هي العاصمة الروحية للمسيحية وهي المركز المسيحي الاول والاساسي وهي المدينة التي تحتضن القبر المقدس بكل ما يعنيه من عقيدة وايمان وتراث وتاريخ، ان من يتحدثون عن المسيحية ولا يذكرون مدينة القدس وتاريخها واهميتها انما يشوهون التاريخ، ومع احترامنا الشديد للمراكز المسيحية العالمية غربا وشرقا سواء كان هذا في القسطنطينية او في روما او في غيرها من الاماكن فستبقى مدينة القدس هي المركز المسيحي الاول والكنيسة التي وصفها القديس يوحنا الدمشقي بأنها ام الكنائس ، فحسنا فعلتم بزيارتكم لهذه المدينة المقدسة ولهذه البقعة المباركة من العالم التي اسمها فلسطين، ذلك لان كل ما تقرأونه في الانجيل وكل الاحداث الخلاصية التي سردها الانجيليون الاربعة يمكنكم معاينتها ومشاهدة اثرها في هذه الارض المقدسة ، ان زيارتكم للقدس هي عودة الى جذور الايمان وتعرف على الارض المباركة التي منها انطلقت المسيحية الى مشارق الارض ومغاربها ، انها الارض المقدسة التي منها انطلق الرسل القديسين مبشرين بقيم الانجيل المقدس في سائر ارجاء العالم ، واليوم ما زال المسيحيون الفلسطينيون الصامدون والباقون والثابتون في هذه الديار ما زالوا محافظين على تراث اباءهم واجدادهم وهم امتداد تاريخي للكنيسة المسيحية الاولى وللجماعة المسيحية الاولى التي تكونت في هذه الارض المقدسة.

وقال ان كنيستنا المقدسة ليست كنيسة حجارة صماء نتباهى بمقدساتها وبمزاراتها وتاريخها المجيد فحسب بل هي كنيسة حية كنيسة الماضي والحاضر والمستقبل ، انها كنيسة الانسان القائم في هذه الديار ، انها كنيسة الشعب الصامد والباقي في هذه البقعة المقدسة من العالم والذي يناضل من اجل الحفاظ على تاريخه وحضوره وبقاءه وصموده ومن اجل ان يعيش حرا في وطنه وفي ارضه المقدسة.

وأضاف ان المسيحيين الفلسطينيين هم ابناء هذه الارض الاصليين وهم ليسوا اقلية في وطنهم ويؤسفنا ويحزننا ما نسمعه من بعض المرجعيات السياسية في الغرب انه وجب الحفاظ على الاقليات المسيحية في المنطقة العربية ، يصفوننا بأننا اقليات ولسنا كذلك ولو ارادوا بالفعل حماية المسيحيين في هذا المشرق العربي لما تمسكوا بسياساتهم الخاطئة التي ادت الى ما وصلنا اليه اليوم ، فالسياسات الغربية الخاطئة تجاه شعوب منطقتنا هي التي ادت الى استمرار احتلال فلسطين حتى اليوم وهي التي ادت الى كل ما نشهده في مشرقنا العربي من دمار وخراب وتهجير واستهداف للحضارة والتاريخ والتراث وتشريد للانسان ونسف قيم العيش المشترك ناهيك عن المظاهر الارهابية البشعة التي نلحظها في منطقتنا ولا علاقة لها بأي قيم انسانية او اخلاقية، لو كان الغرب حريصا على الحضور المسيحي في هذا المشرق العربي لسعى من اجل حل القضية الفلسطينية وعمل على وقف ما تتعرض له سوريا والعراق وغيرها من الاقطار العربية في منطقتنا ، لا يمكننا ان نثق بما يقوله السياسيون في الغرب لاننا نعتقد بأن هدفهم الاساسي هو ليس حماية المسيحيين بل حماية مصالحهم الاستعمارية حتى وان كان هذا على حساب المسيحيين وغيرهم من مكونات منطقتنا واقطارنا العربية.