|
بالصور- نواكشوط تهدم سفارة اسرائيل وتعشق فلسطين
نشر بتاريخ: 17/09/2016 ( آخر تحديث: 17/09/2016 الساعة: 23:03 )
نواكشوط- موفد معا ناصر اللحام- بحفاوة وسؤدد استقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، الرئيس الفلسطيني ابو مازن. زيارة اخوية دافئة سمحت لنا خلال ثلاثة ايام الاطلاع على حضارة هذا الشعب، وقراءة أدق في حاضره، باعتباره بلدا ناميا يشق طريقه نحو المكانة التي يستحق في العائلة العربية الواحدة.
الجمهورية الاسلامية الموريتانية أو بلاد الشنقيط كما كانت تسمى قديما نسبة لمدينة شنقيط التي شهدت حضارة زاهرة في القرن الثامن. ويقال إن الشنقيط هو أواني الخزف الذي صنعته هذه الحضارة والتي حضنت تحت جناحيها ثلاثة شعوب (شعب القلم وشعب السيف والافارقة). فترامت أراضيها فوق مليون كم مربع وتهادت على 800 كم على شواطئ المحيط الاطلسي حيث تتسابق السفن الصينية مع الاوروبية للاستفادة منها. نهضة لافتة تشهدها موريتانيا بحركة بناء وبنية تحتية وغيرها، ولكن للموريتانيين عاداتهم واحتياجاتهم التي تمثل شغفهم. ولهم عادات مختلفة قد تفاجئ البعض. وإن جاز لي أن اكتب عن انطباعات عامة، فهم بالغالب لا يفضلون وجبة الأسماك وانما يفضلون الثروة الحيوانية، كما انهم لا يشيدون المنازل على شواطئ المحيط وانما يبتعدون عنه وكأنهم لا يأمنون غدره وغضبه، فلا يخت يبحر ولا رحلات بحرية وانما يأخذون اولادهم وعائلاتهم الى الصحراء في عطلة نهاية الاسبوع. يتأملون الطبيعة ويقرضون الشعر. موريتانيا التي تحب فلسطين واهلها حبا جما، تفاخر أنها بلد المليون شاعر. وفي تفسير ذلك نقول إن فصاحة اولادها مستمدة من لغة القران واتساع الصحراء والسجية. وهم ليسوا متعجلين على التحول لمجتمع استهلاكي بل يختارون التمسك بحياة البداوة والاكتفاء بعيدا عن الامراض الاستهلاكية المعاصرة. في العاصمة نواكشوط التقيت بطلبة فلسطين؛ يحملون في عيونهم الامل ويزرعون في دفاترهم الاحلام الجميلة. نحو 350 فلسطينيا جاءت الغالبية العظمى منهم من قطاع غزة، ويريدون مواصلة التعليم العالي، وكأنهم كشفوا سر الخلطة الفلسطينية للصمود والتحليق (خلطة التعليم). ووعدناهم بمتابعة احتياجاتهم مع وزارة التعليم العالي في رام الله. من العادات ايضا هنا الاحتفال بالطلاق؛ فترى المرأة تفاخر انها مطلقة عدة مرات وتقيم الاسرة احتفالا ريما يضاهي الاحتفال بالزواج. وكلما كانت مطلقة اكثر يزداد المهر اكثر في اشارة الى خبرة تكوين الاسرة. كما ان عائلة الزوجة تحافظ على علاقة احترام عالية بين الطليق وبينها. وكدليل آخر على احترام المجتمع للمرأة لفت انتباهي ايضا أن الفنادق هنا تحمل اسم المرأة (فندق ايمان وفندق سميرة وهكذا) وهو رد على الطريقة الشنقيطية ضد كبرى سلسلات الفنادق العالمية التي حاولت ابتزازهم مقابل الماركة. وفي هذه الصورة القلمية لا يسعنا الا الاشارة الى زبدة الشيا، وهي العلاج المذهل الذي فاجأ العالم بمفعولاته السحرية وقدرته على علاج الجلد والوهن والامراض. غادرنا موريتانيا ولا تزال الاسئلة تتكاثر في رؤوسنا، قد نكون حصلنا على بعض الانطباعات، وقد تكون دقيقة او على ذمة الراوي. لكن المؤكد طيبة شعبها وحبهم لفلسطين، حيث طردوا السفير الاسرائيلي وقامت الجرافات بهدم السفارة الاسرائيلية وتسويتها بالارض ردا على هدم الاحتلال لمنازل الفلسطينيين. وترى في شوارعها واسواقها محلات تحمل اسم فلسطين. وحين وصل الرئيس عباس هنا قامت الحكومة الموريتانية بالتبرع لفلسطين بقطعة ارض مساحتها 24 دونما. فهل جرأت أي دولة عربية على فعل ذلك سوى موريتانيا؟ |