وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

دول عدم الانحياز من عصر الكاز الى عصر الغاز

نشر بتاريخ: 17/09/2016 ( آخر تحديث: 18/09/2016 الساعة: 00:00 )
دول عدم الانحياز من عصر الكاز الى عصر الغاز
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
من دون انحياز، وكنقطة ارتكاز. لا بد من القول أن إقامة مجموعة دول الإنحياز في العالم بعد الحرب العالمية الثانية كانت فكرة عبقرية تسجل للزعيم العربي الراحل جمال عبد الناصر ورفاقه "جواهر لال نهرو" من الهند و"جوزيف بروز تيتو" من يوغوسلافيا و"كوامو نكروما" من غانا و"احمد سوكارنو" من اندونيسيا، فهؤلاء العباقرة رفضوا الإستسلام لقانون الحرب الباردة بين روسيا وأمريكا، وأعلنت 25 دولة المبادئ العشر في بلغراد خلال مؤتمر بادونج.

المبادئ العشرة لباندونج
1- احترام حقوق الإنسان الأساسية، وأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.

2- احترام سيادة جميع الدول وسلامة أراضيها.

3- إقرار مبدأ المساواة بين جميع الأجناس، والمساواة بين جميع الدول، كبيرها وصغيرها.

4- عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى أو التعرض لها.

5- احترام حق كل دولة في الدفاع عن نفسها، بطريقة فردية أو جماعية، وفقا لميثاق الأمم المتحدة.

6- أ- عدم استخدام أحلاف الدفاع الجماعية لتحقيق مصالح خاصة لأيّ من الدول الكبرى. ب- عدم قيام أي دولة بممارسة ضغوط على دول أخرى.

7- الإمتناع عن القيام، أو التهديد بالقيام بأي عدوان، والإمتناع عن استخدام القوة ضد السلامة الإقليمية أو الاستقلال السياسي لأي دولة.

8- الحل السلمي لجميع الصراعات الدولية، وفقا لميثاق الأمم المتحدة.

9- تعزيز المصالح المشتركة والتعاون المتبادل.

10- احترام العدالة والإلتزامات الدولية.

اليوم حضرت القمة ال 17 لدول عدم الإنحياز المنعقدة في جزيرة مارغاريتا بفنزويلا، حيث تسلم الرئيس "مادورو" قيادة القمة من ايران، وسط بحر هائج من التوقعات والمخاوف والظنون، وأسمح لنفسي تسجيل بعض العناوين للنقاش:
- قمة عدم الإنحياز لا تزال مخلصة ووفية لفلسطين، ولا تبخل عليها بشئ، ولذلك حضر الرئيس ووفد رفيع للمشاركة بالقمة وان البيان الختامي قد أنصف فلسطين ووعدها بمواصلة الدعم.
- التقى وزير خارجية فلسطين د. رياض المالكي بوزير خارجية ايران د. ظريف على هامش القمة، ولكن لم يلتق الرئيسان.
- ناقشت القمة ملفات سوريا وليبيا واليمن، ودعت للحل السلمي وهو موقف "لا بأس به".
الرئيس العربي الوحيد الذي شارك هو رئيس فلسطين. وقد قال له الرئيس الفنزويلي حين احتضنه: الان وقد حضرت فلسطين نستطيع القول ان القمة قد نجحت.
- بات واضحا أن آداء وشكل مجموعة عدم الإنحياز هو شكل قديم من أشكال التكتلات السياسية، ويجب تطويره وعدم الإستهانة به لأهميته في الأمم المتحدة.
- صحيح أن لكل دولة عضو في عدم الإنحياز مكان آخر تصنع فيه قراراتها، لكن العرب أحوج ما يكون لهذه المجموعة.
- لا يوجد عيوب في فكرة عدم الإنحياز، وهي فكرة عبقرية ونافذة ولكن العيب في القادة والزعماء ونقص الخصوبة في خيالهم العلمي.
- فنزويلا في وضع داخلي حرج، والأمور لا تبشر بالخير، وفي حال تنحى الرئيس الإشتراكي "مادورو" فإن أزمة داخلية تنتظر هذه الدولة النفطية الغنية (مثل ليبيا والعراق)، ولذلك فان فلسطين تحاول ضبط النفس في تصريحاتها تجاه الأمر.