وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

اتحاد الكتاب في غزة يقيم حفلاً ثقافيا في الذكرى الثالثة لرحيل الرئيس الشهيد ياسر عرفات

نشر بتاريخ: 01/12/2007 ( آخر تحديث: 01/12/2007 الساعة: 16:51 )
غزة -معا- في الخارج فقر ودم وموت وعتمة وبرد وحصار وفي الداخل أمسية جليلة دافئة نظمها اتحاد الكتاب بالتعاون مع مؤسسة سعيد المسحال الثقافية احياء للذكرى الثالثة لاستشهاد القائد الرمز ياسر عرفات .

وبحضور حشد كبير من الشعراء والكتاب والمثقفين وأساتذة الجامعات قرأ الشعراء عثمان حسين، وكفاح الغصين، وسعيد ابو طبنجة وسائد السويركي جزءاً مما كتبوه فأضاءوا عتمة المكان .

'نحن لا نحتفي بالموت ولا نحتفى بالفقد والخسارة.. ولكننا نضئ قناديل الغياب لعلنا نستأنس بالذكرى وتنقشع غيمة القيح المريرة' هكذا قال الشاعر سليم النفار الذي قدم للأمسية.

وتابع النفار "بهذه الايام العصيبة التي تمر على شعبنا جراء الانقلاب الدموي وما تركه من ندوب مؤلمة في مسيرة العمل الوطني الوحدوي نستذكر القائد الخالد ونحتفي بتراثه النضالي والوحدوي الذي نحن بحاجة اليه اليوم، نعم نحن لا نحتفي اليوم ولكننا نضئ قناديل الغياب لعلنا نستأنس بالذكرى وتنقشع غيمة القيح المريرة ،في هذه الايام حيث يعيش شعبنا ظروفا عصيبة وتخوض قيادتنا الشرعية معركة تفاوضية لإنهاء الاحتلال وإقامة الحلم الوطني الفلسطيني في الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف فانه لا يسعنا الا ان نؤكد دعمنا المطلق للرئيس عباس في معركته التفاوضية وهذا ا لدعم المطلق لا يأتي اعتباطا وانما من موقع ثقتنا العالية بالرئيس ابو مازن لانه لن يتخلى عن الثوابت ذاتها التي قضى من اجلها الزعيم الخالد ياسر عرفات ونقول من هنا من غزة ا لمنكوبة المكلومة اننا معكم يا سيدي الرئيس وخلف قيادتكم حتى تحقيق الحلم الفلسطيني الكبير الذي سعى من اجله قائدنا ياسر عرفات العظيم" .

تلت كلمة النفار كلمة لاتحاد الكتاب ألقاها الكاتب عبدالله تايه فقال " ترى عن أي رحيل نتحدث وبأية ألفاظ.. وما الحروف القادرة على تشبيك الوجع واختصار الوقت ونحن تحت صهد التجربة التي كلما أوشكنا على التقاط أنفاسنا تلاحقنا تجربة أخرى اشد وانكي.. منذ الرحيل الأول للنكبة حتى الرحيل الأخير المتفرد في ألغازه وطلاسمه ، كنا ثلة من الكتّاب في مكتبه المطل على الموج الطالع من جوف البحر ذات ضحى وهو غارق.. بل اغرقوه بملفات فوق مكتبه لأنهم لم يقدروا الزعيم حق قدره وهو الذي جاب الدنيا طولا وعرضا وشارك رموزا لشعوب كثيرة كانت تتطلع مثلنا للحرية والاستقلال فاستقلت ولا نزال تحت نير الاحتلال..سألناه يومها أن هناك من يحاول ان يدفعنا عنوة الى التطبيع مع محتل الارض والمقدسات فماذا ترى يا والدنا .. فنحن لم نستقل بعد والمحتل لا يزال على ارضنا؟.. ادار وجهه الى موج البحر وقال انتم الكتاب انا أتعلم منكم"..

وتابع "فهل يمكن ان يمر رحيل صديق الكبار أمثال جمال عبد الناصر وسوكارنو ونهرو وتيتو وماوتسي تونغ مرور الكرام؟ ومنذ متى كان رحيل العظماء يمر مرور الكرام؟في غزة المحاصرة بالفقر والموت والمسيجة بالإغلاق وقصف الدبابات والزنانات في غزة الطافحة بقسوة الحياة التي لم يعرف مثلها بالبلاد تمر ذكرى الرحيل تزرع في نفوسنا وضمائرنا وعقولنا بهجة الانتساب الى هذا الكم المتألق من الصمود والاصرار والانسانية".

وطرح تايه ثلاث ملاحظات:
1- لا ورق ولا طباعه في غزة .. في غزة لا تعمل المطابع في غزة منذ وقت طويل لم يصدر كتاب في غزة قليلا ما تصل الصحف ..غزة لا تشارك الدنيا في مناسباتها الثقافية والفنية والعلمية ..يوجد في غزة جنازات وقبور وفقر ومرض وكوبونات.

2 حرية الرأي والتعبير والكلمة هي اول مبادئ الديمقراطية الحقيقية التي نريد لنمارس تحت سقفها حرية الكلمة وحرية الرأي وحرية التعبير ونحترم الرأي الآخر.

3- احزنني الدكتور ابراهيم ابراش وزير الثقافة في مقالته بجريدة الحياة والتي قال فيها ان الحكومة ترى في وزارة الثقافة مجرد ديكور فلا برامج ولا موازنات حقيقية تعزز الثقافة وتدعم المثقفين .

وقال ' نحن الذين عايشنا الحكومات السابقة وكل وزراء الثقافة السابقين نؤكد صحة ما ذهب إليه د.ابراش فوزارة الثقافة لا تنتج ثقافة ولا تدعم المثقفين فهل يعجبنا هذا الحال ؟ نحن نرفض هذا الاهمال الذي تتعامل فيه الحكومة مع الثقافة كمؤسسة رسمية وغير رسمية وندعو وزير الثقافة الى تكوين جبهة من المثقفين تناضل معه لوضع الثقافة ضمن الاهتمامات الحقيقية للحكومة".

وألقى كلمة المشهد الثقافي الشاعر عبد الرحمن شحادة فقال "تداعيات ما بعد المشهد .. انه الاثنين في غزة انه يوم الاحتفال بذكرى رحيل ياسر عرفات في ذلك اليوم أعلنت غزة الاجابات على الأسئلة .. غزة لا تجيد التعامل مع المخبوء بين السطور.. بوصلتها لا تنحرف عن مدار الحقيقة مطلقا والحقيقة أن تأخذ غزة موقعها في السطر الاول من رأس الصفحة الأولى في اجندة الوطن .. غزة الأصيلة لا يروضها الا ذلك الفارس الحقيقي .. ومع تسابيح الفجر تنهض.. وبنور الله تغتسل.. وتزحف الى فضاء الرؤيا والرؤيا أخذت الناس ليعرفوا أن الفارس يتجلى في يوم الاثنين لا ينفيه غياب ولا تشطبه ممحاة العتمة... ان غزة كل غزة ستهتف وتردد يا جبل ما يهزك ريح...بايعناك واتفقنا عليك ومعك ولم نزل.. اختلفنا فأخذتنا إلى حضنك وجللت هاماتنا بكوفيتك والعَلَم فتخلصنا من ارق السؤال ..لم تقفل علينا النوافذ ولا أقفلت في دروبنا المنافذ.. شيعناك فشاع فينا عشق الوطن عارضناك فتجذر فينا الانتماء وفي القلوب قد سكن .. أي سر فيك وأي ألق منك أي رمز أنت هل يدرك المرتجفون ما معنى ان تكون الرقم الصعب في الحضور وفي الغياب؟".