وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

طفح الكيل

نشر بتاريخ: 18/09/2016 ( آخر تحديث: 18/09/2016 الساعة: 17:53 )
طفح الكيل
بقلم : خالد القواسمي
الأرض الخصبة يتوجب على المزارع أن يحسن زراعتها اذا ما اراد قطف ثمارا يانعة ولابد أن تكون البيئة مناسبة خالية من الشوائب والآفات التي تعيق النمو وكل بيئة لها مخرجات حسب ما تحويه من مقومات تمكننا من العمل من خلالها .

كلنا يدرك أهمية الرياضة وأصبح واقعنا الرياضي الفلسطيني يجذب الانظار من كل حدب وصوب وتسلط عليه الاضواء ليس لأنه الاقوى والافضل انما لحمله رسالة شعب مكافح مناضل ينشد من خلالها رفع الظلم والاضطهاد والوصول لنيل حقه المغتصب ورفع المعاناة عن كاهله واستقطاب احرار العالم للوقوف معه ومساندته ، ناهيك عن ان الرياضة هي المتنفس الوحيد الذي اضحى يسيطر على المجتمع وأن كرة القدم هي صاحبة الجماهيرية الطاغية وحديث كل بيت فلسطيني رغم ما يمر به الوطن من أوجاع ، وهذا يعني أن شعبنا يستحق الحياة ويقاوم بطرق حضارية على كافة الجبهات رغم كل المعوقات والحواجز التي توضع في طريقه لطمس المعالم الحضارية التي يتبناها لاسترداد حقه المشروع .

ومن هنا وكشعب حضاري يجب علينا استغلال البيئة النظيفة ومحاربة الآفات المفتعلة من البعض وبكل تأكيد لها اهداف غير سوية تصب في صالح الطرف الآخر او لربما هي مدفوعة من جانبه للتخريب وزعزعة وتمزيق النسيج المجتمعي الفلسطيني وابعادنا عن ابجديات العمل الوطني المبني على التعاضد والتكاتف .

ومن خلال المتابعة لمواقع التواصل الاجتماعي ظهرت فئة ممن تدعي الحرص الكاذب تقوم بالتحريض واثارة الفتن بين ابناء الشعب الواحد وبين افراد الاسرة الواحدة مما زاد التعصب وانتشار لغة المؤامرة وكل يرمي على هذا وذاك وللأسف اصحاب القرار في انديتنا وفي روابط المشجعين يقفون عاجزين عن حصار الفئات الضالة غير السوية وهذا نتاج ضعف وجبن مما ينذر بما هو اسوأ اذا لم يتم اقتلاع جذور الفتنة ومن يقف خلفها .

الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم لم يبخل ويقدم وينجز ويعمل ليل نهار من أجل رياضة كرة القدم وتطورها بكل السبل ولم يبخل يوما في تقديم كل اسباب النجاح ويلعب دورا وطنيا بامتياز من خلال فضحه للممارسات الاحتلالية وكلنا يتابع ما يقوم به راعي الرياضة الفلسطينية اللواء جبريل الرجوب وما قام به واصبحت فلسطين عنوانا لا يمكن تجاوزه والقفز عنه وكل ذلك بفضل حنكة قائد المسيرة الرياضية .
لذلك يتوجب علينا دعمه والوقوف بجانبه ومؤازرته لا ان نفتعل آزمة هنا او هناك فالخروج عن النص في مواقع التواصل الاجتماعي وفي المدرجات يعيق المسيرة وعلينا كشعب الوقوف بجانب اتحادنا وعنواننا الرياضي وقطع دابر كل من تسول له نفسه للتخريب واشعال الفتن .

وعلينا ان نصحو قليلا لاقتلاع من لا يستطيع العمل الا في بيئة فوضوية ، وعلينا ان نعترف ان هناك تعصب زائد مزعج ليس في صالحنا واصبحنا نشاهد لغة الغوغائية لها من يساندها ويقف على راسها احينا البعض ممن يدعون بانهم رجال اعلام وغيرهم مما كنا نعتقد بان لهم مكانة مجتمعية يمكن ان تساهم في نشر الوعي والثقافة الرياضية النظيفة.

ليست قضيتنا اليوم توثيق البطولات بقدر ما علينا أن نعيد التنافس بمفهومه الصحيح داخل الملعب وخارجه وليس بالصفقات وقيمتها التي أصبحت أرقاما تزيدنا افلاسا وعلى الجماهير الواعية لفظ كل من يتخطى الحدود الرياضية والبيئة الفوضوية يجب أن تنتهي فقد طفح الكيل واشمأزت النفوس مما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي ومما يصدر من هتافات على المدرجات وعلى الجميع كشف الطابور الخامس.