وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

بيرزيت تختتم أعمال المؤتمر الدولي حول الحفاظ على المشهد وإدارته في مناطق النزاع- بالتعاون مع جامعة نرويجية

نشر بتاريخ: 01/12/2007 ( آخر تحديث: 02/12/2007 الساعة: 00:08 )
بيرزيت-معا- أكد رئيس دائرة الهندسة المعمارية في جامعة بيرزيت وسكرتير عام المؤتمر د. شادي الغضبان في ختام أعمال المؤتمر الدولي الذي عقدته كلية الهندسة في جامعة بيرزيت بالتعاون مع كلية عمارة المشهد وتخطيط الفضاءات في جامعة العلوم الحياتية خلال الأيام الثلاثة الماضية حول "الحفاظ على المشهد وإدارته في مناطق النزاع"، على أهمية المؤتمر الذي ناقش العديد من القضايا الخاصة بالنزاع على المشهد والبيئة، والذي شارك فيه مجموعة من ذوي الاختصاص والخبراء القادمين من دول مختلفة امتدت من نيوزلندا حتى كندا، بالإضافة إلى مجموعة من الشباب الباحثين الفلسطينيين الذين ساهمت أوراقهم بنوعيتها المتميزة في إنجاح وتحقيق هذا المؤتمر.

وأشارت المهندسة السويسرية آنا غريشتينج في ورقتها "تحديد الخط الخضر" ، إلى الحدود الطبيعية لفصل المناطق والرؤية المستقبلية لتحويلها ، كما وصفت الخط الأخضر في قبرص وهي منطقة عسكرية عازلة تفصل قبرص التركية عن قبرص اليونانية ، وتقطع مشهد العمارة المدني والتركيبات الايكولوجية.

وأكدت غريشتينج على أهمية اعتبار درجات التدخل المختلفة التي تمتد من قلب نيقوسيا المدني التاريخي إلى البعد الإقليمي ، مع الأخذ بعين الاعتبار أهمية رسم صورة متكاملة لإعادة بناء الحدود.

وأكدت الدكتورة شيلي ايغوز النيوزلندية في ورقتها " الطبيعة والأصالة والنكبة: حكايات شهرية من الحدائق الوطنية في إسرائيل" ، أن الحدائق القومية في إسرائيل تلعب دوراُ دراماتيكياُ في تشكيل الوطن ، ولكن ميزات الآثار القديمة لا المناظر الطبيعية هي التي تشكل الدعامة الأولية ، كما استعرضت تأسيس الحدائق القومية في إسرائيل والفكر الداعم لها ، والمعايير المتبعة لاختيار أو إزالة المواقع المبنية على حرمان السكان الأصليين حقهم في الأرض واستثناء الماضي الفلسطيني.

وأشارت د. اينغز ليز سيفرسون في ورقتها حول " إعادة صياغة مفهوم الهوية من خلال الإدارة المستدامة للتراث"، إن التراث الثقافي هو الشيء الأكثر هشاشة وحساسية بالنسبة للصراعات والحروب ،موضحة أن الهدم المنظم للتراث الثقافي في الشرق الأوسط ، وهدم المعالم المعمارية والمشهدية في فلسطين والعراق هو هدم لرمز هوية مجتمع كامل ، وتميزه يؤدي إلى وضع العناصر الهشة في تحولات الأنظمة السياسية والدينية.

في حين دارت الجلسة السادسة حول "المشهد الحضاري في مناطق النزاع : توجهات نقدية " حيث تناولت المهندسة جين ماكورماك في مداخلاتها "مكاشفة في الصراع : ميتولوجيا الفراغ في مشهد صحراء سونوران" قضية الأمن التي تتعرض لها منطقة " التوهنو اودهم" الواقعة جنوبي ولاية أريزونا الأمريكية وشمالي المكسيك، خاصة بعد إعلان الحرب على الإرهاب وتبني السياسات المتزايدة ضد الهجرة .

واستعرض البروفيسور في جامعة كيب تاون في جمهورية جنوب إفريقيا فابيو توديتشيني في ورقته بعنوان " الدمار والتأمل في إعادة تطوير المنطقة السادسة :بعض الدروس المستفادة من مشاهد النزاع في جنوب إفريقيا ". قانون "الدولة الوحشية في ظل ايدولوجية الفصل العنصري الذي شرد السكان على أساس العرق والطوائف، ودمر معظم المباني والمنشآت ، وخطة إعادة تطوير القطاع رقم 6 والتي تولدها دولة الفصل العنصري وبصورة مجزأة ومتفرقة وضعيفة .كما استعرض نظام التطوير العنصري الذي أدى إلى إعادة تطوير أجزاء من القطاع رقم 6 في العقود اللاحقة ، تاركاً مساحات كبيرة بسبب المقاومة الشعبية".

وناقشت المحاضرة في دائرة الهندسة المعمارية في جامعة بيرزيت منال بيشاوي والمبعوثة للحصول على الدكتوراة من جامعة العلوم الحياتية في النرويج في ورقتها "سلوك النساء في الفراغات العامة واثر الخصوصية عليه"مواقف المرأة بالنسبة لقضية الخصوصية في استخدام الأماكن العامة واحتياجاتها والقيم التي تستخدمها في هذه الأماكن. وستساهم نتائج هذه الدراسة في تصميم وتطوير الأماكن العامة في نابلس من اجل تحسين وضع المرأة في الحياة العامة في كل من الأحياء القديمة والحديثة في المدينة .

في حين بحثت الورقة التي قدمها الدكتور الكندي لاري هاردر حول "التشعب والالتقاء: حكايات مشهدية متناقضة من فلسطين ، بعض من المقاربات والاختلافات في صراع الفلسطينيين والإسرائيليين على المشهد في فلسطين وبالأخص في الضفة الغربية .

ودارت المداخلة الرئيسية الثانية في جلسة العمل السابعة التي قدمها المحامي الفلسطيني رجا شحادة حول مداخلته حول "المشهد المتلاشي على دراما العالم الغربي في مواجهة فلسطين"، حيث ركزت على أهمية البلد بالنسبة للخيال التاريخي والتوراتي لدول الغرب، مبيناً الأثر الذي تركته هذه الأهمية على تمثيل فلسطين في كتابات الترحال وبشكل عام على تاريخ هذا البلد . كما استعرض بعض العناصر وديمومتها كما هي واضحة في المشروع الاستيطاني الإسرائيلي سواء فيما يتعلق بتمثيل الأرض وسياسات تشويه تاريخها والقوانين التي تؤدي في النهاية إلى اغتصابها.

ومن جانب آخر عرض د.تيم وليامز و روزماري ويلي مداخلة حول "البيئة الممزقة-تصوير ممارسات العزل في الحياة الإنسانية في فلسطين، فيما عرض المهندس سمير حرب مداخلة حول المشهد الثقافي كتوجه شمولي في أجندة الصيانة والحفاظ في فلسطين متخذاً قرية عين عريك كحالة دراسية .

وقدم المهندس جوفاني انتونالي بالنيابة عن المهندسة فيتوريا كازولاري في المداخلة الختامية للمؤتمر حول "الأرض والمشهد والثقافة المهددة بالخطر"، مشيراً أن الاهتمام بالمشهد المعماري يتزايد بشكل كبير في العديد من البيئات الحضرية، فهذا الاهتمام أغنى مشهد العمارة بمعان كثيرة ووسع طرق ترجمته مع زيادة عدد المستثمرين ، الأمر الذي أدى إلى وجود تكرار في المصطلحات وإحداث فوضى لغوية، وبالتحديد عند الحديث عن التحولات والاضطرابات السلبية التي نعيشها يومياً في البيئة المادية وغير المادية والمعكوسة في مشهد العمارة الذي يراه الناس، فصفاته هي نتيجة التفاعل بين الطبيعة والعوامل الإنسانية.