|
المجتمع الفلسطيني في الداخل يحتاج لمرجعية استراتيجية تعبر عن واقعه
نشر بتاريخ: 20/09/2016 ( آخر تحديث: 25/09/2016 الساعة: 14:56 )
رام الله - معا- قال مدير المركز العربي للحريات الإعلامية والتنمية والبحوث "إعلام"، البروفيسور أمل جمال، في ندوة في المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار"، في رام الله، اليوم الثلاثاء، حول "التقرير الاستراتيجي: العرب الفلسطينيون في إسرائيل/ سيناريوهات مستقبلية"، إن التوصية الأساسية للتقرير، تتلخص بحاجة فلسطينيي الداخل إلى مرجعية استراتيجية تمثل كل الأطياف السياسية والمجتمعية، ليتمكنوا من الدفع بواقعهم نحو الرؤية التي ينشدونها عبر استثمار ممكنات الواقع بأفضل السبل.
وقالت مدير عام "مدار" د. هنيدة غانم في تقديمها للندوة التي عقدت تحت عنوان "المكانة الاستراتيجية للمجتمع الفلسطيني في الداخل: الحاجة للتفكير من جديد"، وشارك فيها، المتخصص في علم الاجتماع د. خالد فوراني: إن المجتمع المدني الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، وخاصة في أراضي العام 48، يشهد حراكا مدنيا واسعا، لتقديم قراءات للواقع، ولبلورة تصورات حول المستقبل، وحول المخارج الممكنة من المأزق العام، موضحة أن استضافة "مدار" لهذه الندوة تأتي في سياق اهتمام المركز بهذا المجال، ومشاركته فيه. وأوضح د. جمال في البداية أن "التقرير الاستراتيجي: العرب الفلسطينيون في إسرائيل/ سيناريوهات مستقبلية"، أعدته مجموعة من الناشطين والأكاديميين من فلسطينيي الداخل، ضمن مشروع بالتعاون مع "مجموعة أوكسفورد للأبحاث"، احتضنته "إعلام". وأضاف: إن التقرير يهدف ضمن أشياء أخرى إلى تطوير أدوات تفكير استراتيجي تجاه الواقع الفلسطيني، وأنه يراد منه استكمال ما شهدته الساحة الفلسطينية في الداخل من مساهمة في الأسئلة السياسية والعامة، موضحا أن ما صدر من أوراق وقراءات مستقبلية قبل سنوات تركز حول "ماذا نريد؟"، وكانت له أهمية رمزية ونظرية وإعلامية، حتى أنه استفز المؤسسة الإسرائيلية بكافة مكوناتها. وأوضح جمال أن "التقرير الاستراتيجي" يريد التصدي للإجابة عن سؤال "كيف نحقق ما نريد"؟، فهو لا يكتفي بالتحدث عن الرؤية والأحلام الجماعية، فهو يدرس الممكنات المبطنة في الواقع وكيفية تفعيل هذه الممكنات بغرض تحقيق الأهداف. وشدد د. جمال على أهمية التقرير في تطوير عمل يتجاوز التنبؤ لصالح الاستشراف، ويتجاوز المحددات الأيديولوجية والحزبية لصالح المسؤولية العامة، فالأهمية تكمن ليس فقط في النتائج، إنما في الطريقة البحثية التي أوصلت إليها. وقال جمال: يعبّر التقرير أيضا عن نظرة فلسطينيي الداخل لأنفسهم كجزء من المركز، وليس مجرد هامش، فهم ليسوا لاعبين ثانويين، وليسوا الحلقة الأضعف، ولديهم تصور للواقع من موقع الشراكة، وهذا رد على محاولات المؤسسة الإسرائيلية تدجينهم، وبمثابة رفض للنظرة لهم وكأنهم تحصيل حاصل لما توافق عليه إسرائيل. وأضاف: الادعاء الأساسي في التقرير أن فلسطينيي الداخل لكي يحققوا قدرتهم على التأثير يحتاجون إلى مرجعية استراتيجية تمثل كل الأقطاب في الداخل الفلسطيني، حيث القائمة المشتركة على أهميتها مازالت حديثة، ولجنة المتابعة بصيغتها الحالية غير كافية. ووجه د. خالد فوراني ملاحظات وتساؤلات تقنية حول التقرير، وناقش بعض المفاهيم التي وردت فيه، متسائلا حول العلاقة بين التفكير والتقارير الاستراتيجية، متمنيا أن تشارك في التقارير الاستراتيجية اللاحقة شرائح أوسع، بحيث لا يطغى المكون الاكاديمي عليها، بما يهدف مسمى "الاستراتيجي" أكثر. ولفت فوراني إلى أن التقرير لم ينتبه على نحو كاف في تشخيص الواقع في الداخل إلى كونه واقعا استعماريا، الجانب الذي يحتاج برأيه إلى معالجة أوسع. يذكر أن طاقم عمل "التقرير الاستراتيجي" مكون من: بشير بشير، أمل جمّال، مرزوق الحلبي، راسم خمايسي، رائف زريق، مرام مصاروة، عرين هوّاري. |