|
هل تريد أن تصبح دبلوماسيا فلسطينيا ؟
نشر بتاريخ: 21/09/2016 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:05 )
نيويورك - تقرير وكالة معا - بعد 22 عاما في العمل الدبلوماسي الشاق ، بدا الدكتور رياض منصور وهو سفير فلسطين في الامم المتحدة، بدا يقظا وحاسما ومتحمسا، بدا مثل اي مواطن فلسطيني ، متشوقا لدولة ذات سيادة ونتيجة عادلة لكل هذا الجهد منذ العام 1974 وحتى اليوم . س : بعد غياب القادة الكبار في العالم والذين صنعوا التاريخ المعاصر مثل عرفات والملك حسين وصدام وحافظ الاسد و.... كيف يبدو العمل الدبلوماسي الان ؟ د رياض : العمل زاد وتأخذ المشاريع وقتا أطول وخططا اوسع ، مثال على ذلك برامج التنمية التي تحتاج الى وقت كثير ولها تشعبات ( مثلا انهاء الفقر - الفقير هو من يأخذ اقل من دولار في اليوم - والخطة لمكافحة الفقر مستمرة حتى العام 2030 ونلغي الفقر من العالم ليصبح دولارين . وهكذا ). زائد مشروع الحق في مياه نظيفة ومشروع توفير التكنولوجيا . س : وماذا عن فلسطين ؟ د رياض : نحن اصبحنا دولة في ٢٩ نوفمبر ٢٠١٢ وبالتالي اصبحنا جزء من المشاريع المذكورة ونحضر جميع الاجتماعات وعلينا ما على الدول ولنا ما لها . س: في كلمته اليوم دعا الامين العام بين كي مون الى تغيير قواعد عمل الامم المتحدة ؟ ماذا يقصد ؟ د رياض : الاصلاح في مجالين ، الاول اصلاح عمل الجمعية العامة والثاني اصلاح طريقة عمل مجلس الامن . وانا اؤيد الاصلاح ويجب ان تكون القرارات بالاجماع وليس فيتو ، وان نكتب في القرارات ان الدول العظمى قد تحفظت على هذا القرار او ذاك . س: كيف تعمل انت وسط غابة من المواقف ؟ د رياض : لا ييأس الدبلوماسي. بل يفاوض ويفاوض ويفاوض حتى يجد صيغة مقبولة على الجميع ويبتلعها الطرفان . مثلا انا حضرت وشاركت في سبعة مؤتمرات حتى توصلنا الى صيغة مؤتمر باريس ، وهكذا اتفاقية المناخ وغيرها . س : هل تعرف السفراء كلهم ؟ د رياض : المعرفة الشخصية في غاية الاهمية ؛ السفراء والسكرتاريا وكثير منهم عادوا بلدانهم واصبحوا وزراء او رؤساء وزراء او وزراء خارجية او قادة دول . ملاحظة - الدكتور رياض درس الفلسفة والرياضيات والفيزياء والعلوم وعلم النفس ، وقد عمل مساعدا للسفير الاول في الامم المتحدة زهير الطرزي . س: كيف عمل د زهير الطرزي ؟ وماذا كانت خطته ؟ د رياض : الطرزي استاذنا في الدبلوماسية وكانت خطته منذ 1974 ان نكسب قارة اوروبا . وبالفعل تحقق الامر الان بعد 40 عاما . نحن كنا شبانا متحمسون ، ودماؤنا تغلي . وهو كان هادئا ويجلس ويرسم الخطط بدقة . الدكتور زهدي شغل هذا المنصب من 1974-1992 د ناصر القدوة شغل هذا المنصب من 1992-2001 وانا أشغل هذا المنصب من العام 2001 حتى اليوم خرجت للتدريس في جامعة امريكية لمدة عشر سنوات حتى عدت سفيرا هنا . س : أنت اقدم سفير في الامم المتحدة ؟ هل انت عميد السفراء؟ د رياض : انا وعشرة سفراء سنحصل الاسبوع القادم على اوسمة باعتبارنا اقدم عشرة سفراء هنا . س: كيف يعاملك باقي السفراء وكيف يعاملون سفير اسرائيل داني دنون ؟ د رياض : يعاملونني باحترام كبير وثقة ولي علاقات دولية مع زملاء كانوا سفراء وصاروا رؤساء . اما سفير اسرائيل فقد سمعت كثير من السفراء يصفونه بالمتعجرف والاستفزازي واعتقد انه مكروه وغير محبوب هنا . س : بعد هذا المنصب الى اين تذهب ؟ وزير خارجية ام عدل ام ماذا ؟ د رياض : كل سفير سيعود الى وطنه يوما ما . لا اعرف ما هو التكليف القادم ان وجد ولكنني استطيع ان اصف لك الامم المتحدة ( انها معهد الفنون الجميلة بالنسبة للعمل الدبلوماسي ، وهنا تنتهي كسفير ، ولا تبدأ كسفير ، هنا خلاصة تجربة العمل الدبلوماسي وليس بداية التجربة . س : من هو قدوتك في عالم الدبلوماسية ؟ د رياض يفكر كثيرا لانه شاهد كثيرا ..... ويجيب : زهدي الطرزي كان مؤسس مدرسة الدبلوماسية لفلسطين ، كان مرنا ومثقفا ومخططا وطويل البال واستراتيجي ، كان الاكثر معرفة وثقافة ودراية وخبرة . كنا انا وناصر القدوة نعمل معه ونختلف معه لاننا متحمسون اكثر ولكننا اكتشفنا اننا تعلمنا منه كل شي. واليوم نكتشف ان 13 قرار من اصل 16 قرارا يصدر هنا هي قراراتنا . اما على صعيد دولي فكان سفير البرازيل انطونيو وقد اصبح الان رئيسا وكان في منتهى الذكاء والخبرة . س: من هو اسوأ حاكم على الارض ؟ د رياض : لولا المجرمين لما فتحت محكمة الجنايات الدولية ، هناك مجرمين قتلوا اكثر من غيرهم ، وهناك من دمروا بلادهم وثرواتهم وحرموا الاجيال منها ، وهناك من منع تطور الاجيال لاجيال . س : شاهدناك تبكي ؟ هل ندمت لانك لم تضبط نفسك ؟ د رياض : لم اندم ، ولم اكن امثل ، انا بكيت بكل حرقة وانهرت لشدة تأثري على اطفال غزة، واكثر من مرة لم انجح في ضبط نفسي وانهمرت دموعي وواصلت القراءة ودموعي تبلل اوراق الامم المتحدة . من يبكي من اجل بلده واطفال بلده لماذا يخجل .وجداني وقلبي تحطما حزنا على اطفال غزة . س : نصيحتك لطلبة الجامعات الذين يرغبون ان يصبحوا سفراء ؟ د رياض : نصيحة لكل فتاة وشاب . إقرأوا . اقرأوا ثم إقرأوا مرة اخرى . اعيدوا القراءة اكثر من مرة ، الاتفاقيات والقوانين واللوائح والبنود والدستور والاعلانات الدولية . عملت عشر سنوات مدرسا في جامعة فلوريدا باورلندو وعشر سنين اخرى كسفير ، ولا أزال كل يوم أقرأ . وأضاف : حين فاز اوباما برئاسة امريكا ذهب الى اقدم سيناتور وطلب نصيحته . فقال السناتور له اقرأ . ورد اوباما يدافع عن نفسه ( لكنني خريج جامعة هارفارد وقمت بالتدريس في جامعة شيكاغو ) . فرد عليه السيناتور العجوز مرة اخى : اقرأ أكثر يا اوباما . |