|
أيتها النساء اللبنانيات.. إياكنّ والإقتران بفلسطيني !
نشر بتاريخ: 22/09/2016 ( آخر تحديث: 22/09/2016 الساعة: 14:58 )
الكاتب: فتحي كليب
المواقف التي اعلنها وزير الخارجية والمغتربين اللبناني رئيس التيار الوطني الحر الاستاذ جبران باسيل قبل يومين بموافقته على منح المرأة اللبنانية الحق بإعطاء ابناءها الجنسية اللبنانية باستثناء المرأة الفلسطينية والسورية، لا يمكن تبريرها تحت اي ذريعة كانت، وهو إن كان هو يضعها تحت خانة رفض التوطين والخوف على التركيبة اللبنانية..
لا يمكن فهم وتفسير مثل هذه المواقف إلا باعتبارها دعوة صريحة للنساء اللبنانيات بعدم الزواج من فلسطينيين، نظرا للنتائج السلبية المترتبة على ذلك خاصة التهديد الذي يمكن ان يشكله اقتران فلسطيني بلبنانية على لبنان، كيانا وتركيبة وبنية ديمغرافية .. وبالتالي فإن الوطنية اللبنانية، بنظر معالي الوزير، يجب ان تتقدم كل شيء حتى لو تتطلب الامر بعض التضحيات من النساء اللبنانيات لجهة التفكير بالامر بشكل عقلاني.. طالما ان هذا الفلسطيني ناقص الأهلية والانسانية ما سيرتب معاناة مستقبلية على كل ما تحاول الارتباط به.. قد يسخر البعض من هكذا كلام، نظرا لعدم واقعيته او عدم تقصّد الوزير الاساءة الى الفلسطينيين حتى وإن سبق له وان اطلق مواقف مشابهة في اوقات سابقة.. ولا تخجل ايها الوزير بما عنيته ضمنا برفضك ان تقترن اللبنانية من فلسطيني.. فالشعوب درجات وهناك من بني قومك من قال مثل هذا الامر.. لذلك حتما لن تأبه بأية ردود افعال طالما ان رسالتك البريدية هي باتجاه طائفتك وتيارك وحزبك، حتى وان شعر الفلسطيني بجرح طفيف، لكن الايام كفيلة بأن تداوي الجروح.. لن نكلفك عناء البحث عن المخارج اللائقة.. فهناك سوابق يمكنك استحضارها وقد تفيدك في تقديم التبرير. فبعد نجاح الاخوان المسلمون بفوزهم بالانتخابات البرلمانية والرئاسية ولجنة تعديل الدستور، خرجت بعض الفتاوى الدينية التي تقول بحق المرأة المصرية طلب الطلاق من زوجها اذا كان من عداد الفلول، اي انه ينتمي الى الحزب الوطني الذي كان حاكما. وفي تلك الفترة ايضا شاعت بعض النكات التي تقول بعدم زواج المصري والمصرية من مصرية ومصري اذا كانا ينتميان الى الحزب الوطني الذي تم تجريمه وادانته بتهم إفساد الحياة السياسية وعشرات القضايا التي لا زال بعضها امام المحاكم.. بامكان معالي الوزير استحضار مثل هذه الحالات لتأكيد صوابية مواقفه. خاصة اذا كان امر زواج الفلسطيني من لبنانية سيجر الويلات للبنان لجهة تغيير الهوية الوطنية للبنان مما يعرض كل الكيان اللبناني للخطر، ومثل هكذا تهم كفيلة بجعل اي فتاة لبنانية تفكر الف مرة ومرة قبل الاقتران بفلسطيني، وقد يتطلب الامر مؤتمرات وورش عمل للتوعية بمخاطر اقتران اللبنانية بفلسطيني.. وبعد كل ذلك يعود معالي الوزير ليقول: نؤكد وقوفنا الى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق وحقوقه الوطنية وندين الممارسات الصهيونية العنصرية بحق هذا الشعب .. كما نؤكد رفضنا للتوطين الذي يتناقض مع حق الاخوة الفلسطينيين بالعودة.. حقا.. إن لم تستح فقل وافعل وصرح وعبر بما تشاء.. فهنيئا لك يا شعب فلسطين بالمقاومين الشجعان الذين يعلنون دعمهم لحقوقك الوطنية، واياك والفهم الخاطيء من ممارسات الاخوة والاصدقاء والحلفاء ، فمهما قالوا عنك ومهما فعلوا فهو حتما لمصلحتك ومصلحة قضيتك.. فاصبر وانتظر.. ولا تعر طرفة بن العبد ما قاله اي اهتمام، فهو مجرد كلام وإن كان ظلمُ ذوي القربى أشدُّ مضاضة ً، على المرءِ من وَقْعِ الحُسامِ المُهنّد.. |