|
المطران عطا الله حنا: فلسطين عنوان البطولة والنضال
نشر بتاريخ: 23/09/2016 ( آخر تحديث: 23/09/2016 الساعة: 16:16 )
القدس- معا- استقبل المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس، اليوم الجمعة، وفدا حقوقيا من جمهورية جنوب افريقيا من مدينة كيب تاون ودربن وجوهانسبورغ.
وضم الوفد 30 شخصية من جنوب افريقيا من مناصري ومؤيدي القضية الفلسطينية، وهم عدد من ممثلي الكنائس ومن المؤسسات والهيئات الحقوقية الرافضة للعنصرية والمناصرة لقضايا العدالة والسلام في العالم. وابتدأت زيارة الوفد لمدينة القدس بجولة داخل كنيسة القيامة، وقدم المطران بعضا من الشروحات والتوضيحات حول تاريخها، واقيمت صلاة خاصة امام القبر المقدس، وتوجه الجميع الى الكاتدرائية المجاورة حيث استمعوا الى محاضرة المطران. ووضع المطران الوفد في صورة الاوضاع الراهنة في مدينة القدس، وما يتعرض له المقدسيون من استهداف يطال كافة مفاصل حياتهم. ووضع الوفد في صورة الاوضاع الفلسطينية بشكل عام، شاكرا الوفد على زيارته التضامنية ومشيدا بالمواقف التاريخية لجنوب افريقيا تجاه القضية الفلسطينية. وقال: كان القائد الكبير المناضل نلسون مانديلا يؤكد دوما في خطاباته وفي كلماته على عدالة القضية الفلسطينية، ولا يمكننا ان ننسى كلمته عندما خرج من سجنه حيث قال بأن حريتي لن تكتمل الا من خلال حرية الشعب الفلسطيني. وتابع: لذلك فإن شعبنا الفلسطيني يكن للقائد الكبير نلسون مانديلا ولكافة اصدقائنا في جنوب افريقيا يكن كل التقدير والاحترام والوفاء على هذه المواقف التضامنية المؤازرة لشعبنا والمنادية بحريته وانعتاقه من الاحتلال. وقال المطران: في جنوب افريقيا انهار نظام الفصل العنصري بفضل نضال وكفاح شعبكم وصموده وثباته وسعيه الدائم من اجل الحرية وانعتاقه من هذا النظام الفاشي الذي كان سائدا في بلادكم ، اما عندنا في فلسطين فما زالت العنصرية قائمة واستهداف شعبنا متواصل والاسوار والحواجز العسكرية العنصرية تحيط بنا من كل حدب وصوب والفلسطيني محروم من حرية التنقل من مكان الى مكان ليس لسبب اخر سوى انه فلسطيني يدافع عن وطنه وعن قضية شعبه. ولفت في حديثه، إلى أن الفلسطينيين محرومون من ابسط حقوقهم وهم مضطهدون في بلدهم ويعاملون كالغرباء في ارضهم المقدسة ، فمدينة القدس عاصمتنا الروحية والوطنية يعامل فيها الفلسطيني وكانه عابر سبيل و كأنه ضيف في دولة اسرائيل في حين اننا لسنا ضيوفا في دولة اسرائيل، ولسنا نحن الذين اتينا الى اسرائيل بل اسرائيل هي التي اتت الينا ونكبت شعبنا عام 1948، وما زالت تداعيات النكبة والنكسة ماثلة امامنا حتى اليوم، الفلسطينيون في القدس ليسوا ضيوفا عند احد وهم في مدينتهم وفي اكناف مقدساتهم، فالقدس لنا وستبقى لنا رغما عن كل السياسات الاحتلالية القمعية الظالمة بحق شعبنا، انهم يقتلون شبابنا بدم بارد ويعتقلون ابناءنا ويزجون بهم في السجون في محاولة بائسة محكوم عليها بالفشل وتهدف الى اسكات شعبنا وجعله يضعف ويتراجع ويخاف امام قمع المحتل وعنصريته وهمجيته. وتابع: بالرغم من كل آلام شعبنا وجراحه ومعاناته سنبقى منتصبي القامة ندافع عن تاريخنا وعن جذورنا وهويتنا وانتماءنا لهذه الارض، فالفلسطيني في القدس وفي سائر ارجاء هذا الوطن جذوره عميقة في تربتها كشجرة الزيتون التي ترمز الى السلام ولكنها ترمز ايضا الى الصمود والثبات والتمسك بالارض، هكذا هم الفلسطينيون مسيحيون ومسلمون هم ثابتون في انتماءهم لهذه الارض المقدسة ومتعلقين بكل حبة تراب من ثراها المقدس، ونحن نعلم ان قوى الشر في عالمنا تتآمر على شعبنا وتتآمر على قدسنا، اذ يريدنا الاعداء ان نتنازل عن كل شيء وهذا لن يحدث على الاطلاق ، مهما خططوا لتصفية قضيتنا والنيل من وجودنا وثباتنا وصمودنا ومهما سعوا لتهميش قضيتنا من اجل تصفيتها وشطبها فإن شعبنا سيبقى صامدا ثابتا ابيا في الدفاع عن قدسه ومقدساته وعن قضيته الوطنية العادلة. وشدد المطران: يريدوننا ان نيأس وهذا لن يحدث، يريدوننا ان نخاف وان نتراجع وهذا لن يحدث، يريدوننا ان نشطب قضيتنا الوطنية وان ننسى القدس وهذا لن يحدث، فشباب فلسطين هم كأبائهم واجدادهم ليسوا اقل انتماء ودفاعا عن وطنهم وشعبهم وقضيتهم العادلة. وقال: نحن دعاة سلام ولكن السلام الذي ننادي به هو سلام العدالة وتحقيق امنيات وتطلعات شعبنا ، فسلامنا هو ليس سلام الاستسلام والتنازل عن الحقوق، وليس سلام الخوف بل الثبات والتمسك بالثوابت الوطنية، فقضية فلسطين هي ليست قضية معروضة للمساومة في مزادات علنية هنا وهناك، انها قضية شعب يعشق الحرية والكرامة، انها قضية شعب يعيش ظلما تاريخيا ومن حقه ان يسعى من اجل ان يزول عنه هذا الظلم لكي يعيش بحرية وكرامة في وطنه. وأشار إلى أن المسيحيين الفلسطينيين ينتمون لوطنهم وهو وطن يرتبط بايمانهم وتراثهم الروحي فالمسيحية انطلقت من هذه الديار وبزغ نورها من هذه الارض المقدسة لكي ينير ظلمات هذا العالم، المسيحيون الفلسطينيون يفتخرون بانتماءهم لهذه البقعة المقدسة من العالم التي فيها تجسدت محبة الله للانسانية وهي بقعة تحتضن هذا التراث الروحي والانساني والحضاري المتميز ، المسيحيون وان كانوا قلة في عددهم في بلادنا الا انهم ليسوا اقلية فنحن جزء اساسي من مكونات هذا الشعب وجمال وبهاء فلسطين لن يكون الا من خلال هذا التلاقي وهذا الحضور المشترك وهذا التفاعل بين ابناء الامة الواحدة والشعب الواحد. وأكد المطران هعلى أن فلسطين هي عنوان للبطولة والشهامة والنضال من اجل الحرية ولكنها ايضا هي عنوان الوحدة الوطنية والعيش المشترك والتآخي الاسلامي المسيحي حيث ستبقى فلسطين متميزة بوحدة ابناءها وتلاقيهم ، اما الاصوات النشاز التي نسمعها بين الفينة والاخرى فهي لا تمثل اصالة شعبنا وتاريخه وتراثه وهويته. وأفاد أن المسيحية في مشرقنا العربي تُستهدف بفعل الارهاب والتطرف والتخلف واولئك الذين يستهدفون المسيحيين يستهدفون كافة المواطنين ويريدون اشاعة الفوضى الخلاقة في منطقتنا خدمة للاجندات الاستعمارية العنصرية الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية. وأضاف: ان كل ما يحدث في منطقتنا العربية هدفه فلسطين، انهم يدمرون الوطن العربي ويسعون لتفكيكه واضعافه خدمة لاولئك الذين يريدون تمرير مشاريعهم في القدس، انهم يريدون الهاء امتنا العربية بصراعات دينية مذهبية وقبلية لكي يتسنى للمستعمرين الجدد تمرير مشاريعهم في بلادنا وفي منطقتنا. لن يتخلى المسيحيون العرب عن انتماءهم لهذا المشرق العربي ، ولن يتخلوا عن حضارتهم وتاريخهم وتراثهم وايمانهم تحت اي ظرف من الظروف ، فآلامنا واحزاننا كثيرة ولكننا لن نفقد الامل لان الله معنا ولن يتركنا وهو خير نصير لكل انسان معذب ومتألم في هذا العالم. وقدم المطران للوفد وثيقة الكايروس الفلسطينية متحدثا عن مضامينها واهدافها. واختتم كلمته قائلا: لقد اتيتم للتضامن مع فلسطين ونحن بدورنا في هذه المدينة المقدسة نتضامن مع سوريا الجريحة المستهدفة ومع العراق واليمن وليبيا وكافة بلدان منطقتنا، كما نتضامن مع ضحايا الارهاب في عالمنا، فحيثما هنالك الالم والحزن والشدة نكون هناك، نحن متضامنون مع كل انسان مكلوم ومشرد ومعذب ونحن نرفض التطرف والكراهية والارهاب بكافة مسمياتها والقابها، كما اجاب سيادته على عدد من الاسئلة والاستفسارات التي قدمت. |