|
اوراق فلسطينية : الحاج رشاد الشوا
نشر بتاريخ: 26/09/2016 ( آخر تحديث: 26/09/2016 الساعة: 16:16 )
اوراق رياضية فلسطينية
ذكرى وفاة قائد وطني كبير .... المرحوم الحاج رشاد الشوا مؤسس ورئيس نادي غزة الرياضي وعمدة مدينة غزة الباسلة غزة - معا - اسمه فلفل : الذاكرة الحية الوفية لتاريخ الوطن المفدى والحركة الرياضية بكل مساراتها كانت في شخص القائد الوطني والرياضي الكبير المرحوم الحاج رشاد الشوا عمدة مدينة غزة الباسلة وأحد أبرز أعلام الكفاح الوطني والرياضي في اللواء الجنوبي من فلسطين ومؤسس ورئيس نادي غزة الرياضي في العام 1934م. اليوم وبعد مرور ثمانية وعشرون عام ورغم تعاقب السنين والأيام ترسم سيرته التاريخية والوطنية صورة قائد وطني رياضي بارز نذر حياته وماله لترجمة تاريخ الحركة الوطنية والرياضية الفلسطينية إلى واقع ملموس في كافة مناحي الحياة. ومنذ نعومة أظافره حمل الهم الوطني والرياضي طريقا ومنهاجا وسطر وكتب مسيرة تاريخية خالدة ممزوجة بالنضال والكفاح الصامت ,مازالت الأجيال تتحدث عن فصولها للأبناء لتظل مضرب للأمثال في البذل والعطاء, وفق هذه الرؤية تبقى ذاكرة الوطن وفية لتاريخ هذا القائد الوطني الكبير الذي وقف كالطود الشامخ في وجه الاحتلال الغاشم عبر مراحل التاريخ المختلفة وانتصر للوطن والقضية الوطنية والرياضية وسجل اسمه في صدر بوابة التاريخ. يعد المرحوم الحاج رشاد الشوا أحد أهم أعمدة وأركان الكفاح الوطني والرياضي الفلسطيني لما عرف عنه من حكمة ومعرفة وسعة اطلاع وقدرة على المحاورة والاستماع قائدا وطنيا له وزنه التاريخي في مسيرة النضال والكفاح الوطني الفلسطيني فسيرته العطرة ومواقفه الوطنية الصارمة والصلبة ورباطة جأشه وحركة نضاله الواسعة ورأيه السديد وقوة ومتانة شخصيته والسنوات العديدة التي قضاها رئيسا لبلدية غزة وعمدة لمدينتها الباسلة، إضافة إلى مركزه الرئيس في مفاصل الحركة الوطنية، ومكانته بين القيادات الوطنية والإسلامية والمسئولين وريادته وقيادته للحركة الرياضية في السنوات العجاف، كل ذلك جعل من شخصيته المؤثرة مرجعية سياسية وتاريخية ورياضية ماثلة في ذاكرة التاريخ. وقد حبا الله سبحانه وتعالى فلسطين المكلومة بقائد وطني متمرس وصاحب كرزمة قيادية نادرة وقدرة تحليلية وفراسة فطرية أهلته ليكون قادرا على استشراف المستقبل وتوقع مآلاته ونتائجه، فمعرفته الواسعة بالتطورات والمستجدات السياسية بالمنطقة وخبرته وعبقريته وتواصله مع الرموز والقيادات الوطنية منحته تلك القدرة على الاستشرافية بواقعية قوامها العقل لا العاطفة، لذا كانت قراراته السياسية والتحليلات العلمية التي يقدمها أقرب للواقع وهذا ما جعله قائدا وطنيا له وزنه التاريخي في مسيرة النضال والكفاح الوطني الفلسطيني. وما يؤكد تلك الرؤية التي اتفق الجميع عليها، هو هذا العدد الكبير من الهيئات والمؤسسات التي ترأسها المرحوم الحاج رشاد الشوا والتي تعني في معظمها في تقديم العون والدعم والمساعدة في الأرض المحتلة لدعم الصمود وتعزيز صلابة ورفع معنويات الصامدين على تراب الوطن العزيز لمواصلة حماية مشروعة الوطني وتطوير أساليب الكفاح والنضال لتحقيق تطلعاته وطموحاته ترسيخ معالم الدولة العتيدة. فالشواهد كثيرة وحاضرة ، تأسيس أول إطار وطني رياضي في اللواء الجنوبي من فلسطين يحمل اسم نادي غزة الرياضي ليكون الوعاء الوطني لحماية الشباب وصقل قدرتهم ومواجهة التحديات والمساهمة في بناء مداميك الدولة ،والمشاركة في تشيع جنازة الشهيد القائد عز الدين القسام عام 1935م حين كان قائم مقام وما تعرض له من مطاردة وملاحقة من قبل الاحتلال ،تواصله مع الثوار وقيادات الكفاح الوطني ومدهم بالمال والسلاح في الألوية الفلسطينية ، فتح أبواب نادي غزة الرياضي بعد نكبة العام 1948م لإيواء المهجرين ،عضويته للمجلس الإقليمي لرعاية الشباب خلال الستينات ، توفير كل أدوات الدعم والمساعدة للمنتخبات الوطنية الرياضية الفلسطينية للمشاركات الخارجية، قيادته التاريخية للهيئة الخيرية لمساعدة أبناء القطاع للسفر للخارج وتقديم الدعم والعون والمساعدة لكل أبناء الشعب الفلسطيني بالقطاع وبما فيها المؤسسات والجمعيات والأندية الرياضية ، بناء الصرح الثقافي الوطني الحضاري " مركز رشاد الشوا الثقافي " الذي يعكس البعد الحضاري والمحافظة على الهوية الثقافية والوطنية وحمايتها من التزوير والاستهداف والأطماع الاستعمارية ، تشكيله للإطار والمرجع الأعلى للرياضة الفلسطينية بالتشاور مع قيادات ومرجعيات الحركة الرياضية " رابطة الأندية الرياضية " في أحلك الظروف رغم جبروت الاحتلال وتصديه ومحاربته للفكرة. شكل همزة وصل مع القطاعات الرياضية والوطنية بالحضور الفاعل وحالة الصمود وربما لا يعرف الكثيرون أن الذاكرة الحية للمرحوم الحاج رشاد الشوا تخطت الحدود والحواجز الواهية عندما عمد على تجسيد وترسيخ الوحدة الجغرافية بين الضفة والقطاع من خلال اللقاءات والفعاليات الرياضية ورمال ملعب اليرموك التاريخي تشهد على حالة الحراك الوطني والرياضي خلال السنوات العجاف واستقباله لأبطال القدس وخليل الرحمن وباقي الفرق على أرض غزة العزة في ملحمة تاريخية كتب فصولها الكُتاب والمؤرخون لتظل وثيقة على حالة التوحد في الساحة الرياضية الفلسطينية. وقد وصفت الصحف الوطنية الفلسطينية "الفجر والشعب والقدس "وغيرها المرحوم الحاج رشاد الشوا برجل الحكمة والوقار، حيث كان وفي كل مراحل حياته حريصا على الحفاظ على الوحدة الوطنية والرياضية وعمد على ترسيخ ثقافة وطنية بأصول ثابتة لتعزيز حالة الصمود في الفعل والأداء وجسد التجربة النضالية الوطنية الفلسطينية في الفعل والعطاء وبكل ما تكتنزه من تراث الماضي وتستفيد من خبرات الحاضر وتبني قواعد جيدة لحياة المستقبل وللأجيال القادمة وشكل همزة وصل مع كل القطاعات الرياضية والوطنية بالحضور الفاعل وحالة الصمود التي رسخها في محطات ومواقف عديدة. وهناك جوانب عدة وكثيرة مؤهلة للحديث عن شخصية هذا القائد الوطني الكبير المرحوم الحاج رشاد الشوا الذي تفتقده الساحة الفلسطينية في هذه المحطات الاستثنائية التي يمر بها شعبنا المكلوم ومنظومته الرياضية ، فالراحل شخصية متعددة المواهب، متنوعة المشارب، فهو رجل يعشق العمل الوطني والثقافة والتاريخ الذي كان يراها ذاكرة الأمة التي ينبغي النهوض بها من خلال تراث الآباء والأجداد والمحافظة على المكنون التاريخي والرصيد الهائل الذي تركه رواد الفعل الوطني والرياضي فيعمق التاريخ. يقول المقربون كان الفقيد الراحل يتمتع بقوة الذاكرة ما جعله موسوعة تاريخية متحركة وهي موهبة لا غنى عنها لأي زعيم موفق، وهي موهبة متممة لموهبة الذكاء، وإنك لتعجب من قوة ذاكرة المرحوم الحاج رشاد الشوا، حين يحدثك عن حقائق ووقائع وكأنه يقرأ من كتاب أو كأن أمامه فيلمًا تسجيليًا يشاهده في التلفاز، وانبثاق الشيء من معدنه لا يستغرب، فقوة الذاكرة موهبة من مواهب أبيه امتدت إليه، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. ويقول الحاج سالم الشرفا عميد الرياضيين الفلسطينيين ورفيق درب الفقيد والذي عمل إلى جانبه في أكثر من مجال ولاسيما في مجلس إدارة نادي غزة الرياضي إذا تحدَّثت مع الحاج رشاد الشوا في موضوعٍ ما، فلا تكاد تنطق بالعبارة الأولى، حتى يدرك ما تريد ويستفيض فيه، وكأنه قد أعدَّ العدة له من قبل سواء أكان الموضوع سياسيًا أم اجتماعيا أم إعلاميا أم ثقافيا فأول الكلام لدى المصغي الذكي قدحًا لذهنه ومفتاحًا يستدعي مخزونه المكنون فالسرعة الفائقة في الجواب والتعليق تختصر المقدمات وتختزل الوقت وتقطع حبال التكرار ومسلسل الحشو الذي يضيع الوقت ويهدر الطاقة الذهنية دون نفع. الخلفية التاريخية ومكوناتها كانت تمثل عصب الفكر للفقيد الراحل وفوق كل هذا فلدى الفقيد الراحل اطلاع واسع وتنوع في الخلفية الرياضية والثقافية والمعرفية وهي، إحدى السمات البارزة في شخصيته وبفضل ثقافته واحتكاكه بالمثقفين والأدباء والمفكرين والرياضيين تجاوزت شهرته ولمع اسمه كقائد متمرس. كما عُرف عنه قربه من الرياضيين وقادة ومرجعيات ورموز الحركة الرياضية الفلسطينية، وتواصله الدائم معهم، واهتمامه بنتاجهم الرياضي وانجازاتهم المشبعة بالعطاء، ومتابعته لما يحققونه من مكاسب وانجازات للوطن والحركة الرياضية الفلسطينية ، وكان رحمه الله صاحب قلب وفكر واسع وكبير يحمل الحب والتقدير حتى مع من يختلف معهم في ساحة العمل والعطاء والإبداع كما يتمتع بالحنكة والدراية الكافية برعاية المصالح وإنهاء المهام بكل جدارة واقتدار، للوطن. والخلفية التاريخية ومكوناتها كانت تمثل عصب الفكر لذا كان يتصف بذكاء متقد، تتضح ملامحه جلية في سرعة البديهة وقوة الذاكرة واسترجاع الماضي. عُرف عن المرحوم الحاج رشاد الشوا، انفتاحه على المجتمع الفلسطيني، وتفاعله مع أبناء الوطن، ومشاركتهم أفراحهم وأتراحهم، حتى أصبح مضرب المثل ونموذجًا يحتذي به في تقدير الناس وجوانب التميـز والريادة في شخصية أكثر من أن تعد وتحصى. هذه الشخصية العملاقة التي افتقدناها بتاريخ 27/9/1988م كانت صاحبة مدرسة وفلسفة خاصة نهلت من معين من سبقوها ونجحت في ظروف استثنائية في غرس بذور شجرة المعلم الأول عميد الأندية الرياضية الفلسطينية الباسقة لتورق وتثمر وتنجب للوطن والحركة الوطنية والرياضية قادة ورواد ورموز وطنية ورياضية أعادوا بلورة وصياغة التاريخ الوطني والرياضي ونقلوا وترجموا هموم وتطلعات شعبنا الصامد على تراب وطنه السليب فالمرحوم الحاج رشاد الشوا شغل منصب رئيس نادي غزة الرياضي منذ التأسيس وحتى تاريخ وفاته و كان أول مجلس للعميد عام 1934م حتى 1936م مكون من الحاج رشاد الشوا (رئيسا), زكي خيال (نائب رئيس), صبحي فرح (سكرتيرا) غالب النشاشيبي (أمين الصندوق), سليم شعشاعة (عضوا), د.رشاد الطباع (عضوا), حمدي أمان (عضوا). ختاما... اليوم وبعد مرور ثلاثة وثمانون عاما على النشأة والتكوين يتباهى العميد بحالة النهضة العمرانية والرياضية والإدارية وعلى صعيد المنشآت والبنية التحتية فالمبنى الجديد للعميد بمنطقة السودانية على شاطئ بحر غزة يعتبر قرية رياضية عصرية تحاكى الزمن. وعلى المسارات الأخرى فحدث ولا حرج عن حالة مد رياضي غير طبيعي على صعيد الألعاب الرياضية والأكاديميات الخاصة التي كالعادة يتفرد بها العميد في التخطيط والتنظيم والإعداد والمراقبة والمتابعة. بالإضافة إلى رسالته المجتمعية التي لطالما التزم بها العميد منذ فجر التاريخ بتقديم الخدمات للمجتمع والشباب الفلسطيني لضمان الحفاظ على أسلوب حياة مستدامة للأجيال القادمة. أما على صعيد الثقافة الوطنية الرياضية فهي ميراث الآباء والأجداد ورداء الأقوياء شرب أبناء العميد كأسها على يد رعيله من الجيل الأول جيل العمالقة والرواد الذين طوعوا الزمن أن يكون معهم لا عليهم. هذه باختصار شديد إضاءة عن سيرة وحياة قائد وطني رياضي فقدته فلسطين والحركة الرياضية لتضاف اليوم أعماله وانجازاته وميراثه الوطني والرياضي ودوره الكفاحي والنضالي إلى انجازات الوطن التاريخية التي يحتفظ بها التاريخ |