وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الإفتاء الأعلى يندد باستغلال القدس بالدعاية الانتخابية الأمريكية

نشر بتاريخ: 29/09/2016 ( آخر تحديث: 29/09/2016 الساعة: 13:13 )
القدس- معا- ندد مجلس الإفتاء الأعلى بالوعد الانتخابي الذي قطعه مرشح الانتخابات الأمريكية ترامب بالاعتراف بالقدس "عاصمة موحدة" لإسرائيل في حال انتخابه رئيساً، ووصف المجلس تصريحه بالخطير، معتبراً" أنه يدل على عدم احترامه للقانون الدولي الذي يعتبر القدس وفلسطين أرضاً محتلة، وأن تصريحاته كلها تظهر التخلي الكامل عن قرارات الأمم المتحدة، وتبرهن على تجاهل الاهتمام بالقضية الفلسطينية."

وعلى الصعيد ذاته؛ حذر المجلس في بيان له، من العواقب التي ستجر إليها المنطقة برمتها جراء تصاعد وتيرة الاقتحامات للمسجد الأقصى المبارك، الذي يعتبر خطاً أحمر بالنسبة إلى مسلمي العالم أجمع، وبين أن سلطات الاحتلال صعدت من وتيرة اقتحاماتها للمسجد الأقصى المبارك بمناسبة ما يسمى الأعياد اليهودية.

وأوضح أن هذه الاقتحامات تكشف عن نواياها العدوانية تجاهه، وتؤكد زيف زعمها بالتزامها بالمحافظة على الوضع التاريخي القائم فيه. وقال المجلس: إن عملية تغيير الوضع التاريخي القائم الذي تقوم به سلطات الاحتلال في المسجد الأقصى المبارك تسارعت مؤخراً بشكل كبير،.

ولفت إلى أن المسلمين يواجهون تضييقاً وعنتاً ومنعاً من الوصول إلى المسجد الأقصى على مدار العام، وحث المجلس كل من يستطيع الوصول إلى المسجد الأقصى أن يبذل أقصى الجهود لشد الرحال إليه، وتعزيز التواجد فيه من أجل حمايته، مع التأكيد على تمسك أبناء شعبنا بمسجدهم مهما تطلب ذلك من ثمن وتضحيات إلى أن يرث الله الأرض وما عليها.

وندد المجلس بسياسة الهدم التي تنفذها آليات الاحتلال الإسرائيلي، والتي كان آخرها هدم 4 شقق سكنية في منطقة "الطور" بمدينة القدس المحتلة، وأحد الصفوف الدراسية لمدرسة التجمع البدوي أبو النوار شرق العيزرية، ومطعماً في بيت صفافا.

وبيّن أن عملية الهدم هذه ما هي إلا تجسيد للسياسة الإجرامية التي تتبعها حكومة الاحتلال، التي تضرب من خلالها بعرض الحائط المواثيق والمعاهدات الدولية كافة، وهي سياسة مدروسة وممنهجة تهدف من ورائها إلى التخلص من الوجود العربي الفلسطيني في المدينة المقدسة.

من جانب آخر؛ قدم المجلس أطيب التهاني والتبريكات للعالمين الإسلامي والعربي ولشعبنا الفلسطيني بمناسبة قرب حلول العام الهجري الجديد 1438هـ، متمنياً أن يكون عام خير وسلام على العالم بأسره، وخاصة على الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وهنأ المجلس الأسير مالك القاضي بمناسبة انتصاره على السجان والإفراج عنه من غياهب سجون الاحتلال.

ولفت إلى أن الشعب الفلسطيني بأسره بانتظار الإفراج عن الأخوين محمد ومحمود البلبول، اللذين شاركا القاضي انتصاره، متمنياً الإفراج العاجل عن الأسرى كافة، محملاً سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى الفلسطينيين القابعين في سجون الاحتلال، الذين يدافعون عن حقهم في الحرية، ويطالبون بوقف سياسة الاعتقال الإداري.

وفي سياق متصل؛ قدم المجلس تعازيه الحارة لذوي الشهيد الأسير ياسر حمدوني، الذي ارتقى شهيداً في سجون الاحتلال، محملاً سلطات الاحتلال وسجانيه المسؤولية الكاملة عن استشهاده، وبخاصة في ظل التصعيد الذي تشهده السجون في الآونة الأخيرة، والتي شملت سوء المعاملة، والإهمال الطبي.

وقال: إن القمع الممارس ضد الأسرى الفلسطينيين مبرمج وممنهج بإقرار من الجهات المسؤولة لسلطات الاحتلال على مختلف مستوياتها، وقد ارتكبوا بحق أسرانا جرائم يعاقب عليها القانون الدولي، مما يستدعي تكثيف الحملات المحلية والدولية لإنقاذ الأسرى الفلسطينيين قبل فوات الأوان، وبالتالي فضح الوجه الحقيقي للسلطات الإسرائيلية التي تزعم الديمقراطية، وهي بعيدة كل البعد عنها.

ونعى المجلس فضيلة الشيخ محمد رشاد الشريف، مقرئ المسجد الأقصى المبارك والمسجد الإبراهيمي الشريف وإمام مسجد الملك عبد الله في عمان، وقدم تعازيه الحارة لأبناء المرحوم وذويه خاصة، وأبناء شعبنا الفلسطيني عامة.

وجاء ذلك خلال عقد جلسة المجلس الرابعة والأربعين بعد المائة، برئاسة سماحة الشيخ محمد حسين، المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، رئيس مجلس الإفتاء الأعلى، وتخلل الجلسة مناقشة المسائل الفقهية المدرجة على جدول أعمالها، وذلك بحضور أصحاب الفضيلة أعضاء المجلس من مختلف محافظات الوطن.