وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الكيان العبري في مواجهة حرب الفيسبوك

نشر بتاريخ: 30/09/2016 ( آخر تحديث: 30/09/2016 الساعة: 11:09 )
الكيان العبري في مواجهة حرب الفيسبوك
الكاتب: غسان مصطفى الشامي
يواجه الكيان العبري على المساحات الالكترونية، وصفحات التواصل الاجتماعي حربا من نوع آخر، وربما تكون الحرب الالكترونية في الكثير من الأحيان أكثر ضراوة وأكثر شراسة من حرب المدافع والطائرات؛ فهي تواجه سلاح الكتروني شرس موجه لكافة أنحاء العالم دون أية معيقات أو عقبات أو مكعبات إسمنتية أو معابر تعترض هذا العالم الواسع، وأصبح الكيان العبري في موقف الدفاع عن النفس في مواجهة السلاح الالكتروني الذي يحسن الفلسطينيون امتلاكه وتوجيهه في حربهم المتواصلة مع الكيان الصهيوني.
ويشدد كاتب المقال على أن الكيان الصهيوني يدرك جيدا مدى نجاح ونجاعة السلاح الالكتروني في أيدي الفلسطينيين، ومدى القصور والضعف لدى أجهزة الكيان في مواجهة هذا السلاح.

وقديما اعتمد الكيان الصهيوني بشكل كبير على الدعاية مستخدما وسائلها وأساليبها، في تسويق الكيان في أمريكا وأوروبا، وكان الكيان قديما يسيطر على وكالات الأنباء والإعلان والدعاية، ويعمل على بث الأخبار الصحفية التي تروق له، والتركيز على مصدر واحد وإبعاد وسائل الإعلام العالمية عن الأحداث الحقيقة الجارية على الأرض الفلسطينية وجرائم الاحتلال بحق أبناء شعبنا الفلسطيني، وذلك لكي تبقى الدعاية الصهيونية ماضية في غسيل دماغ الشعوب الأوروبية، وتبقى الشعارات التي يرددها الصهاينة (شعب بلا أرض لأرض بلا شعب) تأخذ صداها في وسائل الإعلام، والحديث عن الدعاية الصهيونية وتاريخها والأموال الطائلة التي أنفقتها (إسرائيل) لنجاحها يطول لتحقيق التأثير الذي يريده الكيان خلال الحديث عبر وسائل الإعلام عن أرض فلسطين.

اليوم الدعاية الصهيونية في تراجع كبير في مواجهة المواقع الالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي والعالم الالكتروني المفتوح، ولم تعد قضية فلسطين محصورة في نطاق ضيق فهناك الكثير من الأوروبيين والأجانب أصبحوا يعرفون عن فلسطين الكثير حيث لعبت المواقع الالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي دورا بارزا وهاما في إبراز معاناة الشعب الفلسطيني وجرائم الاحتلال على أرض فلسطين والحديث لكل العالم عن نكبة فلسطين ووعد بلفور المشؤم؛ بل إن المواقع الالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي لها الدور الأكبر في تعريف الأجيال العربية والفلسطينية الصغيرة عن فلسطين، والعمل بقدر الإمكان على نشر أكبر كمية من الصور والمواد التاريخية والثقافية، بل وإحياء المناسبات التاريخية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بل والعمل على مقاومة الكيان الصهيوني الكترونيا من شتى أنحاء العالم والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم .
إن الكيان الصهيوني يعتبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك والتوتير والانستغرام وغيرها خطيرة جدا على الكيان وهي تسمح للفلسطينيين والعرب ومناصري القضية الفلسطينية باستخدام ساحات التواصل الاجتماعي في مقاومة الكيان الصهيوني والتحريض عليه ونشر جرائمه بحق الشعب الفلسطيني وشعوب العالم .

إن المتابع لصفحات التواصل الاجتماعي والنشطاء يدرك خطورة الفيسبوك والتوتير وغيرها على الكيان العبري، فقد قامت إدارة شبكة فيسبوك مطلع هذا الأسبوع بحذف صورة لبطاقة هوية تعود للحاجة الفلسطينية فاطمة حوشية من قطنة من مواليد العام 1910، وحذفت الصورة تحت حجج واهية وهي أن المنشور يتضمن محتوى عنصريا، كما ضجت صورة بطاقة الهوية عبر صفحات نشطات التواصل الاجتماعي وانتشر بصورة كبيرة بتعليقات منها ( عمرها أكبر من الاحتلال ) .
وفي إطار اهتمام الكيان الصهيوني الكبير بما يحدث على منصات التواصل الاجتماعي، وعدم الرضى (الإسرائيلي) عن إدارة الفيسبوك، اجتمع مسؤولون في الحكومة الصهيونية على رأسهم وزير الأمن العام (الإسرائيلي) "جلعاد إردان"، ووزيرة العدل الصهيونية (إيليت شكد)_ اجتمعوا مع كبار موظفي شبكة الفيسبوك للاتفاق معهم على وقف التحريض على الكيان ، وحذف الشعارات التي لا تعجب الكيان، وحذف كافة ما يتعلق بجرائم الكيان الصهيوني بحق شعبنا الفلسطيني تحت المسمى (الإسرائيلي ) مكافحة العنف والعنصرية، و هناك عدد من المسؤولين في الحكومة العبرية يبذلون جهودا من أجل تمرير مشروع قانون جديد يضع قيودا على وسائل التواصل الاجتماعي ويمنعها من نشر أية مادة تسيء للكيان العبري .

والمسؤولون الصهاينة يدركون الدور الهام والكبير لوسائل التواصل الاجتماعي في دعم ومساندة انتفاضة القدس الأخيرة، وتواصل العمليات الفدائية في قلب المدن العبرية، فيما تم التواصل بين الصهاينة وإدارة الفيسبوك على وضع اتفاق وتشكيل فريق عمل مشترك لوضع تصور لكيفية مراقبة المحتوى على موقع التواصل الاجتماعي.
وهناك تعاون وتنسيق وطيد بين إدارة الفيسبوك وقطعان المستوطنين في حكومة " نتنياهو" الفاشية، حيث استجابت إدارة الفيسبوك للضغوط الصهيونية واصدرت بيانا صحفيا حول الاجتماع المشترك قالت فيه إن "التطرف الإلكتروني لا يمكن مكافحته إلا عبر تعاون صناع القرار والأكاديميين والشركات، سواء في (إسرائيل) أو في غيرها من الدول، و أنه لا مكان للإرهابيين في فضائه الإلكتروني، ووصف اللقاء مع المسؤولين (الإسرائيليين ) بأنه كان "بناء"، كما استجابت في السابق إدارة الفيسبوك وموقع اليوتيوب لطلبات الحكومة العبرية وقامت بحذف المئات من الصورة ومقاطع الفيديو التي لا تعجب الكيان المسخ .

ويختم الكاتب مقالته أن إدارة الفيسبوك تسعى جاهدة لإرضاء الكيان الصهيوني، لذلك قامت مطلع هذا الأسبوع بحذف العشرات من المنشورات التي تعتبرها (محرضة على العنف) من ضمنها صورة بطاقة هوية الحاجة فاطمة حوشية من مواليد 1910م وعمرها أكبر من الاحتلال الإسرائيلي على أرضنا الفلسطينية المباركة، والمطلوب منا تكثيف جهود المقاومة والجهاد الالكتروني واستخدام هذا السلاح بقوة ضد الكيان الصهيوني.