وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

خيبتنا ونتانياهو المزهو بنفسه

نشر بتاريخ: 03/10/2016 ( آخر تحديث: 03/10/2016 الساعة: 11:00 )
خيبتنا ونتانياهو المزهو بنفسه
الكاتب: مصطفى ابراهيم
إسرائيل فخورة بشمعون بيريس فهو بالنسبة لهم الجد القومي للسلام وهو آخر القادة العظماء المؤسسين الذين بنوا إسرائيل ووضعوها في مقدمة دول العالم وصاحبة إقتصاد حر عصري وجيش من أقوى جيوش العالم، ودولة سيادة القانون والديمقراطية وحقوق الانسان. ومن حق بنيامين نتانياهو ان يشعر بالزهو ويكون فخور بهذا الحشد الدولي لزيارة اسرائيل ومشاركة العديد من زعماء وممثلي عن زعماء دول العالم وفي اكبر تظاهرة عالمية في مراسم تشييع شمعون بيريس.

كما يحق لنتانياهو أن يتحدث بزهو واستغلال حضورهم الجنازة من أجل تعزيز العلاقات بين حكومته ودولهم والترويج لنفسه للحديث عن علاقته في بيريس، والتي اعتبرها خاصة في أعقاب مقتل أخيه يونتان في عملية "عنتيبي"، والتي تمت بموافقة بيريس الذي شغل منصب وزير الدفاع في حينه، وذكر اختلاف وجهات النظر بينه وبين بيريس حول السلام، إذ قال نتنياهو إنه يرى أن "القوة هي الضمان للأمن والسلام، لا مكان للضعفاء في الشرق الأوسط".

نتانياهو المزهو بنفسه يحاول ان يكون من العظماء ويستكمل مشواره بالسلام لكن بطريقته الفجة وأوامره واستغلال ضعف العرب والفلسطينيين، والتحدث عن بطولاته الدولية ونجاحه في تمتين العلاقة بالدول العربية وغزواته في دول اسيا وافريقيا والعلاقات الحميمية مع روسيا، وتعزيز ومضاعفة عدد الدول التي تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل التي كانت في نهاية الثمانينيات 80 دولة ووصلت الان إلى 160 دولة.

نتانياهو يردد باستمرار بأن هناك دولا كثيرة أخرى غير مصر والاردن في المنطقة يقصد الدول العربية لا ترى في إسرائيل عدواً وتدرك أن إسرائيل هي حليف، ويقول أن لنا ولهم عدوا مشتركا هو إيران وداعش، وانه خلال السنوات المقبلة سيعملون سويا وبشكل علني ومنفتح حتى تحقيق هذه الأهداف، ويعتبر أن علاقات إسرائيل الدبلوماسية تمر بثورة، وليس أقل من ثورة، وأثر معاهدات السلام مع الأردن ومصر على الاستقرار في شرق أوسط غير مستقر.

وكما قال الكاتب جدعون ليفي نتنياهو صادق وتلك هي الكارثة، لقد خاب أمل كل من آمن بالعالم، كل من آمن بباراك أوباما، خاب أمل كل من آمن بإمكانية تأثير الرأي العام على الحكومات، وخاب أمل كل من آمن أنه في القرن 21 لن يبقى استعمار كولونيالي وأن احتلالا همجيا لا يمكنه الصمود لوقت طويل.
الحديث عن اهمية مشاركة الرئيس محمود عباس وانها رسالة سلام للعالم وهم، وانه سيذكر العالم بالسلام، الا انه واهم، فالعالم الذي لا يزال الرئيس عباس يراهن عليه كذاب، ولا أمل فيه، فالاحتلال الاسرائيلي قائم وقوي ومستقر ويزداد عنصرية وفاشية، فالضغط الدولي والعقوبات الدولية والمقاطعة والعزلة هي كذب وللاستهلاك الاعلامي.

لن يقتنع الرئيس عباس بان مشاركته هي شرعنة للقتل والاستيطان وان كل أحلامه سقطت وهو لا يزال ينتظر وعود المجتمع الدولي حتى من خلال المشاركة في تشييع شمعون بيريس فلن يشفع له ذلك مع العالم ولا مع شعبه، واليوم سقطت أخر ورقة في شجرة التوت عن حلم عباس ووهم المجتمع الدولي.
سنبقى سخرية للآخرين ونضحك على أنفسنا إذا ما تم إدراك ما نحن به من مصيبة ومستمرون بالقول أننا نحقق انتصارات عسكرية وسياسية ودبلوماسية، ونحن لم نستطع إدارة حياة الناس والواقع مأساوي وكارثي.

ولم نحصد سوى استمرار الاحتلال وتعميق الانقسام والضعف وفقدان الثقة بالقيادة والنظام السياسي الفلسطيني الذي لم يحاول ان يعيد الاعتبار للمشروع الوطني ويلتقط الفرصة في اعادة ترتيب البيت الفلسطيني ووقف أي تحرك سياسي وما يسمى العملية السلمية والمؤتمرات الدولية والركون لعرابي السلام من العرب الذين يهرولون نحو التطبيع، ونحن ننتظر مزيد من الفشل والخيبات.