وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مات بيرس واخذ اوسلو معه

نشر بتاريخ: 03/10/2016 ( آخر تحديث: 06/10/2016 الساعة: 15:50 )
مات بيرس واخذ اوسلو معه
بيت لحم - معا - ادخل موت "بيرس" اسرائيل في حالة من التناقض والتنافر.. فغالبية اليهود ينتمون للتيارات اليمينية المتطرفة ويعتقدون في احسن احوالهم ان اتفاق اوسلو خطأ سياسي صادم فيما يصل الاخرون الى اعتباره جريمة كاملة وخيانة للوطن وللرب.
لكن حين ابّنَ نتنياهو والرئيس الحالي رفلين "بيرس" لم يتطرقا الى مسؤوليته عن جرائم اوسلو حسب تعبير الكاتب ومحرر الملحق الاسبوعي لصحيفة "هأرتس" العبرية "روغر الفر " الذي نشر مقالته الاسبوعية اليوم الاثنين تحت عنوان "مات بيرس ودفن اوسلو معه".
يرى اليهود في اسرائيل ان بيرس بصفته سياسيا اسرائيليا حظي بمكانة عالمية غير مسبوقة فهم شاهدوا وصول الرئيس باراك اوباما والملك الاسباني للمشاركة في جنازته فهم لم يشاهدوا مجموعة من المسؤولين العالميين بهذا الحجم تجتمع في "جبل هيرتسل" منذ جنازة رئيس الوزراء الاسبق "اسحاق رابين" عملا انهم لم ينتخبوا "بيرس" بعد مقتل رابين للمواصلة دربه بل انتخبوا "نتنياهو" احد المحرضين في ميدان "صهيون".
ان احترام العالم لشمعون بيرس نابع في الاساس من "اوسلو" من الوصمة المقيتة التي لن يتجرا أي سياسي اسرائيلي على التضامن معه.
يشعر ربما زعماء العالم بالحزن على بيرس بسبب دوره في جرائم اوسلو وليس لانه اقام المفاعل النووي او بسبب الرؤيا والحلم غير الواضح الذي زرعه في مجال تكنولوجيا النانو فبيرس يساوي اوسلو وفي اسرائيل اوسلو تساوي جريمة وخطيئة والخلاف القاسي يتمحور حول كيفية التخلص منها.
من امستحيل "تبيض" اتفاق اوسلو لان هذا "التبييض" يعني الاعتراف بحق الفلسطينيين في اقامة دولة والسعي بإصرار نحو تطبيق حل الدولتين وإخلاء المستوطنات وتقسيم القدس والخضوع "للإرهاب" لذلك فان "تبيض" اوسلو غير وارد بالحسبان لذلك هناك طريق واحد لحل التناقض يتمثل في "تبيض" بيرس الذي عمل هو نفسه خلال توليه منصب الرئاسة وخلال سنواته الاخيرة "لتبيض" نفسه.
ترتبط عملية "تبيض بيرس" بنسبة كبيرة بإعادة صياغة وكتابة التاريخ "وهذا ليس بالشيء الذي لا يمكن لماكينة الدعاية الاسرائيلية القيام به" فمعادلة اذا كان اوسلو جريمة فإن بيرس مجرم معادلة غير جيدة وكذلك معادلة اذا كان اوسلو خطأ فانه مسؤول عن اكبر خطأ في التاريخ السياسي الاسرائيلي خاصة وان نتنياهو قد اعلن ان "بيرس من عظماء قادتنا" والعظماء لا يرتكبون الاخطاء المصيرية.
وقال صاحب المقال انه وفي ظل هذه المعادلة سينظر الى اتفاقية اوسلو على انها خطوة بطولية تتعلق بالإيمان بالسلام ومد اليد للجيران على طريقة "وثيقة الاستقلال" المفعمة بالأمل والتفاؤل، لقد ابّنَ زعماء العالم اثناء جنازة بيرس امكانية تحقيق السلام مع الفلسطينيين او ما اطلقوا عليه "محاولته"، فبيرس قد حاول لكنه اثبت عبر اتفاقية اوسلو استحالة السلام مع الفلسطينيين لذلك علينا ان نشكره فهو بهذا استحق فعلا جائزة نوبل.
واختتم "روغر الفر" مقالته بالقول "هذا اطرح يناسب نتنياهو. تعالوا نتلقى العزاء في بيرس والسلام وسيتم طرح نتنياهو حاليا كمن يواصل طريق "بيرس" الذي لم يتوقف يوما عن الرغبة بالسلام لكنه ادرك وفهم انه هذا السلام المرغوب مستحيل ومحاولته المتمثلة باتفاق اوسلو لم تكن خطأ بل محاولة ضمنت السيطرة الاسرائيلية الابدية على المناطق واذا سألتم عن تركة وارث بيرس فهي "المناطق" فهو امن اقام المستوطنات وضمن عبر اتفاقية اوسلو سرمدية وجودها الى ان يرث الله الارض ومن عليها فيما غرق "رابين" القتيل في ارث الخيانة وميدان خالي في ذكرى مقتله وبزة " اس اس نازية " ونصب تذكاري لا يهتم به سوى بعض السياح اليابانيين.