وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

برامج نفسية تساعد "مبتوري الاطراف" على تجاوز اثار الحرب

نشر بتاريخ: 07/10/2016 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:05 )
برامج نفسية تساعد "مبتوري الاطراف" على تجاوز اثار الحرب
غزة- معا - في نظر الكثيرين تبدو الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في العام 2014 قد انتهت إلا أنها بالنسبة للغالبية العظمى من ضحايا الحرب لم تنته وبقيت على شكل ندب نفسية خاصة من شهدوا فقدان أحبتهم ومن عاشوا بعد الحرب بطرف مفقود.

شادي ظهير من حي الشجاعية في غزة واحد من بين العشرات الذين تركتهم الحرب الإسرائيلية بلا ساقين كما فقد جزء من يده اليمنى ولكنها لم تقضي على عزيمته وإصراره وتحديه لنفسه في مواصلة الحياة كأي شاب منتج. ظهير كان لاعب كرة سلة من الدوري الممتاز بالإضافة الى عمله كسائق أجرة على سيارة كان يمتلكها اضطر لبيعها بسبب ظروف اقتصادية يمر بها انتقل بعد الإصابة للرسم على الزجاج كمهنة تناسب وضعه الصحي.

وعلى الرغم من التحول الجذري التي تسببت به الإصابة، لم يستسلم "ظهير" لها وأصر على مواصلة حياته حيث يقول:" لم تتغير حياتي كثيرا بعد الإصابة رغم اليأس الذي أصابني، عند اندماجي مع بعض المصابين ومبتوري الأطرف أدركت حينها أن هناك حالات تعيش أوضاعا مأساوية أكثر مني لذلك قررت الاندماج مجددا في المجتمع والبحث عن مهنة تناسبني فطورت نفسي من خلالها وسافرت لتركيا لتنمية موهبة الرسم على الزجاج".

يحلم "ظهير" بان يمتلك مصنعا للحلويات مؤكدا أنه لا يمكن إلا أن يكون منتجا ويتابع:"بقدر الإمكان لن أبقى منطويا على نفسي فكثير من الأشخاص سليمين لكنهم غير منتجين" ظهير أصيب في القصف الذي استهدف حي الشجاعية في العام 2014 بعد 25 يوما فقط على عرسه.

أما احمد الأخرس فيوميا يحمل طفله ذات الثلاث سنوات لثلاثة طوابق معتمدا على عصا بعد أن فقد إحدى رجليه في الحرب الأخيرة. استهدفته طائرة استطلاع بصاروخ "زنانة" يقول الأخرس: ان أكثر ما يذكره في الإصابة هي عدم تفهم طفليه لإعاقته في وقت لعبهم فليست كل الأوقات تصلح للعب.
ويقول:" أطفالي فقط يذكروني في البتر والإعاقة لأني أحيانا أكون غير جاهز لحملهم وحضنهم واللعب معهم ولا يفهم الطفل معنى الإعاقة والإصابة".

اندمج الأخرس سريعا في حياته وفي محيط منزله فيشارك أصحابه أفراحهم ومناسباتهم فلم تمنعه رجل واحدة من الدبكة.

بدا واضحا هذا الشعور لدى الأخرس الذي شارك في وصلة دحية كانت تقام لاختتام برنامج شفاء الجروح الذي تنفذه اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالشراكة مع وزارة الصحة، يعمل الاخرس خياطا حاليا ويمكن ان يقود الدراجة النارية بالطرف الصناعي الذي حصل عليه بمساعدة اللجنة الدولية للصليب الاحمر.

سهير زقوت الناطقة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر تقول أن أكثر ما يعاني منه الشخص صاحب البتر هو عدم التقبل الشخصي لوضعه الجديد بعد الحرب التي كانت صعبة عليهم".

وأشارت زقوت الى أن أكثر التحديات التي واجهت هؤلاء هو تقبل الوضع الجديد والخروج من حالة الانغلاق على الذات والعمل بثقة لإجبار المجتمع على تقبله واحترامه من خلال ما يقدمه للمجتمع. وبحسب زقوت فان برنامج شفاء الجروح لمن فقدوا أطرافهم في غزة يهدف لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي لمن بترت أطرافهم في قطاع غزة من خلال جلسات الدعم من مستفيد لمستفيد لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة بعضهم لبعض ، وعقد جلسات توعية لأسرهم والمجتمع المحيط.

ولفت زقوت الى استمرار اللجنة الدولية في البرنامج الذي أطلقته في العام 2014 بمشاركين آخرين خاصة بعد قصص النجاح مشيرة الى ان الكثيرة من الرسامين وعازفي عود ممن بترت أطرافهم في الحرب وممن كانوا من المراحل الأولى من المشروع مستفيدين أصبحوا مسهلين للمجموعات وتقديم الدعم للمنضمين الجدد.

في عام 2014 أطلقت للجنة الدولية مشروعها مع مركز الأطراف الصناعية وشلل الأطفال ، والذي يعد مركز اعادة التأهيل الوحيد من نوعه في قطاع غزة وذلك بتقديم الرعاية النفسية والاجتماعية من خلال جلسات جماعية داعمة لمن فقدوا أطرافهم جنبا إلى جنب مع العلاج البدني وإعادة التأهيل لمساعدتهم على إعادة بناء ثقتهم بالنفس .

وبحسب معطيات منظمة الصحة العالمية فإن نحو 100 من مبتوري الأطراف قد انضموا إلى مبتوري أطراف وجرحى آخرين خلّفتهم الهجمات السابقة على غزة، وهم ما زالوا بحاجة إلى تأهيل علاجي.

تقرير هدية الغول