نشر بتاريخ: 11/10/2016 ( آخر تحديث: 11/10/2016 الساعة: 12:11 )
غزة-معا- تركت الحروب الإسرائيلية الثلاثة الأخيرة آثار نفسية بالغة القسوة على السكان الفلسطينيين في قطاع غزة حيث أظهرت تجربة برنامج غزة للصحة النفسية والملاحظات المهنية ونتائج الأبحاث أن 30% من مجمل السكان عانوا من أعراض كرب ما بعد الصدمة وأن 10% ما زالوا بحاجة إلى التدخل النفسي المتخصص.
وقال البرنامج في بيان وصل "معا" نسخة منه في اليوم العالمي للصحة النفسية الذي يصادف العاشر من أكتوبر من كل عام ان الذكرى تحل وفلسطين تعاني بشكل عام وقطاع غزة بشكل خاص من استمرار لتدهور الأوضاع السياسية والانسانية التي يعاني منها الفلسطينيين حيث يستمر الاحتلال بممارساته وانتهاكاته المختلفة و تشديد الحصار الخانق على غزة الأمر الذي يزيد من معدلات الفقر والبطالة والتقييد على حرية الحركة مما يؤدي إلى العديد من أشكال المعاناة النفسية والمشاكل الأسرية والعنف المجتمعي.
وتعتبر الفئات المهمشة خاصة النساء والأطفال والضحايا ممن فقدوا أحبائهم أو منازلهم بعد الحرب مباشرة من أكثر الفئات التي تتأثر بهذه الاوضاع الصعبة.
ويأتي عنوان هذا العام كما حددته الفيدرالية الدولية للصحة النفسية بعنوان"الاسعاف النفسي الأولي"للفت الأنظار لضرورة مساعدة الضحايا الذين يمروا بالأزمات وتقديم المساندة والعون لهم بالشكل والوقت المناسبين عند حدوث الأزمات.
واشار البرنامج انه قام بعمل خطة تدخل منظمة بعد الحروب الثلاثة الأخيرة على غزة وبعد عدوان عام 2014 بشكل خاص، حيث تم تشكيل العديد من الفرق الميدانية والتي قامت خلال التسعة الأشهر التي تلت الحرب ب 4300 زيارة منزلية لجميع مناطق قطاع غزة المتضررة مع إعطاء الأولوية لأهالي الشهداء ثم الجرحى ثم أصحاب المنازل التي دمرت كلياً أو جزئياً وقد تم تنسيق ذلك مع مؤسسات حقوق الانسان بغزة.
وخلال هذه الزيارات تم تقديم خدمات لـ أكثر من 22000من المستفيدين منهم حوالي 13000 مستفيد بشكل مباشر، كما تم مساعدة حوالي 1400 حالة والتي تم تحويلها إلى العلاج النفسي المتخصص في مراكز البرنامج المختلفة منهم 46% من الأطفال، وقد صاحب هذا العمل العديد من النشاطات التكميلية مثل برامج التوعية والتثقيف المجتمعي عبر وسائل الاعلام المكتوب والمرئي والمسموع وتدريب الكوادر العاملة في مجال الصحة النفسية والعمل المجتمعي والتربية والمرأة والطفولة وحقوق الانسان، حيث تم تقديم خدمات التدريب على الاسعاف النفسي الأولي وادارة الضغوطات النفسية لـ حوالي 560 من المهنيين والمهنيات العاملين في المنظمات الأهلية والقاعدية. إن هذه التجربة على درجة من الأهمية للاستفادة منها في الاستعداد لأية ظروف طارئة في المستقبل.
وشدد البرنامج على أهمية وضرورة استعداد المجتمع الفلسطيني لأية أزمات في المستقبل والبقاء على حالة التأهب والجهوزية لدى العاملين في المجال لتقديم الاسعاف النفسي الأولي عند الضرورة مؤكدا في ذات الوقت على ضرورة حماية الشعب الفلسطيني من أي عدوان قادم وضرورة الضغط على إسرائيل لإلزامها باحترام حقوق الإنسان وقواعد القانون الدولي أثناء الحرب كما نصت عليه اتفاقيات جنيف الدولية وأهمية رفع الحصار المفروض على غزة لما له من نتائج وآثار سلبية على الوضع النفسي للسكان في القطاع.
وطالب البرنامج المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته بتقديم الدعم الكافي للخدمات التي تعنى بالجانب النفسي والاجتماعي ليس فقط وقت الأزمات ولكن وما بعدها أيضاً خاصة أن العديد من الأزمات يدوم تأثيرها النفسي لفترة طويلة من الوقت ولا يتوقف تأثيرها بانتهاء الحدث الصادم حسب ما أثبتته الدراسات والأبحاث التي قام بها برنامج غزة للصحة النفسية في العام 2013.
وشدد البرنامج أن تحقيق السلامة النفسية للإنسان لا يمكن أن يتم بمعزل عن عيشه بكرامة واحترام لحقوقه الانسانية و من ضمنها حقه في الحرية وإنهاء الاحتلال والعيش الكريم وحقه في تلقي كافة أشكال الدعم والمساندة النفسية والاجتماعية في الوقت والشكل المناسبين.
ويحتفل العالم اليوم باليوم العالمي للصحة النفسية والذي يصادف العاشر من أكتوبر من كل عام ويأتي هذا اليوم مناسبةً لتذكير العالم بأهمية الصحة النفسية و رفع الوعي حول قضايا الصحة النفسية في العالم وتعزيز الجهود والخدمات النفسية لكل البشر أينما وجدوا.