|
في يوم الفتاة العالمي.. هل عندك شك أنك أجمل امرأة في الدنيا؟
نشر بتاريخ: 12/10/2016 ( آخر تحديث: 12/10/2016 الساعة: 10:26 )
الكاتب: نسرين موسى
كعادة طقوس صباحاتي كل يوم, بدأ صباحي بتصفح وكالات الانباء ومن ثم البحث عن رسائل قد تكون مهمة عبر ايميلي وجيميلي, استوقفتني من بين الوارد رسالة طويلة , انتبهت في تذييلها انها تتحدث عني عن يومي ((يوم الفتاة العالمي )),اقرته الأمم المتحدة في الحادي عشر من شهر أكتوبر/ من كل عام، وقلت سبحان الله ويوم أمس كان اليوم العالمي للصحة النفسية.
أغلقت ايميلي ووجدت نفسي أرسل رابط اغنية كاظم الساهر صباحك سكر وهل عندك شك أنك اجمل امرأة في الدنيا , لأغلب الفتيات عندي على ايميلي الصديقات وغير الصديقات , ولم أرسلها شعرا لأنها بالموسيقى أجمل وبالمناسبة هي لشاعر المرأة نزار قباني ... قلت يوم الفتاة العالمي فليبدأ بكلمات شاعر المرأة .. كانت من بينهم هي , ترددت بإرسال رابط الاغنية لها, فلو قلت لها هل عندك شك أنك اجمل امرأة في الدنيا ستقف أمام مراَتها ,وترى جمالها قد شُوه من قبضة زوجها الذي يضربها , ولا تشتكي لأحد لأن والدتها تقول لها هو الامان وتصبر! اكتفيت بإرسال صباحك سكر مكتوبة. وجدت منها الرد ابتسامة وسؤال ما المناسبة منذ وقت طويل لم ترسلي لي شيئاً؟ أجبتها بعد مروري بطريق عتابها الذي شعرت أنه أقسى من طريق مليء بالشوك, بسبب اهمالي لها, وقلت :"اليوم العالمي للفتاة يومك ألم تعلمي بعد ,كان اول مسج بالفيس بوك يخبرنا بذلك! أرسلت ضحكة طويلة وكتبت :بلى وقررت أن يكون يوما مختلفاً. استبشرت وقلت كيف؟ قالت: سأذهب عند أمل فهي تجلس بالبيت محاطة بكومة الملل, لأنها لم تجد أي عمل تنفق على نفسها وتشتري ما ترغب من ثياب ومستلزمات ,وستأتي حنان علها تحظي بيوم سعيد بعد أن ألبسها والدها ثوب العرس ودفن طفولتها به, علنا نرقص ونغني ونجعلها تحظى ولو بساعات من تلك الطفولة التي سلبوها! قاطعتها وقلت وماذا عن إلهام هل ما زلت تراسل خطيبها البعيد الذي يحول المعبر بينهما ؟؟ ,هل ما زالت دموعها تغرق وجنتيها على أمل أن يدرج اسمها بكشف المسافرين وتحتضنه بعينيها ؟,هل ستأتي اليوم تحتفل بيومها؟ وماذا عن سعاد هل ما زالت والدتها تعاملها بقسوة لأنها لم تتزوج بعد وتناديها((بالعانس)كلما اشتد الحوار بينهما؟؟وتناجي ربها ان يتقدم المجتمع ويغير مصطلحاته القاسية؟ كتبت لي صباحك سكر وشاهدت انها غادرت الفيس بوك, وتهت بخيالي أتخيل كيف سيكون احتفالها معهن.. حتما ستتحدث عن المرات التي توسلت لوالدتها أن تنفصل عن زوجها الذي يهديها الضرب بدل الورد في كل مرة, بدون سبب غير التفسير اللامنطقي أنه عصبي المزاج ,وامها تتخوف من همس الناس. وهن سيتحدثن عن الوقت الطويل الذي يمر بعد موتهن البطيء دون عمل يمارسهن ,الا عمل البيت والحسرة على شهاداتهن المركونة لم يجدن الواسطة للعمل بها, وحتى لو رغبن التطوع سيحتجن لأجرة الطريق التي لا يقدرن عليها. وانتهيت بخيالي الحقيقي , وعدت إلى صفحتي في الفيس بوك واستوقفتني التدوينات المنشورة ,والتي أكثرها أن المجتمع ظالم للفتيات. لن أتحدث إلا عن غزة لأني أعيش ويعشن بها. لا يوجد بغزة عمل ,السبب الحصار أو الانقسام أي كان من حق الفتاة الحياة بمدينتها مرفهة تجد كل متطلباتها. من حقها العمل والزواج وقتما تحب هي, لا أن تُقبر بثوب عرسها, وهي طفلة وتعود بلقب مطلقة لأنها لم تفهم الحياة الزوجية. من حقها ممارسة طقوس طفولتها لا أن تربي أطفالا وترضعهم حرمانها من حياتها. و اختيار زوجها ,لا الصاق اسمها بزوج يمارس الملاكمة على وجنتيها. و أن تقول نعم أو لا وتتمتع بالمساواة , والحرية كالذكر طالما تعلم وتميز الصح والخطأ . من حق الفتاة الاحتفال بيومها العالمي وهي تتمتع بصحة نفسية ممتازة , لا أن يأتي يومها لتخط كلمات الحسرة وتعبيرها عن ظلمها ,سواء من داخل البيت أو خارجه.. والحقيقة التي يجب الوقوف عندها هي أن الفتاة لا تستطيع وحدها أن تكون قوية , وهناك من يضربها او يرهبها بنظراته دون كلام في بيتها. لا تستطيع ان تبتسم وهي محبوسة بين أربع جدران. إلى متى سنبقى نجمل الواقع ونقول أن الفتاة نالت حريتها مع أن الحقيقة اكثرهن يتم وأدهن كل دقيقة ولا أحد يعلم. في يوم الفتاة العالمي لن اتحدث عن عدد المطلقات ولا المعنفات ولا المحرومات من التعليم ,ولا عن عدد المتزوجات مبكراً , سأترك ذلك للاحصاء وفقط أقول :من حقها الحب والحياة, لذلك يجب دعمها من جهات الاختصاص التي تعرف نفسها جيدا , لتحقيق حياة سليمة لها ولتحتفل بيوم الصحة النفسية العالمي الذي سبق يومها . أتمنى كل عام أن اكون بخير أنا وكل الفتيات ... _____________________________________________ الكاتبة صحافية.. عضو دائم في نقابة الصحفيين الفلسطينيين [email protected] |