|
"الجنوب السوري ... لهيب الإقليم" وثائقي يعرض على قناة الميادين
نشر بتاريخ: 13/10/2016 ( آخر تحديث: 13/10/2016 الساعة: 21:03 )
القدس - معا - انتجت قناة الميادين فيلما وثائقيا بعنوان "الجنوب السوري ... لهيب الإقليم"يتميز العمل بتتبعه لمسار الأحداث الشائكة في الجنوب السوري منذ انطلاقة الحراك عام 2011 من مدينة درعا مروراً بالسيطرة الواسعة للفصائل المسلحة وصولاً الى الدور الإسرائيلي ودور غرفة الموك وبعض دول الإقليم، والفيلم من اعداد واخراج عباس فنيش.
في العمل اعترافات ممن ساهم برسم المشهد هناك، حيث تم تتبع لمدة أشهر شخصيات شاركت في رسم المشهد في الجنوب السوري إلى أن تم الوصول في إحدى الدول الأوروبية إلى شخصية محورية وهي محمد خير صالح الحربات قائد المجلس العسكري السابق للجيش الحر في درعا، كما قاد البحث إلى شخصية قيادية سابقة وهي "أبو حمزة الحوراني" ( قررت الميادين التحفظ عن كشف هويتها لضرورات تتعلق بسلامة الشخصية و المصدر ). تم الاستماع الى اعترافات للمرة الأولى عن معارك بداية الحراك ودور غرفة موك وخلافات الفصائل فيما بينها، الشخصيات تتوقف عند سقوف رسمت للعمل العسكري هناك، حيث أمرت غرفة "موك" بسحب الأسلحة المضادة للطائرات والدبابات إضافة الى كميات كبيرة من الاسلحة الثقيلة وكل ذلك حرصاً على إسرائيل بحسب هذه الشخصيات. الاعترافات تتوسع عند الحديث عن سيطرة النصرة مطلع عام 2013 على مناطق واسعة ومنها معبر القنيطرة ومناطق حدودية، حيث لم يحصل اي احتكاك مع الجانب الاسرائيلي، وهنا تبرز اعترافات عن تعاون ضمني بين اسرائيل و الموك من جهة /وجبهة النصرة من جهة أخرى، على طريقة غض الطرف تارة/ وتارة اخرى عن طريق التدخل المباشر بذريعة تجاوز الجيش السوري قواعد الاشتباك المفروضة في الجولان، كما تم الاستماع إلى حديث عن تمهيد ناري قبل التقدم باتجاه القنيطرة/ او إدخال جرحى بأعداد كبيرة من النصرة لمعالجتهم في مستشفيات شمال فلسطين المحتلة، وصولاً إلى تقارير رسمية للامم المتحدة تثبت تعاوناً مباشراً بين النصرة و إسرائيل وهو ما أكدته هذه الشخصيات. الدور الإسرائيلي: يسهب العمل في الحديث عن الدور الإسرائيلي ، حيث نشاهد بموازاة استعراض واقع الجنوب السوري والحراك فيه ، تطور الموقف الإسرائيلي من موقف مراقب إلى تعاون تحت غطاء انساني مروراً بمحاولات إقامة جدار طيب و صولاً إلى التدخل المباشر. هذا الاستعراض يتم من خلال حضور مستشار الامن القومي السابق لرئيس الحكومة الاسرائيلية يعقوف عميدرور ( الذي برز اخيراً كأحد رموز التقارب مع دول عربية معتدلة و كصديق للواء انور عشقي المستشار السابق لرئيس الاستخبارات السعودية)، وهنا اعترافات مباشرة بضرورة حكم دمشق من " قبل نظام لا يضع مقاتلة اسرائيل في رأس اولوياته"، وإقرار بعدم وقوف اسرائيل على "هوية" المقاتل الجريح قبل اخضاعه للعلاج حتى لو كان من جبهة النصرة، إلا أن أبرز مواقف عميدرور هو اعتراف رسمي للمرة الاولى بأن تصفية مجموعة حزب الله في ريف القنيطرة مطلع عام 2015 التي قضى فيها جهاد عماد مغنية و ضابط من الحرس الثوري الإيراني وعدد من مقاتلي الحزب/ جاءت بقرار سياسي مباشر من قبل رئيس الحكومة ، اما الهدف فهو منع أي جهد لإقامة مقاومة شعبية في الجولان تستهدف الجيش الاسرائيلي او المواقع الاسرائيلية هناك ، وهذا ما لم يحصل مع الجماعات المسلحة. الأرشيف الإسرائيلي حضر بعد عملية بحث وتدقيق قاطعت الاعترافات المختلفة سواء لعميدرور او لحربات او الحوراني مع ما كان يحصل طَوال تلك السنوات من الجانب الاسرائيلي ، حيث يكتشف المشاهد ارتباطاً دقيقاً بين شتى الأحداث صبت كلها في خدمة أمن شمال إسرائيل في لعبة توازن اعطت للمعارك في جنوب سوريا ظاهراً لمعارك بين فصائل مسلحة وجيش سوري ، وباطناً سمّاه وزير الامن السابق موشيه يعالون إدارة الفوضى التي ستضعف الأطراف كافة في تلك البقعة الجغرافية. دور الإقليم: لا يفصل محمد صالح حربات ولا أبو حمزة الحوراني ما حصل عن المصلحة المباشرة لدول الإقليم فضلاً عن التدخل المباشر ، حيث وضعت معركة الجنوب السوري من قبل غرفة موك والرعاة الاقليميين في خانة الامتداد الطبيعي لمعركة إسقاط العاصمة ، في العمل هجوم من الرجلين على جيش الإسلام و قائده السابق زهران علوش واعترافات منهما بممارسات علوش و جيشه قدمت المصلحة الخاصة على مصلحة الفصائل العامة إضافة الى مباركة اقليمية ودولية ، وهي اعترافات تتكامل مع وقائع يسردها الرجلان عن رعاية مباشرة للأردن و المخابرات الاميركية لشخص ابو محمد الجولاني حيث يؤكدان اجتماعه في الاردن مع طاقم متخصص من فريق سي آي إيه. "الجنوب السوري ... لهيب الإقليم" ، عمل يحاول تفكيك لوحة معقدة رسمتها أيدٍ إقليمية عدة ، من خلال اعترافات سعت الميادين من خلالها إلى شرح خلفيات ما حدث طيلة تلك السنوات والتي لم تخرج تلك المنطقة من فوّهة اللهب. يعرض السبت الساعة التاسعة مساء بتوقيت القدس الشريف على شاشة الميادين. |