وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

قرار اليونسكو نجاح دبلوماسي وإثبات للحق الفلسطيني

نشر بتاريخ: 13/10/2016 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:10 )
قرار اليونسكو نجاح دبلوماسي وإثبات للحق الفلسطيني

بيت لحم -تقرير زهير الشاعر - معا- نجحت فلسطين من جديد في استصدار قرار دولي مهم من منظمة اليونسكو التابعة للامم المتحدة، ينفي أي علاقة او رابط تاريخي او ديني او ثقافي لليهود في مدينة القدس المحتلة والمسجد الاقصى المبارك.

وصوتت 24 دولة لصالح القرار الفلسطيني مقابل 6 دول فقط عارضته و26 دولة امتنعت عن التصويت وتغيب ممثلي دولتين.

وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينه، مساء الخميس، إن القرارات الدولية المستمرة ضد الاحتلال وسياساته ومن ضمنها قرار منظمة "اليونسكو" الأخير بشأن القدس والمسجد الأقصى، تشكل رسالة واضحة من قبل المجتمع الدولي بأنه لا يوافق على السياسة التي تحمي الاحتلال وتساهم بخلق الفوضى وعدم الاستقرار.

وأَضاف في تصريح صحفي، أن هذا القرار يؤكد ضرورة أن تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بمراجعة سياساتها الخاطئة المتمثلة بتشجيع إسرائيل على الاستمرار باحتلالها للأراضي الفلسطينية.

جرادات: نجاح للدبلوماسية الفلسطينية

من جهته قال تيسير جرادات وكيل وزارة الخارجية لغرفة تحرير وكالة معا ان هذا القرار له اهمية كبيرة ويؤكد على مفاتيح ثابته أن الاقصى والاماكن المقدسة هي اراض تابعة للدولة الفلسطينية وينفي الرواية الاسرائيلية التي تحاول ان تثبت ان هذه الاراضي هي ارض يهودية .

واضاف جرادات ان هذا القرار يقف امام جميع عمليات التهويد الجارية في الاقصى والقدس والاقتحامات المتكررة واليومية للمسجد الاقصى، ويؤكد انه خالص للمسلمين.

وتابع يقول "يثبت من جديد ايضا ان المفهوم السياسي والتاريخي أن القدس ومافيها هي اراض محتلة وجزء من فلسطين التي اعترف بها العالم اجمع".

واكد جرادات ان هذا القرار يمثل نجاحا للدبلوماسية الفلسطينية بانضمامها الى الاتفاقيات والمنظمات الدولية، وان من حق فلسطين ان تكون عضوا فيها وان تفرض الحقائق السياسية والاجتماعية التاريخية على العالم، مؤكدا انه سيكون سابقة في الحفاظ ومنع تهويد الاماكن المقدسة والتاريخية في الضفة الغربية والقدس وهو نجاح مهم واساس للبناء عليه.

كما اكد جرادات أن هذا القرار هو مقدمة لقرارات اخرى وأن الدبلوماسية الفلسطينية تختار الوقت والمكان المناسب لتقديم قرارات للمنظمات الدولية بخصوص فلسطين، وسيحفز دولة فلسطين لطرح مزيد من القضايا في المنظمات الدولية المتختصة وهو مايضفي شرعية سياسية.

وحول ما اذا كان القرار ملزما لاسرائيل قال جرادات " بغض النظر إن كان سيلزم اسرائيل، لكن الحصول على هذا القرار فيه شرعية دولية باعتبار ان الامم المتحدة مصدر الشرعية، وسواء التزمت اسرائيل فيه اولا هو يثبت حقائق، لكن ربما اسرائيل ستواصل انتهاكاتها واختراقها للقرارات الدولية وستواصل تضييقها على الفلسطينيين".

عطالله: تراجع الراوية الاسرائيلية

من جهته أكد المحلل السياسي اكرم عطالله في حديث لغرفة تحرير وكالة معا ان اهمية قرار اليونسكو هذا يأتي في سياق تصاعد تفهم القضية الفلسطينية على المستوى الدولي، والاهم هو تراجع الرواية الاسرائيلية التي كانت تتسيد في كل المحافل الدولية .

واضاف عطالله ان الدبلوماسية الفلسطينية نجحت في استصدار هذا القرار وقد نجحت في الفترة الماضية على استصدار عدة قرارات دولية من خلال السياسية "الفلسطينية الناعمة" التي تسعى للوصول للعالم من خلال اثبات انها تمد يدها للمفاوضات والسلام .

كما اكد ان اسرائيل تدير ظهرها لكل القرارات الدولية ولن تأخذ هذا القرار بعين الاعتبار، لكن هذا القرار سيزيد من عزلتها دوليا.

وينص القرار:

أكد المجلس التنفيذي في القرار المدرج تحت إسم "فلسطين المحتلة"، على بطلان جميع إجراءات الاحتلال التي غيرت الواضع القائم بعد 5 حزيران عام 1967، وقد تم اعتماد القرار بدعم 24 دولة منها دول الـمجموعة العربية والإسلامية، ودول العالم الحر الـمناهض للاحتلال، وذلك بأغلبية الأصوات، كما جرت العادة في معظم جلسات الـمجلس التنفيذي لليونسكو والذي يبلغ عدد أعضاءه 58 دولة، بينما عارضت القرار 6 دول وامتنعت عن التصويت 26 دولة وغابت عن الجلسة دولتين.

وبشأن المسجد الأقصى المبارك، فقد أكد المجلس التنفيذي في القرار على أن المسجد الأقصى/ الحرم الشريف موقعا إسلاميا مقدسا مخصصا للعبادة للمسلمين، وأن باب الرحمة وطريق باب المغاربة والحائط الغربي للمسجد الأقصى وساحة البراق جميعها أجزاء لا تتجزأ من المسجد الأقصى/الحرم الشريف ويجب على إسرائيل تمكين الأوقاف الإسلامية الأردنية من صيانتها وإعمارها حسب الوضع التاريخي القائم قبل الاحتلال عام 1967، وبين القرار أن هناك فرق بين ساحة البراق و"ساحة الحائط الغربي" التي تم توسعتها بعد عام 1967 ولا تزال قيد التوسعة غير القانونية المستمرة على حساب آثار وأوقاف إسلامي، كما طالب الاحتلال بعدم التدخل في أي من اختصاصات الأوقاف الأردنية الإسلامية في إدارة شؤون المسجد الأقصى، إدانة شديدة لاستمرار اقتحامات المتطرفين وشرطة الاحتلال وتدنيسهم لحرمة المسجد الأقصى.

وطالب المجلس التنفيذي في القرار المدرج بوقف اعتداء وتدخل رجال ما يسمى بـ"سلطة الآثار الإسرائيلية" في شؤون الأقصى والمقدسات.
كما أكد المجلس على صون التراث الثقافي الفلسطيني والطابع المميز للقدس الشرقية، وأعرب عن أسفه الشديد لرفض إسرائيل تنفيذ قرارات اليونسكو السابقة وعدم انصياعها للقانون الدولي، مطالبها بوقف جميع أعمال الحفريات والالتزام بأحكام الاتفاقيات الدولية المتعلقة بهذا الخصوص.


كما طالب المجلس بوقف إعاقة وصول الفلسطينيين لمساجدهم وكنائسهم، مستنكرا الاعتداءات المتواصلة ضد رجال الدين المسلمين والمسيحيين.

وشدد المجلس مجددا على الحاجة العاجلة للسماح لبعثة اليونسكو للرصد التفاعلي بزيارة مدينة القدس وتوثيق حالة صون تراث المدينة المقدسة وأسوارها. لسماح لبعثة اليونسكو للرصد التفاعلي بزيارة مدينة القدس وتوثيق حالة صون تراث المدينة المقدسة وأسوارها.

الاوقاف والهيئة الاسلامية: نشكر الاردن

الى ذلك شكر مدير عام أوقاف القدس ومفتي القدس والديار الفلسطينية، ورئيس الهيئة الإسلامية العليا، والهيئة الإسلامية الـمسيحية في مدينة القدس دول العالم الحر التي صوتت، اليوم، في المجلس التنفيذي لليونسكو-الدورة رقم 200 ، لصالح قرار القدس المعد من قبل الـمملكة الأردنية الهاشمية ودولة فلسطين والـمقدم رسميا من قبل الـمجموعة العربية في اليونسكو والذي يدين بشدة مصطلحات وانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحق المقدسيين والـمقدسات الإسلامية والـمسيحية، وتراث مدينة القدس.

وشكرت الهيئات الـمقدسية صاحب الوصاية على الـمقدسات الإسلامية والـمسيحية جلالة الـملك عبد الله الثاني ابن الحسين على موقفه الصلب والواضح أثره في تثبيت وتوثيق الـمصطلحات التي تحافظ على الهوية العربية الإسلامية لمدينة القدس في الأمم المتحدة واليونسكو ودول العالم.


واستهجنت الهيئات المقدسية توجه بعض الدول لـموقف داعم لسلطات الاحتلال بالمعارضة أو الإمتناع عن التصويت بما يتناقض مع المواقف الرسمية والشعبية لهذه الدول الرافضة للإستيطان والاحتلال والظلم وتزييف الآثار والتاريخ.