|
شهادات من عايدة- هكذا حقق المستعربون مع الاطفال
نشر بتاريخ: 14/10/2016 ( آخر تحديث: 15/10/2016 الساعة: 21:03 )
بيت لحم- ياسمين الأزرق- تقرير معا- "اعتقلوه وهو يلعب الكُرة بجانب مفتاح العوْدة.. دخلوا إلى المنْزل واختطفوه من فراشه دون أن يسمحوا له بتغيير ملابسه أو يسمحوا لنا بتوديعه.. رأيتهم وهم يرمون ابني على الأرض ويجلسون فوقه خلال تقييدهم ليديه ونزع الحذاء من قدميه.. ضربوه على رأسه وكسروا كتفه خلال الإعتقال.. لقد بصقوا عليه وضربوه وشتموه خلال التّحقيق.. لا يزال خائفا بعد الإفراج عنه ولا يستطيع النّوم..." مجموعة شهادات حول ما يتعرّض له أطفال مُخيّم عايدة شمال بيت لحم، تعكس جزء من انتهاكات الاحتلال بحق الطّفل الفلسطيني.
مواجهات يوميّة في مخيّم عايدة غالباً ما يتعرّض أطفال المخيّم إلى الاعتقال من قبل قوات الإحتلال، خلال اقتحامها للمخّيم أثناء المواجهات، أو عند مداهمتها لمنازل المواطنين بعد منتصف اللّيل، وفي الآونة الأخيرة خاصّة في آخر شّهرين سُجّل خلالهما اعتقال 11 طفلاً. وكان أكثر المشاهد قسوة، اختطاف قوة من المستعربين لسبعة أطفال وشابين والتنكيل بهم في العاشر من تشرين أول الجاري، أفرجت عن أحدهم فيما لا تزال تحتجز الثمانية الآخرين. يُشار إلى أن الذين اعتقلتهم قوات المستعربين، هم: أمير إسماعيل عليان (13 عاما)، عز الدين بداونة (16 عاما) ادم محمد درويش (13 عاما)، محمد ناصر درويش (16 عاما)، والفتى عبد الفتاح سعيد أبو شعيرة (17 عاما) والشابين يوسف محمد جواريش(19 عاما)، محمد وحيد قراقع (18 عاما)، وتم الإفراج عن الطفل داود رائد شرارة (13 عاما). الطفل داود الذي أُفرج عنه: "لا يزال المشهد يتكرّر في رأسي" داود رائد شرارة (13 عاما) اختطفه أحد المستعربين خلال لعبه في حديقة لاجئ بجانب الجدار، وأفرجت عنه سلطات الإحتلال في اليوم الثاني، يقول والده لـ معا:" ابني لا يستطيع النّوم ليلاً، يتذكّر ما حدث له خلال الاعتقال والتحقيق، حتّى أني اصطحبته إلى الطّبيب كي أطمئن عليه". وأفاد الطّفل داود لـ معا:"عندما اعتقلوني ضربوني على رأسي، وخلعوا من قدمي الحذاء، وخلال التّحقيق تركوني مرمياً على الأرض واستمرّوا في سكب الماء البارد علي أنا والبقية، وشتموني، وكانوا يبصقون علي بشكل مستمر.. لا يزال المشهد يتكرّر في رأسي". وعقدت محكمة الإحتلال جلسة للثمانية الذين لا يزالون معتقلين، عيّنت لهم خلالها محكمة أخرى يومي الثلاثاء والخميس القادم. "أُدخل الأطفال إلى قاعة المحكمة مقيّدين بسلاسل بأقدامهم، وأمير عليان (13 عاما) أدخلوه إليها محمّلاً على سرير، بعد أن ضربه المستعربون على رأسه، وكسروا كتفه". أفادت عائلة الطّفل. طفليها.. الأكبر معتقل.. الأصغر سبّب له الجنود "مشكلة نفسيّة" والدة الفتى محمد درويش، والتي تعملُ في مركز لاجئ الواقع بقرب المواجهات، أكدت أن ابنها كان يلعب في حديقة المركز، وأنه غالبا ما يلعب هناك ليكون قريباً منها. " أنا أم لولدين، الأول محمد الذي جرى اختطافه بشكل وحشي، والثاني شادي يصغره بثلاثة أعوام، قبل مُدّة دخل جنود الإحتلال إلى منزلي ليطلقوا الرّصاص على الأطفال منه، فخاف شادي واختبأ بالحمّام، ومُنذ ذلك اليوم أصبح يُعاني من مشكلة نفسية أحاول جاهدة معالجته منها". أضافت أم محمد. وقالت والدة الطفل آدم درويش" خرجت في مسيرة مع أمهات الأطفال، حتى وصلت إلى منطقة قبة راحيل وصرخت كثيرا حتى جاء الجنود وطلبت أن يحضروا ابني لكنهم بدأوا يصرخون، ثم تجمّع شبّان المخيّم حولي وبدأت أهتف معهم، وفي المحكمة قالوا أن ابني يهدد أمن "قبّة راحيل"". اللّعب في "الدرّاجات" ممنوع أيضاً وأفاد رئيس اللجنة التنسيقية العليا للجان المقاومة الشعبية لمواجهة الجدار والاستيطان في فلسطين منذر عميرة، لـ معا، قبل مُدّة كانت مجموعة من الأطفال يلعبون على الدرّاجات "البسكليتات" في منطقة المفتاح دون وجود مواجهات، وفوجئوا باقتحام الجيش للمخيم، الذي بدأ بملاحقتهم ما أجبرهم على ترك درّاجاتهم والهرب، فصادرها الجنود لاحقاً. وبيّن عميرة، أن الأطفال يلعبون في منطقة الجدار لوجود حديقة وملعب فيها، مؤكدا على استمرار الفعّاليات لحماية الطّفولة في المخيم، لافتاً إلى فعّاليّة ترفيهية للأطفال ستتضمن فقرات رسم على الوجوه ومهرّجين للرد على الاحتلال الذي يحاول أن يفرغ المكان من الأطفال. لا يوجد برامج لإعادة تأهيل الأطفال بعد الإفراج عنهم وأضاف الأعرج لـ معا، أن القانون الإسرائيلي يفرض وجود محامي أو ولي أمر الطفل خلال التحقيق، مؤكداً أن سلطات الاحتلال توجه التّهم له، وجعله يوقّع على ورقة بهذه التّهم، ويحاول المحامي إرشاد الطّفل حتّى لا تقدّم إلى المحكمة كاعتراف يدينه. وخلال سؤال معا حول تأمين برامج لإعادة تأهيل للأطفال بعد الإفراج عنْهم، قال الأعرج:" لا يوجد حالياً، هناك مؤسسات خاصة تحاول توفير هذه البرامج، لكن ليس بشكل رسمي أو دائم". عدا الإعتقال.. أضرار أخرى بسبب المواجهات المستمرّة في مخيّم عايدة المواجهات المستمرة في مخيّم عايدة، أدت استشهاد الطفل صالح العمارين (15 عاما) في عام 2013، والطفل عبد الرحمن عبيد الله (13 عاما) في عام 2015، ونهى قطامش (45 عاما) في عام 2014، واحتراق أكثر منْ منزل بفعل قنابل الغاز المسيل للدموع، واشتعال النيران بالأشجار، كان آخرها الأسبوع الماضي في منطقة المقبرة الإسلامية. |