|
ما سقف التقارب بين دحلان وحماس ؟
نشر بتاريخ: 25/10/2016 ( آخر تحديث: 26/10/2016 الساعة: 01:14 )
غزة- تقرير معا - كثر الحديث عن وجود علاقة تقارب بين القيادي المفصول من حركة فتح النائب محمد دحلان وحركة حماس مؤخرا بعد الافراج عن القيادي الفتحاوي زكي السكني والذي اتهمته محكمة في الحكومة المقالة بتفجير الشاطئ وحكمت عليه بالسجن 15 عاما ومؤتمر عين السخنة وفتح معبر رفح البري لمدة 7 ايام والحديث عن تسهيلات أخرى للطلبة على المعبر خلال الأيام المقبلة.
كل هذه الأفعال تدل على وجود علاقة بين دحلان وحركة حماس رغم نفي الطرفين .. لكن يبقي السؤال ما طبيعة هذه العلاقة وسقفها ؟ الدكتور أحمد يوسف المفكر والمحلل السياسي كتب على صفحته على "الفيسبوك" :"دحلان كان نجما هذا الأسبوع في الإعلام وكانت أحاديثه ذات مذاق وطني أفضل ... نعم السياسة ليس غريبا عليها ذلك وهي فعلا كذلك لمن خبرها وتعاطي مع مفاهيمها، وتقلباتها قد تفاجئك بكل مستهجن أو غريب إذا لم تكن من روادها". وقال "في السابق، أن يجري قلم البعض على ذكر النائب محمد دحلان في أي سياق غير التشكيك والاتهام، فإن ذلك قد يسبب إزعاجاً لصاحبه، أما اليوم فسنسمع عن دحلان في إطار المواقف السياسية والمشاريع الإغاثية، وتقديم الأفكار والحلول لمشاكل قطاع غزة". وأضاف :" دحلان لن يغيب عن المشهد السياسي، ومن يصطفون حوله من الشباب يتزايدون بشكل ملفتٍ للنظر، وهم أكثر عدد وعدة داخل تنظيم حركة فتح في قطاع غزة، ومع استمرار حالة التجاهل الذي يتعرض له التنظيم أو عجز قادته التاريخيين، وغياب المراجعات، سينتهي الأمر إلى الجيل الأكثر شبابا أمثال دحلان وسمير المشهراوي حيث أظهر هؤلاء حيوية ومتابعة في التواصل مع هؤلاء الكوادر من الفئات العمرية بين العشرين والثلاثين، والقيام بتغطية الحد الأدنى من احتياجاتهم المعيشية". وأردف قائلا :"قد يكون دحلان حتى اللحظة ولاعتبارات تاريخية يصعب على البعض القبول به، وهذه مسألة نتفهمها والزمن والمواقف جزء من العلاج، فالرجل يتحسن من حيث أداء خطابه تجاه حركة حماس والوضع في غزة يوما بعد يوم، وهذا ما لمسناه في الآونة الأخيرة، من خلال الإنفراجة المريحة نوعا ما على معبر رفح، وشيء من التحسن في المعاملة داخله". وأضاف " الواضح أن دحلان أصبح يلعب السياسة بطريقة أفضل من السابق، ويحاول أن يكسب ودّ الجميع داخل فصائل العمل الوطني والإسلامي، وذلك بعد أن أخفقت أو تعثرت كل الجهود العربية في الإصلاح بينه وبين الرئيس أبو مازن، بأمل توحيد حركة فتح". وتوقع يوسف أن تشهد الشهور القادمة حضورا أوسع لأنشطة دحلان وزوجته في غزة الذي لن يشكل صدمة للكثيرين لأن كل الخيارات هي في اتجاه التفريج عن معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. بدوره رأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة بغزة حسام الدجني وجود مؤشرات تقارب وخطوات باتت واضحة لبناء الثقة بين النائب محمد دحلان وحركة حماس. وعلل الدجني في حديث لمراسل "معا" نفي الطرفين لهذا التقارب أبرزه موقف حلفاء وأصدقاء حركة حماس من النائب محمد دحلان وعلى وجه الخصوص تركيا وقطر، بالإضافة إلى الجبهة المعارضة داخل حركة حماس التي ترفض التقارب الدحلاني الحمساوي، وصعوبة تمرير تلك المصالحة على قواعد وكوادر الحركة، إضافة لخشية دحلان أن يخسر بعض من مؤيديه الذين يرفضون تقارب دحلان حماس. وقال :"إدراك الطرفين أنهم يلعبون في ورقة التقارب من منطلق الضغط على الرئيس عباس لتحقيق تطلعاتهم وأهدافهم، لذا فإن الرئيس عباس ما زال يمسك بورقة قوية قد تتضح معالمها في زيارته المرتقبة للدوحة وأنقره". وأضاف الدجني "إن تشابك التحالفات وتعارضها يتطلب من الطرفين التكتم على مسار هذا التقارب بين دحلان وحماس، إلا أن هذا التقارب تجسد بخطوات عملية واضحة المعالم ما يؤكد أن هناك تقارب ولا يعني هذا التقارب بأننا أمام تحالف وإنما أمام تقاطع مصالح بين حماس ودحلان، وخطوات بناء الثقة من أجل تحقيق مصالح الطرفين . وتابع :"دحلان لديه هدف واحد ووحيد ولا يمكن أن يتحقق بدون حركة حماس وهو العودة لحركة فتح والتنافس على رئاستها تمهيداً لرئاسة السلطة الفلسطينية، وهذا لن يتم دون المرور بغزة وممر غزة لا يمكن أن يتحقق دون ضوء أخضر حمساوي كون حماس تحكم القطاع". وعن أهداف حماس من التقارب ، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة :"التخفيف من الحصار المفروض على قطاع غزة والعمل على حل أزمات قطاع غزة ومن الممكن أن يلعب دحلان هذا الدور، فتستفيد حماس من حالة التنفيس والتخفيف عن القطاع، ويستفيد دحلان بأنه سينظر له من قبل الرأي العام الفلسطيني بأنه المخلص". وأضاف "الاستفادة من تلك العلاقة من خلال ترميم علاقة حماس بمصر مع بحث كل الملفات العالقة بين مصر وحماس، تحريك ملف المصالحة مع الرئيس عباس حيث يشكل الحراك نقطة ضغط على الرئيس عباس قد تستفيد منها حماس لتحفيز الرئيس دفع استحقاق المصالحة وعلى رأسها دمج موظفيها. ورأى الدجني أن حركة فتح والرئيس عباس لن يكونوا سعداء نتيجة هذا التقارب وقد ينعكس ذلك على علاقات فتح بحركة حماس ولكن يستطيع الرئيس وقف هذا الحراك من خلال الموافقة على ما توصلت اليه فتح وحماس مؤخرا في الدوحة. وقال :"قد تحمل زيارة الرئيس لتركيا وقطر هذا الملف كون المصالحة مع دحلان لا ترضي تركيا وقطر وعباس وهنا من الممكن تقديم حزمة حوافز لحماس للابتعاد عن دحلان وافشال الحراك". من ناحيتها ، قالت استاذة العلوم السياسية في جامعة الازهر بغزة عبير ثابت :"إن الشعب الفلسطيني في القطاع بحاجة لأي انفراجه للخروج من المأزق"، مضيفا "أن السياسة تبنى على المصالح" . واعتبرت ثابت في حديث لمراسل "معا"" زيارة الرئيس عباس لتركيا قفزة للأمام لقطع الطريق أمام دحلان لإقامة أي علاقة مع حركة حماس. وقالت:" إن حماس ستكون في النهاية مع من يخدم مصلحتها". تقرير أيمن ابو شنب |