|
ضربة نرد ومصير شعب
نشر بتاريخ: 26/10/2016 ( آخر تحديث: 29/10/2016 الساعة: 19:14 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
يتحدث الجميع عن غزة ؛ وعن مشاريغ غزة وميناء غزة ومعابر غزة وإعمار غزة وتطوير غزة وقد نسوا المواطن في غزة .
حتى ليبرمان أدلى بدلوه وصار يعرض افكارا لتطوير غزة وهو يقصد تطوير سجن غزة . اما مدن الضفة الغربية فهي تعيش حالة من عدم اليقين مردها كثرة الأخبار والأفكار التي نشرها وزراء اسرائيل . تارة ضم مناطق جيم وتارة ضم الضفة وتارة دم الضفة حتى فقد المواطن القدرة على تصديق هذه الافكار أو أيا منها . أكثر سؤال نواجهه في كل المدن : الى أين نحن ذاهبون ؟ وهي اشارة الى انتهاء مرحلة التراكمات والوصول الى مرحلة التغيرات الملموسة ؛ ما يعني انه لم يعد بالامكان مواصلة اللعبة بنفس الأدوات ونفس الشعارات ونفس التكتيكات . وهو ما يفسر وقوع العديد من الحوادث هنا او هناك سواء في نابلس او الامعري او غيرها . وإن اختلفت التسميات فان المضامين واحدة ، والمضامين تصب في تلخيص واضح ( كثرت مشاكل المجتمع وكبر الشباب ولم يعد الثوب القائم يكفي ) . والحاجة أكبر الى استراتيجية جديدة وشعارات جديدة وأدوات جديدة وتحالفات جديدة تفضي الى تحقيق الغايات المعروفة بوقت أقصر وخسائر أقل . صحيح انه من ناحية سلوكية هناك في بعض الحوادث حالة من تجرؤ المواطنين على اجهزة ورموز السلطة ، سواء بالعدوان اللفظي او الحسي ، الا ان هناك ايضا حالة تجرؤ من السلطة على المواطن . مايعني ان" ضيق الصدر " الذي نشهده من الواقع الراهن قد أصاب الطرفين . انعقاد المؤتمر السابع لحركة فتح سيحقق تغييرا شكليا في حال لم يطرح شعارات جديدة ورؤى ادق لتفسير الحالة القائمة . ومثلما شهدنا قبل عام مؤتمرات الفصائل الاخرى فان الواقع لن يتغير اذا واصلنا التفكير بنفس الطريقة . اما انعقاد المجلس الوطني فهو أشمل واهم وأقوى وأخطر ، وفي حال كان مجرد اجتماع ليوم واحد لاصدار بيان يؤكد على ما نعرفه. فان الازمة ستكون اخطر والارتطام سيكون من دون اكياس هوائية . ان قدرة القوى والمؤسسات على اجتراح خطاب نخبوي من جهة وخطاب شعبوي من جهة اخرى هو مقياس النجاح أو الفشل . وهذا اخطر واهم من الاحداث والصدامات التي وقعت مؤخرا . لان انتهاء هذا العام من دون استراتيجية جديدة يعني أننا سندخل العام 2017 بضربة نرد . اما في ظل وجود استراتيجية فاننا حينها سنتحدث عن مصير شعب . وحذاري حذاري ان نسمح للخلاف السياسي ان يجرنا الى خطاب العداء والكراهية ، فالحرب أولها كلام . وممنوع ان نسمح لعقولنا أن تأخذنا الى زوايا معتمة . |