|
من يحكم على مريضات السرطان في غزة بالموت؟
نشر بتاريخ: 29/10/2016 ( آخر تحديث: 29/10/2016 الساعة: 10:15 )
غزة- تقرير معا- "لماذا تتعبي نفسك أنت مرفوضة.. حولي علاجك إلى طريق معبر رفح، اتركي غيرك يستفيد"، هذه بعض العبارات التي تواجه مريضات السرطان الممنوعات من السفر عبر معبر بيت حانون "ايريز" والمبررات التي تساق أمام أعينهم وعلى مسمعهن أنهن "ميتات لا محالة".
من المسؤول عن استمرار المنع الأمني؟ عبارة ترددت على لسان هازار الجزار مواطنة من قطاع غزة تعاني مع مرض السرطان منذ العام 2008 حيث أصيبت به في الغدة الدرقية. معاناة الجزار بدأت بعد إغلاق معبر رفح في العام 2013 حيث كانت تتلقى جرعات العلاج "اليود، والمشع، والمسح الذري" كل 6 شهور في العاصمة المصرية القاهرة ليتحول خيارها الوحيد للعلاج في مستشفيات الضفة الغربية أو الاراضي المحتلة عام 48 وهو ما قوبل بالرفض ايضا دون ذرائع واضحة. تقول الجزار: "في كل مرة اتلقى رسالة تقول باني مرفوضة امنيا دون إبداء الأسباب ومن حقي كمريضة ان اعرف من يمنعني من العلاج وما هي الأسباب التي تمنعني من العلاج". وتضيف:"تقدمت لطلب تصريح أكثر من خمس مرات ولم اشعر في المقابلة أن هناك مانع لسفري لذلك من حقي أن اعرف من يمنع علاجنا"، متسائلة من أين لها أن تحصل على مرافق بالسن المشروط؟ وتعاني الجزار من ازدياد ملحوظ في وزنها وهزلان عام في الجسم بالإضافة الى عدم قدرتها على استعمال يديها في بعض الأحيان؛ بسبب توقف العلاج وعدم انتظامها على موعد الجرعات الكيماوية فالموعد القادم سيكون 15/11 ومازالت تنتظر الرد. 50% من مريضات السرطان ممنوعات من السفر وأكدت شنن أن المريضات أرسلن عدة مناشدات مفادها:"إن كنتم عاجزون عن تسفير النساء أرسلوا لهن العلاج الى غزة"، ولكن لا حياة لمن تنادي كما تقول. وتساءلت شنن عن الية التعامل مع الجهات المخولة بالسفر في قطاع غزة أمام مريضات السرطان التي غالبا ما يقابلن بطريقة غير لائقة في التعامل ما يجعلهن يدخلن في حالة إحباط. وقالت:"مريضات السرطان في قطاع غزة لسنا على أجندة احد من المسؤولين الحكوميين ويتم التعامل معهن على أنهن ميتات". واتهمت شنن بعض الجهات التي لم تسمها بابتزاز المريضات من خلال طلب رشاوي مقابل تمكينهن من السفر للعلاج عبر معبر بيت حانون بعد أن يحصلن على رفض امني تحت عبارة "كم بتدفعي أطلعلك تصريح". ودعت شنن كافة الجهات بعدم التعامل مع مريضات السرطان في قطاع غزة على أنهن أرقام، متسائلة "من هم هؤلاء الذي يحكمون علينا بالموت مع سبق الإصرار؟". يذكر أن هناك حالات كثيرة من المريضات لا يحصلن على إجابة مطلقا لا بالرفض ولا بالقبول. المشكلة جماعية واشار محمد المقادمة الناطق باسم الشؤون المدنية في غزة إلى أن هناك انخفاض حاد في الاستجابة للطلبات من قبل دائرة التنسيق في وزارة الصحة، مشيرا الى انه في السابق كانت تقدم ما يقارب 120 الى 125، وكانت الاستجابة لها 85% الآن لا تتجاوز الاستجابة لما يقارب 40 الى 45% فقط. وشدد المقادمة أن وزارة الشؤون المدنية في ذات الموقف مع جميع الممنوعين من السفر، مشددا ان مسؤولية قطاع غزة تقع على الاحتلال الإسرائيلي وضمن هذا الفهم يجب على الاحتلال تقديم تسهيلات أكثر لجميع فئات الشعب الفلسطيني ومنهن مريضات السرطان. إحصائية ويعد سرطان الثدي في المرتبة الأولى بين السرطانات المؤدية للوفاة عند الإناث في فلسطين وبنسبة 24.4% من تلك الوفيات، ففي عام 2014 سجلت وزارة الصحة 260 حالة سرطان ثدي جديدة توفي منها 69 مصابة. وفي عام 2015 تقدمت 748 مصابة بسرطان الثدي بتصاريح سفر لمشافي القدس والضفة الغربية لتلقي العلاج 293 تأخرت تحويلات علاجهن، و74 تم رفضهن أمنياً من الجانب الإسرائيلي، و219 مصابة قوبلت طلباتهن بالإهمال أو عدم الرد من الجانب الإسرائيلي. وفي العام الحالي تقدمت 548 مصابة بسرطان الثدي بتصاريح سفر لمشافي القدس والضفة الغربية لتلقي العلاج 287 منهن لم يتم الموافقة على طلبهن، و125 امرأة تم رفضهن أمنياً من الجانب الإسرائيلي". يذكر أن قطاع غزة يعاني من نقص حاد بالأدوية والعلاج اللازم لمرضى السرطان ونقص بالأجهزة المخصصة لعلاج هذا النوع من الأمراض. تقرير: هدية الغول |