ناسا ترصد سحابة غازية كبيرة وسط وشمال العراق

رام الله- معا- لكل حرب ٍ ثمن باهض ينعكس على الانسان، يموت الآلاف وربما الملايين، وفي جانب ٍ لا يقل أهمية، تتعرض البيئة المحيطة بالانسان لدمار واسع، يتلوث الغلاف الجوي، وتدور الغازات السامة الناتجة عن القصف والقنابل بأنواعها في محيط المنطقة، وهذا يُنتج دماراً شاملاً من السماء وصولاً الى الأرض.
وفي يونيو 2003، استخدم علماء الغلاف الجوي في وكالة ناسا الأقمار الصناعية لتتبع مدى تدفق سحابة من غاز ثاني أكسيد الكبريت في الغلاف الجوي من حريق نشب في منجم للكبريت ومنشأة معالجة قرب مدينة الموصل في العراق، حيث استمرالحريق لمدة شهر تقريبا، مما ادى الى اطلاق 21 كيلوطن من ثاني أكسيد الكبريت السام في اليوم الواحد ، وهو ما يعادل اربعة اضعاف مما ينتج في اليوم الواحد من اكبر مصدر باعث لهذا الغاز في العالم.
وبعد ثلاثة عشر عاما، يبدو أن التاريخ يعيد نفسه وهناك حريق في نفس المكان نتيجة معركة الموصل، مما ادى الى انبعاث كميات هائلة من غاز ثاني اكسيد الكبريت السام .
وأوضح المتنبئ الجوي رائد أبو سعادة أخصائي الفيزياء وعلوم الأرصاد الجوية في موقع طقس الوطن مخاطر هذا الغاز قائلا:" غاز سام و خطير وله تبعات صحية عديدة ومنها صعوبة في التنفس، والتهاب الشعب الهوائية، وتورم انسجة الرئة، وتهيج العينين، وقد يزيد من حالات الوفاة وخاصة من كبار السن و الرضع.
وأضاف أبوسعادة قائلا مع تساقط الأمطار تزداد نسبة الرطوبة في الجو اي يزداد بخار الماء والذي سيُحمل مع قطرات المطر مُكوناً حمض الكبريت والذي سيتفاعل مع غاز ثاني أكسيد الكبريت، لتكوين ما يُسمى المطر الحمضي، والذي سيؤدي الى تلف ملحوظ في الغطاء النباتي، ويؤدي كذلك الى تلف التربة.