|
بحث أمريكي يكشف طريقة انتشار جرذان المجاري حول العالم
نشر بتاريخ: 01/11/2016 ( آخر تحديث: 03/11/2016 الساعة: 14:39 )
بيت لحم- معا- اجرى علماء امريكيون بحثا جينيا تتبعوا خلاله المسار الجغرافي الذي سلكته جرذان المجاري عبر آلاف السنين حتى سيطرت على العالم، وأصبح عددها خلال السنوات الـ 300 الاخيرة بالمليارات.
"يزيد عدد الجرذان التي "تسكن" نيويروك عدة ملايين، فيما ينتشر منها عدة مليارات في ارجاء العالم وتثير في كل مكان تمر منه حالة من الفوضى والإرباك وتقوم بتصفية مخازن المواد الغذائية، وتلوث ما تبقى منها ببرازها وبولها، وتنشر الجراثيم والفيروسات، وتهدد في بعض الاحيان بإبادة وتدمير انواع اخرى بشكل تام خاصة بعد ان انتشرت في كل مكان يتواجد فيه البشر" قال الدكتور "جايسون مونشي- ساوت" البيولوجي في جامعة "فوردهام" بمدينة نيويورك. ورغم تواجدها في كل مكان تقريبا يبقى جرذ الساحل "Rattus norvegicus" المعروف ايضا باسم جرذ المجاري او بالاسم الشعبي "العرسة" مخفيا والمعلومات عنه ضئيلة، ولا يملك العلماء سوى مفهوما ضبابيا عنه يتعلق بكيفية تحولها من حيوان بري دمر النباتات الى حيوان يرافق الانسان ويتبعه حيث حل. وانهى هذه الايام وفقا لما اورده اليوم "الثلاثاء" موقع "هأرتس" الالكتروني البيولوجي "مونشي- ساوت" وعدد من الباحثين الاخرين بحثا جينيا معمقا هو الاول من نوعه، تناول جرذان المجاري وشمل عينات منها من كافة ارجاء العالم. ويتضمن تاريخ هذا الجرذان وفقا لنتائج البحث، منعطفات والتواءات حادة فاجأت حتى الخبراء انفسهم، فبعد ان انتشرت الجرذان بشكل بطيء بمسيرة امتدت الى الاف السنين، نجحت باجتياح العالم بشكل كامل خلال السنوات الـ 300 الاخيرة فقط، وفقا لما اظهره البحث الجديد. ووجد البحث انه في حال تمركزت جرذان المجاري في مدينة جديدة، فانه يحرمها على بقية الانواع ويمنع دخولها لهذه المدينة، وهذا امر جيد لصحة البشر حسب البحث. وقال الدكتور "مونشي- ساوت" ان البحث بدا بسؤال بسيط، من هو الجرذ النيويوركي ومن اين اتى؟ فاتصل مع باحثين حول العالم وطلب منهم تزويده بعينات DNA لمقارنتها بعينات اخذها من جرذان امسك بها في مدينة نيويورك، وحصل على مئات العينات من جزيرة "غلافاغوس" وصولا الى البرازيل ومن نيوزلندا حتى اليابان ادرك حينها ان السؤال الواجب عليه طرحه هو من اين اتت كل الجرذان المنتشرة في العالم؟ فحصت باحثة المختبر "اميلي فاكت" 314 عينة DNA اخذت من جرذان المجاري في 30 دولة قسمتها جينيا الى عائلات تقرب لبض البعض ما اتاح لها النجاح في تحديد كيفية اختلاط عائلات الجرذان مع بعضها البعض على مدى الزمن. واقر البحث الذي نشر الاسبوع الماضي في المطوية العلمية "Proceedings of the Royal Society B Biological Sciences" انه ورغم الاسم اللاتيني لجرذ المجاري لا يوجد علاقة لها بالنرويج وان مصدرها هو شمال الصين او منغوليا. وتغذت جرذان المجاري قبل مرافقتها للانسان على النباتات البرية والحيوانات الصغيرة في السهول الباردة المفتوحة، علما ان الزراعة وصلت الى شمال الصين متأخرة نسبيا، ولكن في مرحلة معينة اكتشفت الجرذان انه يمكنها ايجاد وفرة من الطعام المضمون قرب التجمعات البشرية الزراعية وانتقلت للعيش داخل القرى والتجمعات السكنية الزراعية بدلا من السهول المفتوحة. ووفقا لفرضية البحث الجديد كانت الهجرة الاولى لجرذان المجاري الى منطقة جنوب شرق اسيا وبعد وقت طويل انتشرت الى الشمال الشرقي حيث اليابان وسيبيريا فيما هاجرت مجموعة اخرى باتجاه الغرب ووصلت الى اوروبا كما يبدو عبر ثلاثة موجات او هجرات. وتحركت هذه المجموعات عبر مسالك برية وربما استترت داخل سفن وقوارب ابحرت على طول سواحل اسيا اوروبا. واظهر البحث ان جرذان المجاري انتشر في العالم بصورة بطيئة اكثر مما فعلته عائلات الجرذان والفأران العادية ويمكن ان يكون السبب جغرافيا حيث تعتبر منطقة الهلال الخصيب في الشرق الاوسط مسقط راس الفأر العادي فيما قدم الجرذان العادي من الهند حيث شهدت المنطقتين المذكورتين حركة تجارة نشطة وحركة زراعية واسعة سبقت الصين بفترة طويلة جدا ما سمح للفار والجرذان العادي ان يتقدم على بنات " عمه" جرذان المجاري في مسيرتها ويسبقها كثيرا لكن جرذان المجاري تفوقت خلال السنوات المائة الثلاثة الاخيرة وسبقت الفار والجرذ العادي الذي فقد تفوقه النوعي. ويصل هذه الايام موانئ ومطارات نيويورك جرذان من كل انحاء العالم لكنها لا تختلط مع الجرذان المحلي حيث يتعقد اعلماء ان الجرذان المقيم في المدينة " القيدم" يرفض استيعاب الوافدين الجدد. واعتبر الباحث "مونشي- ساوت" رفض القديم استيعاب الجديد بالأنباء الجيدة قائلا " ان رفض الجرذان القديم استيعاب القادمين الجدد سيمنع انتشار الكثير من الامراض في المدن". |