|
مصر تعلن الحرب على الدولار بعد غلاء الأسعار
نشر بتاريخ: 02/11/2016 ( آخر تحديث: 04/11/2016 الساعة: 09:15 )
القاهرة- مراسل معا- شنت مصر حربا كبيرة على الدولار من خلال مبادرات داخل مصر دعت لوقف التعامل او شراء الدولار لمدة اسبوعين عن طريق مبادرة تبنتها الاتحاد العام للغرف التجارية المصرية، والذي طالب الشعب المصري والتجار والمستوردين بالتوقف عن شراء الدولار وجميع العملات الاجنبية لمدة اسبوعين بهدف خفض سعر الدولار وبالتالي خفض اسعار السلع التي ارتفعت بشكل جنوني بالاسواق المصرية، مما كان لها تداعيات سلبية علي الشعب المصري.
كما اتجه اغلب الشعب المصري لتحويل مدخراته المالية الى دولار او ذهب واقبل المواطنون علي شراء الدولار من الاسواق وشراء الذهب لضمان الربح السريع امام الارتفاع الجنوني الذي تشهده السوق المصرية في اسعار الدولار والذهب وقد اثارت مبادرة وقف التعامل بالدولار لمدة اسبوعين مخاوف المدخرين للدولار خوفا من انهيار سعره امام الجنيه فبدا المواطنين في التخلص من الدولارات التي لديهم خوفا من الخسارة وبالتالي بدات الاسواق المصرية تنتعش بظهور الدولار المختفي منها علاوة علي سعرة انخفاض سعره امام الجنيه المصري وتوقعات بتراجع سعر الدولار امام الجنيه المصري من 18 جنيها للدولار سعره الحالي التاريخي لينخفض الي قرابة 12 جنيها مع نهاية الاسبوع الجاري معوله المبادرة علي اجراءات اخري من البنك المركزي المصري يتخذها لضمان عدم ارتفاع سعر الدولار امام الجنيه المصري مرة اخر عقب انتهاء "الاسبوعين" مدة المبادرة التي بدت فاعلياتها بحماس شديد داخل مصر وتساعد علي نجاحها عدد كبير من شركات الصرافة المصرية وجميع شركات الاستيراد. كما طالبت المبادرة بترشيد او وقف الاستيراد من الخارج بكافة اشكاله او قصر الاستيراد فقط علي احتياجات الاسواق المصرية الملحة او استيراد المستلزمات الاساسية للانتاج في المصانع حتي لاتتوقف المصانع بهدف وقف التعامل مع الدولار او العملات الاجنبية اللازمة لعملية الاستيراد. وتهدف المبادرة المصرية الي علاج الموقف الاقتصادي الراهن واسعار العملات الأجنبية التي ارتفعت بصورة جنونية متخطية سعرها الطبيعي وذلك بسبب المضاربات الجارية بالسوق المصري وتداعياته السلبية على السوق المصرية وعلي الاقتصاد المصري وتسببه في ارتفاع الأسعار خاصة بعد توقف العديد من المستوردين عن الاستيراد بسبب ارتفاع اسعار الدولار وتوقف حركة البيع والشراء بالسوق المصرية بسبب ارتفاع اسعار السلع. وقد تسببت مبادرة الاتحاد العام للغرف التجارية المصرية لوقف التعامل بالدولار والتي بدات فاعلياتها بمصر مساء امس الثلاثاء في تراجع سعر صرف الدولار امام الجنيه المصري بنحو جنيه خلال 3 ساعات الاولي من بدء المبادرة ثم تراجع سعر صرف الدولار امام الجنية المصري جنيهان عقب مرور 6 ساعات من المبادرة وصرح احمد شيحه رئيس شعبة المستوردين بالغرفة التجارية المصرية ان سعر الدولار الحالي لا يمثل سعره الحقيقي إنما كل ما يتم مضاربات من المحتكرين والسوق السوداء. واضاف شيحه لوسائل اعلام مصرية ان الدولار انخفض سعره اليوم جنيهان بعد إعلان اتحاد الغرف التجارية بوقف الاستيراد لمدة اسبوعين مؤكدا ان هذا الاجراء جاء بعد التصرفات غير الأخلاقية التي تتم من قبل بعض التجار في السوق السوداء. واكد رئيس شعبة المستوردين بالغرفة التجارية أن الدولار يمكن أن ينخفض عندما يتوقف الناس عن سحب كل الدولار في الأسواق اعتقادا منهم انها تجارة مربحة موضحا ان سعر الدولار الحقيقي لا يزيد عن ٧ جنيهات وطالب رئيس شعبة المستوردين بالغرفة التجارية المصريين بالتخلص من الدولارات لأن سعره سوف ينخفض خلال أسبوع. كما صرح محمد الأبيض رئيس شعبة الصرافة في مصر ان مصر كلها اصبحت سوقا سوداء للدولار مؤكدا ان كل من يملك عقارات او ذهب يقوم بتحويلها الى دولار مما يساعد في تفاقم الأزمة. واضاف الأبيض لوسائل اعلام ان مصر تمر بظروف صعبة وكل المستوردين يرغبون في تجاوز الأزمة بسبب حالة الركود التي يشهدها السوق المصري واوضح ان شركات الصرافة والمستوردين امتنعوا عن شراء الدولار. كما صرح الدكتور فخري الفقي مساعد المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي سابقا إن هناك سوء في إدارة الملف الاقتصادي والنقدي في مصر مؤكدا ان ارتفاع سعر الدولار الي ١ جنيه يؤكد وجود غياب وتباطؤ في حل الأزمة. واضاف الفقي لوسائل اعلام ان سعر الصرف يؤثر على نمو الاقتصاد لوجود شركات متعثرة في الحصول على النقد الأجنبي وغلق شركات اخرى واكد الفقي ان الرئيس عبدالفتاح السيسي إيقاعه سريع في إنشاء مشروعات قومية تضمن الكهرباء والطرق على الرغم من تقاعس اداء الحكومة عن أداء وظيفتها. واضاف الفقي الى ان تباطؤ الحكومة والبنك المركزي في اتخاذ الاجراءات بخصوص سعر الصرف يزيد تفاقم الأزمة مؤكدا ان السعر الحقيقي لسعر الدولار هو ١٢ جنيها دون مضاربات مافيا تجار العملة في مصر وخارج مصر. من جهة اخرى سيطرت حالة من الارتباك الكبير على السوق السوداء المصرية للدولار خلال تعاملات مساء امس الثلاثاء وحتى صباح اليوم وسط استمرار هبوط السعر عن مستوياته التاريخية وتفاوته بشكل كبير من مكان لآخر. وقد سجل متوسط سعر الدولار بالسوق السوداء خلال تعاملات امس الثلاثاء مابين 16.50 و 17.50 جنيها وعقب اطلاق مبادرة وقف شراء الدولار امس الثلاثاء تبين ان سعر الدولار واصل الهبوط خلال تعاملات امس الثلاثاء الى 15.50 جنيها للشراء و15.75 جنيها للبيع للأفراد بعدما تخطي الدولار حاجز ال18 جنيها ليسجل اعلى مستوى له تاريخيا. |