وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

خبراء وباحثون يدعون لتطوير المناهج التعليمية لتلائم الطلبة الصم وبحث سبل الارتقاء بقدرات مدرسيهم

نشر بتاريخ: 07/12/2007 ( آخر تحديث: 07/12/2007 الساعة: 16:56 )
غزة - معا- دعا خبراء ومهنيون عاملون في مجالات التأهيل إلى العمل على اعادة النظر في المناهج التعليمية المتعلقة بذوي الاحتياجات الخاصة، وتحديدا الصم منهم والعمل على تطوير هذه المناهج بحيث تلائمهم، اضافة لتطوير أدوات خاصة للقياس والتقويم، وكذلك الارتقاء بمهارات المدرسين الخاصين بهذه الشريحة.

جاء ذلك خلال فعاليات اليوم الدراسي التي نظمه قسم علوم التأهيل بكلية مجتمع العلوم المهنية والتطبيقية تحت عنوان "التعليم الثانوي للصم..مشاكل وحلول" وذلك ضمن فعاليات الملتقى الإبداعي الثالث للمعاقين بمشاركة كلا من من الأستاذ محمود حميد رئيس قسم علوم التأهيل، والأستاذ حسين أبو منصور مدير عام جمعية جباليا لتأهيل المعاقين، والأستاذ باسم كراز، ممثل جمعية أطفالنا للصم، والدكتورة دلال الخزندار مدير عام التنمية في وزارة الشئون الإجتماعية، اضافة للعديد من ممثلي المؤسسات العاملة في مجال تأهيل المعاقين، وعدد من طلبة وطالبات قسم علوم التأهيل والعشرات من المعاقين وذويهم.

وفي بداية اليوم الدراسي تحدث الأستاذ حسين أبو منصور مدير عام جمعية جباليا لتأهيل المعاقين عن تجربة المؤسسات الأهلية في تعليم الطلاب الصم في قطاع غزة، مشيرا أن عدد المعاقين حول العالم قد ازداد إلى ما يقارب 650 مليون شخص، مضيفا أن عددهم من الصم في قطاع غزة قد بلغ 10.000 شخص.

واستعرض أبو منصور كذلك البرامج التأهيلية التي تعمل بها كل جمعية على حدا، معطيا نبذة في الوقت ذاته عن نشأة كل مؤسسة من مؤسسات التأهيل وآلية عملها، مضيفا أن من أبرز البرامج التي تعمل بها تلك الجمعيات هو برنامج تعليم الصم، برنامج التأهيل المجتمعي، عيادات النطق والسمعيات، مشروع مركز تعزيز قدرات الطفل، ومشاريع مدرة للدخل للصم البالغين, وتدريب آباء وأمهات الصم على التواصل ومركز العلاج الطبيعي والتأهيل الطبي, ومركز الكمبيوتر والدراسات المهنية.

ومن ناحية أخرى تحدث الأستاذ باسم كراز الباحث في مجال التربية الخاصة وممثل جمعية أطفالنا للصم، عن أهم المشكلات التعليمية للصم كما يراها الصم أنفسهم وأولياء أمورهم، مشيرا أن هذه الدراسة جاءت استكمالا لسلسة دراسات قامت بها جمعية أطفالنا للصم في مجال الإعاقة السمعية.

وأوضح كراز أن هناك العديد من المشكلات التعليمية التي يراها الصم وأسرهم وتوجههم عقبات شتى منها عدم وجود الكتب التعليمية الخاصة بالا نشطة البيتية، كما أن التلاميذ يقضون فترات طويلة في مدارسهم وهم يتلقون الجانب النظري للتعليم، بجانب مشكلات العنف داخل المدرسة من قبل التلاميذ أنفسهم والمعلمين، وأضاف أن هناك مشكلات خاصة بالجو المحيط في أسرة الطفل المعاق ومنها عدم القدرة على التواصل التعليمي مع أفراد أسرته في المنزل، وكذلك الأوضاع الاقتصادية السيئة التي تؤثر سلبا على عملية التعليم.

ومن جهة ثانية تحدث الأستاذ غانم الميقاتي، مدير دائرة التربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم، عن تجربة وزارة التربية والتعليم في مجال المعاقين مبتدئا بمفهوم الدمج معرفا إياه بأنه دمج الطلبة الغير عاديين مع الطلبة العاديين في الصفوف العادية طوال الوقت حيث يلتقي هؤلاء الطلبة ببرامج تعليمية مشترك، مضيفا أن وزارة التربية والتعليم العالي تبنت هذا البرنامج نظرا لزيادة عدد المعاقين وقلة المؤسسات الخاصة بهم، وقلة المراكز والمدارس الخاصة بهم، وتقديم بعض مؤسسات المجتمع المحلي للخدمات الطبية لذوي الاحتياجات الخاصة على حساب الجوانب التعليمية.

ومن ناحية ثانية تحدثت الدكتورة ثناء الخزندار، مدير عام التنمية في وزارة الشئون الاجتماعية، عن واقع خدمات الصم في قطاع غزة في ظل الحصار المفروض عليه، مشيرة إلى قدرة وزارة الشئون الاجتماعية على تلبية خدمات الإغاثة إلا بشكل ضئيل جدا نظرا لإغلاق المعابر المستمر والمتواصل في قطاع غزة، مضيفة أن هذا النقص الحاد في الإغاثة يؤثر سلبا على المعاقين وأدائهم في المجتمع.

وأشارت الدكتورة الخزندار أن انقطاع الموظفين عن الدوام أيضا شل حركة عمل الوزارة من تتبع ومواصلة لقضايا المعاقين ومشاكلهم نتيجة للأحداث والظروف التي يمر بها قطاع غزة، وأضافت أن كل تلك الظروف مجتمعة حتما هي مدعاة للحزن ويجب الإسراع في حلها.

وأضافت الدكتورة الخزندار أن عدم وجود خطة وطنية متكاملة للعمل مع المعاقين يؤدي إلى العمل العشوائي الغير منظم والذي يؤدي بالتالي إلى التخبط وعدم الجدية في العمل، مضيفة أن المجتمع الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة من فئة المعاقين بحاجة إلى إغاثة سريعة وعاجلة في الإمدادات المادية والمعدات اللازمة للمعاقين.