وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مؤتمر فتح.. طنة ورنة

نشر بتاريخ: 04/11/2016 ( آخر تحديث: 04/11/2016 الساعة: 21:36 )
مؤتمر فتح.. طنة ورنة
الكاتب: محمد اللحام
يحوز مؤتمر فتح السابع على حجم مهول من الاهتمام والمتابعة الفتحاوية والفلسطينية والعربية والدولية في ظاهرة قد لا نراها لأي حركة أو حزب أو تنظيم محلي أو عالمي، ولا اغالي ان قلت ان الانتخابات الداخلية للحزب الجمهوري أو الديمقراطي في امريكا وحدها قد تفوق الاهتمام بمؤتمر فتح الذي يحمل في طريق وطريقة انعقاده عوامل متناقضة من الخطر ومن الامل.
فمن الطبيعي والتقليدي أن تجري انتخابات الاحزاب العربية والعالمية ضمن اهتمامات محدودة، وحتى فلسطينيا تجري وجرت انتخابات حماس والشعبية والديمقراطية وحزب الشعب والنضال الشعبي وغيرها من التنظيمات في سياق اعلامي ومتابعة متفاوتة، حتى ان هنالك احزاب جرت فيها الانتخابات دون أن تستوقف احد.. اذا لماذا فتح استثناء؟
نعم فتح استثناء أن يكون لشأنها الداخلي كل هذا الصخب وهذه "الطنة والرنة" مما قد يحمل الايجابية احيانا والسلبية حينا اخر، حتى تكاد حركة فتح تكون بلا اسرار في شؤونها الداخلية المباحة حد الاستباحة امام الرأي العام في خلافاتها وتحالفاتها وسقطاتها وانجازاتها وما بين ذلك كله من تداعيات.
وكما قال الشهيد القائد خالد الحسن احد مؤسسي حركة فتح بأن "السياسة فن الصدق مع الشعب وفن المراوغة مع العدو"، وفتح هي كذلك صادقة والدليل حالة المكاشفة والانكشاف الدائمة لأوراقها امام الجمهور الذي يقترب منها حينا بمقدار اقترابها منه ويبتعد عنها حينا بمقدار ابتعادها عنه.
فحركة فتح اضحت شأنا غير فتحاوي، ففتح شأن وطني عربي اممي كحركة تحرر لم تسقط من ادبياتها حتى اللحظة كافة اشكال مقاومة المحتل، رغم "اوسلو" لتعود للسلاح 1996 بعد سنوات قليلة وعام 2000 وبندقية ثائر حماد في "عيون الحرامية" اصدق من الساسة على شاشات التلفزيون ولا اعتقد أن محمد تركمان سيكون اخر طلقات حركة فتح في وجه الاحتلال.
فتجد الحيرة في التعامل مع فتح من قبل الاعداء والخصوم وحتى الاصدقاء وخاصة في موضوع قرارها الداخلي الذي دفعت اثمان لصيانته واستشهد منها الالاف للحفاظ على استقلاليته في اكثر من عاصمة عربية، بينما كان يسهل ولا زال على اخرين لتأجير بندقيتهم للخارج الفلسطيني وهذا يسجل تاريخيا لفتح انها لم تكن يوما بندقية مستأجرة.
حتى اليسار الفلسطيني ينقسم على نفسه بين من يعتبر الخصومة مع فتح مركزية حد الطحن وضرورة شطبها، والبديل التحالف مع تيارات الاسلام السياسي المتناقضة مع فكرها وايدولوجياتها، بينما يرى البعض الاخر أن التحالف مع فتح ضرورة قومية ثورية مجتمعية يجب المحافظة عليها كأخر معاقل القومية الوطنية.
اذا هذا الاهتمام لا ينبع إلا من اهمية فتح للمحيط الفلسطيني والعربي وحتى الدولي كلاعب مركزي حافظ على قيادته للمشروع الفلسطيني لأكثر من نصف قرن، وسط امواج متلاطمة وعاصفة ومزلزلة لا زالت فتح رغم كل ذلك واقفة مع خدوش وجراح مصحوبة بآمال وتطلعات.
فهذه "الطنة والرنة" لحركة فتح نابعة من اهمية واثر الحركة لدورها ومكانتها التي لا تزال تتصدر القرار والمشهد الفلسطيني والعربي، رغم نشوء مراكز جديدة لحركات وأحزاب الاسلام السياسي وتراجع مراكز بقيمة اليسار.
ومن قال إن الاحزاب لا تختفي فهو مخطئ فحزب بقيمة الحزب الشيوعي السوفيتي الذي كان يسيطر على نصف العالم انهار واختفى وحزب العمل الصهيوني الذي اسس دولة الكيان اضمحل وتراجع وغيرها من الاحزاب العربية والعالمية التي اصبحت اثر بعد عين.
فلن تستغرب أن تصل "الطنة والرنة" للمؤتمر السابع بأن يكون منقولا على الهواء مباشرة كما حدث في معظم اعمال المؤتمر السادس.
فسر "الطنة والرنة" لحركة فتح يشكل احد ابرز مقومات ديمومتها القائمة على شفافية حد الفضائح والتي تساهم بتخفيف شدة أي مفاجئة داخلية مما يحول دون انقسامها وتشظيها وتفتتها وهي التي تعرضت لانقسامات عديدة افقية وعمودية دون أن تنكسر أو تندثر.
ومن يراهن على أن المؤتمر السابع سيكون اخر مؤتمرات فتح فهو لا يعرف فتح التي تعيش وتتعايش تاريخيا مع الازمات وتتحد اكثر عند الاخطار الخارجية وتبدع في تحويل الازمات الى فزعات حامية وضامنة.