وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

في الذكرى الـ20 للانتفاضة الاولى.. جبريل الرجوب: جنون اسرائيل قادها للاعتقاد بانه يمكن كسر الانتفاضة بالقوة

نشر بتاريخ: 08/12/2007 ( آخر تحديث: 08/12/2007 الساعة: 15:04 )
بيت لحم - معا - اولت وسائل الاعلان الاسرائيلية اهتماماً بالغا بالذكرى الـ 20 لانتفاضة الحجارة والتي اندلعت في التاسع من ديسمبر عام 1987 للمطالبة بالاستقلال والدولة.

وفي هذا الاطار استخدمت وسائل الاعلام العبرية صحفيين اسرائيليين غطوا في تلك الفترة احداث انتفاضة الحجارة للمقارنه بين حال المنطقة اليوم وحالها قبل عشرين عاماً.

اذاعة الجيش الاسرائيلي ستبث غداً الاحد برنامجا مطولا ولقاءات عديدة مع قادة فلسطينيين واسرائيليين حول انتفاضة الحجارة ومقارنة بينها وبين" الانتفاضة" المسلحة الجارية حاليا في فلسطين.

وتسعى اذاعة الجيش الاسرائيلي لمعرفة ما اذا كان الفلسطينييون يخططون لانتفاضه ثالثة.

وردا على هذا السؤال قال رئيس تحرير وكالة معا ناصر اللحام لاذاعة الجيش الاسرائيلي" نحن لسنا مقاولي انتفاضات, والحياة عند الشعب الفلسطينية مهمة ومقدسة, نحن طلاب مقاومة, نصبو كي نحرر ارضنا واقامة دولتنا والعيش بحرية ولسنا نفكر ليل نهار كيف نجد الطريقة الاسهل لنموت برصاص الاحتلال- وان اي قائد يتحدث عن انتفاضه ثالثة او رابعة او خامسة انما لا يعرف قيمة الحياة والمقاومة عند الفلسطينيين, فنحن نعرف ماذا نريد".

اسحاق رابين سارع حينها في نهاية 1988 الى اعطاء اوامر لجنوده بتكسير ايادي وارجل الشباب الفلسطينيين بالهراوات, وبث التلفزيون الاسرائيلي صورا قاسية ومشاهد دامية للطريقة "الوحشية" التي حاولت فيها اسرائبل قمع انتفاضة الحجارة دون جدوى.

وظهر اسحاق مردخاي يقول : ان من يرجمنا بالحجارة ليس الاولاد وحدهم وانما رجال وشبان ونساء ايضاً.

ثم ظهر اساق رابين يتهم م .ت .ف في تونس وياسر عرفات شخصيا بتحريك والوقوف خلف انتفاضة الحجارة.

جبريل الرجوب قال باللغة العبرية: ان جنونكم ,ان جنون اسرائيل هو الذي دفع اسرائيل للاعتقاد انه يمكن بالقوة كسر ارادة الانتفاضة وطبعا وكما تعرفون هذا كلام فاضي.

يورام بن نور قال انه لم يمر اسبوع واحد على تظاهرات الحجارة حتى عثر الفلسطينيون لها على اسم وهو "انتفاضه" وان اسرائيل اضطرت للتعامل مع هذا الاسم.

اهود يعاري وهو محلل سياسي صحفي اسرائيلي وفي كتابه حول انتفاضة الحجارة وصف الانتفاضة بانها تشبه سيارة, وان فتح تتسلم المقود فيها فيما الجبهة الشعبية تتحكم بدواسة البنزين وحزب الشعب يتحكم بالكوابح فيما تونس تتولى تزويدها بالوقود وهكذا.

حماس التي لم تكن موجوده في انتفاضة الحجارة لم تظهر في التقرير ولم يرد لها شان حينها.

ويعود حبريل الرجوب ويقول: لا اعتقد ان الوقت دائما مناسب للتفاوض ولكن اسرائيل غرقت في وحل الانتفاضة الاولى.

اما رئيس جهاز الشاباك افي كوستوفيتش فيقول عن تلك الايام: الفلسطينييون لم ينتصروا في الانتفاضه الاولى , فهم فشلوا اقتصاديا وفشلوا سياسيا لانهم اضطروا في نهاية الانتفاضه للاعتراف بوجود اسرائيل على حد قوله.

نعم , ويعترف رئيس الشاباك , نحن فوجئنا باندلاع الانتفاضه الاولى كما فوجئنا باندلاع الانتفاضه الثانية والاهم من هذا يقول الاسرائيليون: لنستعد منذ الان حتى لا نتفاجا باندلاع انتفاضه ثالثة.

التلفزيون الاسرائيلي القناة الثانية تبث ريبورتاجاً مطولاً من اعداد الصحفي الاسرائيلي يورام بن نور والذي كان في الانتفاضه الاولى يتخفى بلباس عامل عربي ويضع كوفية فلسطينية على كتفيه ويغطي احداث انتفاضة الحجارة.

اعتمد الريبورتاج بالاساس على مقارنة بين ما يقوله جبريل الرجوب احد قادة انتفاضة الحجارة والذي ابعده الاحتلال حينها الى تونس وبين رئيس جهاز الشاباك لفي كوستوفيتش والذي كان يدير ملاحقة نشطاء الانتفاضه في الضفه الغربية وقطاع غزة حينها.

الريبورتاج اظهر بالتفاصيل اندلاع التظاهرات العفوية وتصدي المدن والقرى والمخيمات لاليات الاحتلال, وعجز جنود الاحتلال عن وقفها, ومن ثم يقول يورم بن نور : لاحظ الجيش الاسرائيلي ان المخيمات صارت تتصدر الانتفاضه واخذت تنظم نفسها اكثر واكثر.

ومع صور اسحاق رابين (وزير الجيش) واسحاق مردخاي (رئيس الاركان) وهما مرتبكان من قوة الانتفاضه الاولى اعترف الريبورتاج بان الاحداث فاجأت اسرائيل وصدمت اجهزنها الامنية والسياسية.