|
تهريب السجائر- كيف يتم ومن المستفيد؟
نشر بتاريخ: 08/11/2016 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:05 )
قلقيلية -تقرير معا - اشارت تقارير نشرت مؤخراً عن قيام جهاز الضابطة الجمركية بضبط ومصادرة كميات كبيرة من السجائر المهربة عبر معبر الكرامة والتي حاول مهربون ادخالها الى السوق الفلسطيني.
عمليات التهريب هذه ليست جديدة ولن تكون هذه الكميات اخر الكميات التي يتم ضبطها أو ينجح المهربون في تهريبها الى السوق الفلسطيني، وذلك نتيجة طبيعية لارتفاع السجائر في الاراضي الفلسطينية والتي يصل ثمن العلبة الواحدة فيها ما يقارب الستة دولارات. تجولنا في مدينة نابلس فوجدنا الكثير من بائعي السجائر المهربة يبيعون السجائر على ناصية الطريق، والاقبال عليهم كان لافتا حتى أنه اصبح لديهم زبائن دائمين، وجهنا سؤالا إلى احدهم وهو (س. ع) عن سبب توجهه إلى هذه التجارة فاجاب أن غلاء السجائر في فلسطين جعل من هذه التجارة رائجة ومربحة كون يوجد فرق في السعر، فمثلا علبة السجائر من نوع "المارلبورو" تباع في السوق المحلي ب 25 شيقل، بينما المهرب يبعها بـ 20 شيقل وهناك 5 شواقل فرق في كل علبة. سؤالنا الثاني كان ل (س. ع) كيف تحصلون على السجائر؟ فاجاب: الامر سهل جدا نقوم نحن احيانا بالسفر الى الاردن ونجلب ما نتمكن من حمله من السجائر واحيانا يحضرها لنا مواطنون كانوا في الخارج ونشتريها منهم. (ن. خ) مواطنة من مدينة نابلس حدثتنا وبكل صراحة انها في كل مرة تسافر فيها تجلب معها "كروزين" أو ثلاث من السجائر، رغم أنها غير مدخنة وتقوم ببيع هذه السجائر الى تجار في نابلس، وتربح في كل "كروز" 80 شيقلا الامر الذي يساعدها في مصاريف السفر، وذلك ينطبق على كل افراد اسرتها الاربعة وعندما يسافرون في اجازة الصيف مثلا خلال عودتهم يحرصون على جلب 8 "كروزات" سجائر وبعض الحليب وهما السلعتان المطلوبتان في السوق الفلسطيني ويجنيا من ذلك ما يقارب الف شيقل وهذا مبلغ مقبول ويساعدهم في مصاريف السفر، على حد قولها. اما المستهلك الفلسطيني فبات في الغالب يبحث عن هذه السلع في كل المحلات التجارية ليوفر القليل من المصروفات العالية التي يتكبدها الفرد الى جانب مصاريف الاسرة. ووفق ادارة المعابر فانه تنقل في العام 2015 عبر معبر الكرامة مليون و600 الف مواطن، ولو افترضنا أن كل شخص من المليون ادخل الى الاراضي الفلسطينية "كروزين" سجائر فيكون قد دخل الى فلسطين 2 مليون "كروز" سجائر، وهذا يعني أكثر من 200 مليون شيقل لم تستفد منها السلطة الفلسطينية باي ضريبة كونها دخلت بطريقة قانونية. وما يطلبه المواطن الفلسطيني وخاصة المدخنين منهم أن تقوم السلطة الفلسطينية بتخفيض الضرائب المفروضة على السجائر المحلية، ليتمكنوا من شرائها دون أن يكلفهم ذلك ثلث موازنتهم كما هو الحال في البلدان العربية التي يتراوح فيها سعر العلبة الواحدة نحو واحد ونصف دولار. الجمارك الفلسطينية وفي تصريحات سابقة تقول إن سبب ارتفاع السجائر في الاراضي الفلسطينية مرتبط باسعارها في اسرائيل، ووفق الاتفاقيات الاقتصادية الموقعة بين الجانبين فانه لا يجوز تخفيض الجمارك على هذه السلع اكثر من 25% عنها في داخل الخط الاخضر فالسجائر في الضفة الغربية تباع باقل من 5 شواقل للعلبة الواحدة عما تباع داخل الخط الاخضر. تقرير: رائد عمر |