|
الحكم والصافرة
نشر بتاريخ: 07/11/2016 ( آخر تحديث: 07/11/2016 الساعة: 16:50 )
بقلم – خالد القواسمي
صافرة تنطلق بصوت خافت ربما تخلق ضجيجا وصخبا غير متوقع وهذا ما نشاهده في كثير من المباريات الدولية والمحلية فلا زالت الصافرة التحكيمية تثير حفيظة الكثيرين وتخلق حالة من الجدل والتساؤلات وتصل احيانا في مداها حد الاختلافات بين كافة الشرائح مهما كان مستوى ثقافتهم الرياضية نقاد ومحللين وجماهير . صافرة التحكيم في كرة القدم سلاح قضاة الملاعب باتت تشكل قضية لها أهميتها ووزنها ومادة ساخنة يتناولها الرياضيين في احاديثهم ونقاشاتهم قبل وبعد واثناء سير المباريات وكثيرا ما تتعالى الصيحات وتأخذ مداها بين مد وجزر وبين مؤيد ومعارض وتتفاوت الردود وتصل مراحل ساخنة في كثير من الاحيان تقلب معها الامور رأسا على عقب في لحظات لتخلط الحابل بالنابل بوجه حق او دون وجه حق وفي كلا الحالتين كل ذلك ناتج عن ضعف الثقافة الرياضية. وللأسف الشديد هناك الكثير من الوسط الرياضي مما نعول عليهم بأن يكونوا قادة رياضيين ينقلب حالهم وتتعالى احتجاجاتهم لمجرد هفوه بسيطة أخطأ الحكم في أمرها بحق فريقهم غير مدركين نتيجة تصرفهم وانعكاساته على الجماهير التي تعلن ثورتها وغضبها وتبدأ بتوجيه أقذع الكلمات من سباب وشتائم تصل في حدها البذيء النيل من عفة وكرامة واعراض امهات الحكام بالتزامن مع تهاوي قوارير المياه وعلب المشروبات الغازية على ارض ميدان اللعب وكل ذلك سببه تصرف ارعن وأهوج وغير مسؤول صادر عن شخص كنا نتوسم فيه حمل المسؤولية باقتدار وهنا اقصد بالمسؤول سواء اكان اداريا او مدربا او من قادة الجماهير او أي شخص ذا تأثير ليبدأ مسلسل المناوشات وتتوتر الاجواء وتفسد الاجواء الرياضية وكأنها ساحة نزال ليصدر على اثرها قرارات صارمة من جانب اتحاد كرة القدم بحق من حرض وقام بأفعال مشينة وغير رياضية ليعم السخط والتذمر على تلك القرارات وكأنهم يريدونها غابة لينشغل هوامير الفايسبوك وجهابذة الاعلام الموجه ببث السموم بهدف اشعال الفتن . لكن وبحمد الله وفضله بأن رأس الهرم وصحبه في اتحاد كرة القدم شخوص اقوياء يتمتعون بالمهابة والعدل والنزاهة والشفافية ويطبقون الانظمة والقوانين على الجميع دون مواربة او محاباة ولا يترددون في اتخاذ أي عقوبة وايضا ان صدر عنهم قرار وتبين لهم وجود خلل لا يتورعون عن معالجة الامر بكل حكمة واحقاق للحق وما لا تدركه الغالبة العظمى بان الاتحاد يوقع عقوبات على الحكام في حالة ثبوت خطأ عليهم لكن يبقى قرار العقوبة غير معلن . من هنا ينبغي معالجة الامور وايجاد الحلول المناسبة لإسناد القطاع التحكيمي وحماية الصافرة من اجل النهوض بالرياضة الفلسطينية وعلينا عدم اطلاق الاحكام جزافا على حكامنا وتشويه سمعتهم وتعريضهم للضغوط وتعريضهم لنقد غير هادف وهتافات وتهديدات فكل ذلك يضع الحكم تحت الحصار فكيف له أن ينجح في مهمته وكيف نطالبه بأداء جيد فبهذه السلبيات نسلب الحكم الفلسطيني ثقته بنفسه ويبقى تحت دائرة القلق والاحباط مما يؤثر على قراراته . ولكي ينجح حكامنا ويسمع صوت الصافرة في مكانها الصحيح ينبغي ان نوفر لهم البيئة المناسبة والحماية والاهتمام والدعم المادي والمعنوي والا نهول الاخطاء التحكيمية فالمباريات لا تخلو من الاخطاء فالحكم انسان له مشاعر واحاسيس وغير معصوم من الخطأ فارحموا حكامنا ولا تبقوا على صافراتهم محل شك كي لا تفقد البوصلة ولتبقى بالاتجاه الصحيح . |