|
حل الدولتين ودول الحل
نشر بتاريخ: 08/11/2016 ( آخر تحديث: 08/11/2016 الساعة: 20:27 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
في نهاية هذا العام سيجتمع عشرات زعماء العالم أو وزراء الخارجية في العاصمة الفرنسية باريس لعقد مؤتمر دولي يحاكي مؤتمر مدريد الذي انعقد عام 1991 لحل الصراع العربي الاسرائيلي، ولكن هذه المرة فان العالم يتخذ قراراً صارماً قاطعاً (دون رأي طرفي الصراع) بضرورة التوصل لحل سلمي؛ لأن هذا الصراع صار يشكل خطراً على الامن العالمي.
المبادرة الفرنسية ليست مبادرة حقوق انسان ولا فاعل خير، وانما هي تمثل وجهة النظر الغربية الاوروبية الشعبية والبرلمانية وغالبا الحكومية تجاه الاحداث في المشرق العربي وافريقيا، لذلك وجب التعامل معها على هذا الاساس. ووجب الاستعداد لها وفق هذه المعايير؛ لأنها ستكون (وعد بلفور) جديد لكن للفلسطينيين. ولأنني من مؤيدي المبادرة الفرنسية، باعتبارها تمثل الحد الادنى من الحقوق الفلسطينية، فانني أرى ضرورة أن يكون الاعلام والقطاع الخاص شريكين اساسيين في هذه المبادرة، حضوراً وتفكيراً وتنفيذاً والا فانها ستتحول إلى مبادرة جنيف اخرى. الانتخابات الامريكية ستكون قبل مؤتمر باريس، وهكذا فان كل هذه الافكار ستبقى في مهب الريح خلال الشهر الجاري، ولكن وبعد تسليم البيت الابيض للفائزين الجدد يمكن التنبؤ بالموقف الامريكي. مصدر فرنسي كبير، قال بالامس إن المبادرة الفرنسية ستأخذ بعين الاعتبار جميع المبادرات السابقة ومنها المبادرة العربية في بيروت والمبادرة المصرية ومبادرة الرباعية ونقاشات مجلس الامن والجهود الروسية والمحاولات الامريكية والمحاولات المحلية، من أجل خلق قاعدة بيانات كبيرة تؤسس للاستفادة من تلك المحاولات وعدم منافستها وانما البناء عليها. كما يهدف المؤتمر إلى خلق الظروف المساعدة من اجل ترشيخ حل الدولتين والتحقق من أنه الحل المناسب، وبناء على ذلك يجري السير بالافكار التالية من اجل التنفيذ السريع: أ - تحديد موعد عقد مؤتمر باريس في الايام المتبقة من هذا العام. ب - حث اقتصادي ورسائل سياسية تحمل في قلبها مضامين اقتصادية لمنع الاحباط. ج - وقف الاستيطان الذي يفشل حل الدولتين. د - للمؤتمر رسالة اقتصادية تنموية والحفاظ على مصادر التنمية من اجل استدامة أفضل. ه - المبادرة الفرنسية لا تعنى بفلسطين فقط وانما هي تموذج لما سيحدث بباقي الدول العربية المحيطة. و - جهد اوروبي غير مسبوق لاستعادة الثقة بين المجتمعين الفلسطيني والاسرائيلي بعدما ضاعت هذه الثقة. ز- السلطة نفذت خطة بناء الدولة لكنها لم تستكملها بعد والمؤتمر سيساعدها على استكمال بناء سلطة رشيدة قادرة ومتمكنة. ح - اصلاح الضرر السياسي الذي ترتب على وقف المفاوضات وتعطّل العملية السياسية. ط - استخدم الرباعية وجامعة الدول العربية وروسيا والامم المتحدة كأدوات لانجاح هذا المؤتمر واهدافه. ي - اشراك دول اسيا والصين وامريكا اللاتينية ودول افريقيا والدول العربية كرحم يحمل المبادرة ويدعمها لتصبح مبادرة للعالم كله (لم يذكر ايران ولكنه لم ينف دورها). ك - لا يهم موافقة اسرائيل وفلسطين على الافكار والمؤتمر؛ لأن المؤتمر لا يحتاج الى موافقة المتخاصمين. |