متحف عرفات... درس في الأخلاق الثورية وابداع يسلب الأفئدة والعقول

للوهلة الاولى تشعر انك خرجت من الزمن الحاضر وعدت الى 2002 فورا. ومع صورة بانوراما كبيرة يتوسطها 65 أعظم وأشهر شخصية فلسطينية ساهمت في تاريخ الشعب الفلسطيني، تجد نفسك في عالم الفخر والتيه، لا انقسام ولا هموم الصراع على كرسي الحكم . من ياسر عرفات الى ناجي العلي وغسان كنفاني وجورج حبش وابراهيم طوقان وعبد القادر الحسيني الى احمد ياسين ويحيى عياش وقادة المقاومة الاسلامية . يحاول الدليل ان يقنعك بالانتقال الى المرحلة الثانية من المتحف لكنك تجد نفسك متسمرا هنا ولا تريد ان تغادر ، تأخذك الصورة الى فلسطين بكل جمالها وألق قادتها العظام .

ومرورا بمسار اجباري الى أحدث انواع الانيميشن والصور والوثائق ستجد تاريخ فلسطين كله، من وعد بلفور الى المستوطنات الاولى الى الطلقة الاولى وبيان العاصفة وحركة القوميين العرب وحتى معركة الشجاعية.

تنتقل من ركن الى ركن فلا تجد غيرك انت هنا، انت الفلسطيني الجائع الى الهوية.

د. ناصر القدوة لا يظهر لك اي مباهاة بما فعل، لكنه يستحق ان يباهي، ومعه د. احمد صبح الذي يشرف على اللمسات الاخيرة قبل افتتاحه للجمهور بعد ايام. ستجد عملا متقنا يتمنى كل مواطن عربي ان يراه، وتبقى الامور بهذا المستوى الى ان تدلف الى غرفة عرفات التي حوصر فيها.

هنا ترتجف الجفون حزنا، وتتقطع نياط القلوب، عرفات بسحره ومسدسه وطاولته وغرفة الحرس وغرفة نومه وخزانته ، غرفة نوم لا تتعدى مترين ونصف في مترين ينام فيها اهم زعيم عربي في العصر الحديث.
لا الكاميرا تستطيع ان تصف المتحف ولا الكلمات ..

احترام المتحف لتاريخ القيادات الفلسطينية جميعها يشعرنا بالخجل، في غزة ممنوع الاحتفال بذكرى عرفات وفي رام الله صور الشيخ احمد ياسين والرنتيسي ويحيى عياش ترفع في المقاطعة !!!!
متحف يستحق ان تقف في الطاوبر لساعات حتى تدخل اليه. ولن تندم.