|
مهندس ينتج الفحم الحيوي من المخلفات الزراعية بغزة
نشر بتاريخ: 09/11/2016 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:10 )
غزة- معا- نجح المهندس حسن زايد 44 عاما من إنتاج الفحم الحيوي والمضغوط من المخلفات الزراعية التي تهدر بكميات كبيرة في النفايات وتزويد السوق الغزي به، مشيرا إلى أنه الأول في القطاع الذي يصنع الفحم الحيوي بطرق علمية مدروسة.
وقال زايد إنه فكر في إنتاج الفحم الحيوي قبل 4 سنوات، وأنه يصادفه كميات كبيرة للمخلفات الزراعية في بيت لاهيا شمال القطاع، مضيفا أن عملية التخلص منها تشكل عبئا كبيرا على المزارعين. وأضاف أنه طرح الفكرة على صديقه وعملا معا على دراسة ما يتعلق بالفحم الحيوي وصناعة الفحم المضغوط، وأنهم قاموا بدراسات كثيرة لتطوير المنتج ومحاولات الحصول على أعلى جودة ممكنة تنافس المستورد حتى الحصول على نتائج ممتازة قبلت في السوق المحلي. وأوضح:" قمت بجمع بعض العينات من المخلفات الزراعية وتجفيفها، ثم تفحيمها بمعزل عن الهواء، فتبين أن 70% منها يحتوي على فحم ممتاز". وبين أن الفحم الحيوي يستخدم في تسميد التربة وصناعة الأعلاف، ومكافحة الآفات الزراعية، وأنه معروفا لدى العديد من الدول خاصة دول شرق آسيا، كاليابان. كما أوضح أن مراحل إنتاج الفحم تبدأ بتجميع المخلفات الزراعية وبقايا الأشجار وكبسها بعد التجفيف والتقطيع، ثم تسخينها في معزل عن الهواء إلى درجات حرارة عالية تصل إلى 500م فيما يعرف بالتقطير الإتلافي، وينتج عن هذه العملية أبخرة كثيفة يتم تجميعها لتتحول إلى سائل لونه بني قاتم يحتوي على بخار الماء وعناصر كيميائية كثيرة. وأضاف:" ثم تأتي مرحلة فصل المكونات للحصول على ما يعرف بـ خل الخشب المستخدم حاليا في اليابان وشرق آسيا وأوروبا كمادة مسمدة للتربة وقاتلة للحشرات وتضاف لأعلاف الحيوانات للحصول على إنتاجية أفضل". ويتابع قوله:" أما المخلفات التي تم تسخينها في معزل عن الهواء في فرن خاص فإنها تتحول إلى كربون وهو المكون الأساسي لصناعة الفحم المضغوط والفحم الحيوي الذي يضاف للتربة لتحسين خصوبتها". وينتج عن هذه العملية ثلاثة مخرجات رئيسة بحسب زايد، وهي الفحم الحيوي المستخدم عالميا في تخصيب التربة، وخل الخشب وهو أحد سوائل تقطير الفحم ويستخدم في الزراعة والأعلاف، والفحم المضغوط المستخدم للتدفئة والشواء ويتميز بأنه سريع الاشتعال ويدوم لفترة أطول، بالإضافة إلى بودرة الفحم والقطران. ويسعى إلى صناعة الفحم النشط الذي يعد أحد أهم المنتجات العالمية المستخدمة في عالم الصناعة، بحسب قوله. وأكد المهندس زايد على أن الفحم الحيوي يتميز بأنه سريع الاشتعال ولا يحتاج للتهوية، وصحي وصديق للبيئة وذلك لأنه يحتوي على القطران الضار بالصحة حيث يتم التخلص منه برفع درجة التفحيم الى 500 درجة مئوية. ويشار الى أن المشروع مثل بارقة أمل بالنسبة لقطاع غزة الذي يعاني نقصا في المحروقات، وقال:" نقدم بدائل طبيعية للوقود الصلب وتنمية البيئة المحلية بالمكونات الطبيعية الخالية من المخاطر، بالإضافة الى أنها تفيد غزة المنهكة ليس من الحصار ولكن من المبيدات الحشرية المسرطنة والقاتلة واللامبالاة من استخدام تلك المبيدات بشكل مُفرط". وعلى الرغم من توفر المادة الخام المستخدمة في الإنتاج محليا، وحرص المهندس زايد على تصنيع ماكينات الإنتاج بنفسه، إلا أنه عانى من بعض العقبات في القطاع وأبرزها مشكلة الكهرباء، ويقول زايد:" نحتاج إلى كهرباء بقيمة 3 فاز لتشغيل مطحنة المادة الخام، وهذا مكلف بشكل كبير"، بالإضافة إلى غياب التمويل للنشاطات التطويرية المستمرة للمشروع. وكان أسس مصنعه الخاص للبدء بتزويد السوق المحلي بالمنتج، لكنه تعرض للقصف خلال العدوان الأخير على قطاع غزة في تموز 2014، الأمر الذي أعاق تسويق الفحم في الوقت المزمع. وبين زايد أنه يحاول إعادة تأهيل مصنعه، مستفيدا من منحة مالية يقدمها مشروع"بذرة" لدعم وتمكين المشاريع الريادية الناشئة والصغيرة. ويذكر أن مشروع "بذرة" تنفذه حاضنة الأعمال والتكنولوجيا في الجامعة الإسلامية، ويسعى المشروع إلى دعم الشركات الريادية الناشئة والصغيرة الخاصة في المجتمع الفلسطيني، من خلال تمويلها من البنك الإسلامي للتنمية في جدة عبر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي "UNDP " من خلال برنامج التمكين الاقتصادي "DEEP". |