وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الرئيس: متحف عرفات شاهد على الوفاء ونبراس للاجيال

نشر بتاريخ: 09/11/2016 ( آخر تحديث: 10/11/2016 الساعة: 08:30 )
الرئيس: متحف عرفات شاهد على الوفاء ونبراس للاجيال
رام الله- معا- افتتح الرئيس محمود عباس، مساء اليوم الأربعاء، متحف الشهيد الخالد ياسر عرفات، بحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، والأمين السابق نبيل العربي، ورئيس مجلس أمناء مؤسسة ياسر عرفات عمرو موسى، وممثل الأمين العام للأمم المتحدة "نيكولاي لادينوف"، ورئيس الحكومة د. رامي الحمد الله.
وقال الرئيس أبو مازن في كلمة له في افتتاح المتحف: ها نحن اليوم، نلتقي لافتتاح متحف الأخ الشهيد الرمز، والقائد الراحل ياسر عرفات؛ وإن ما يبعث على البهجة أن نرى هذا الإنجاز الكبير، الذي أصبح حقيقة مجسدة، يحافظ على إرث نضالي كفاحي لرجل عظيم، نعم، هنا على الأرض التي شهدت حصار أبي عمار، وصرخته المدوية، التي أطلقها من قلب الحصار في وجه المحتلين: "يريدوني إما أسيراً أو طريداً أو قتيلاً، لا أنا أقول لهم: شهيداً شهيداً شهيداً" هكذا كان أبو عمار دائماً شجاعاً مقداماً وأبياً، وهكذا مضى إلى جنات الخلد، رحمه الله.

وأضاف الرئيس: سيبقى هذا المتحف، وبما يحتويه من متعلقات الشهيد الرمز أبي عمار، شاهداً على الوفاء، وهديةً ونبراساً لأجيالنا القادمة، لتتعرف من خلاله على تاريخ واحد من أعظم رجالات فلسطين والعالم في القرنين العشرين والحادي والعشرين.
وتابع: أود أن أجدد القول هنا، بأننا على العهد محافظون، وسنظل متمسكين بثوابتنا الوطنية التي أرساها المجلس الوطني الفلسطيني في دورة إعلان الاستقلال عام 1988، ندافع عن حقوق شعبنا ومقدساتنا، ونراكم الإنجازات على طريق قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية.
وقال: يسرني ويشرفني في هذا المقام أن أعبر باسم شعبنا الفلسطيني، عن عميق الشكر والتقدير لمجلس أمناء مؤسسة ياسر عرفات، الذين بفضل جهودهم، وعملهم المخلص، ومثابرتهم، جرى تشييد هذا الصرح؛
من ناحيته، قال رئيس مجلس إدارة مؤسسة ياسر عرفات، د. ناصر القدوة إن متحف ياسر عرفات يقدم لشعب فلسطين والعالم رواية الحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة من خلال سيرة ياسر عرفات، بما يخلق فضاء ثقافيا حياً، من خلال معروضاته ملتقى يجسر بين الماضي والحاضر بصيغة تفاعلية، وهو في تكامل مع الضريح والمسجد ليبقى إرث ياسر عرفات، يأمه العالم ليشاهدوا ويتفاعلو مع حكاية شعب وسيرة قائد.
وأضاف د. القدوة: نؤكد وفاءنا ونجدد عهدنا للقائد المؤسس، والاحتفاء بهذا الانجاز وهو المتحف الذي سيكون مفتوحاً لأجيال الجديدة.
من ناحيته، قال موسى عمرو، إن ياسر عرفات كان شخصية فريدة، كان قائداً كبيرا وصامداً عظيما وشهيدا كريماً، وعلينا أن نسير على درب الوصول إل حل عادل للقضية الفلسطينية.

وأضاف موسى: نحن هنا جميعا لنحيي اسم قائد فلسطيني تاريخي، ولنؤكد لكل هؤلاء الذين قالوا أن القضية الفلسطينية قد تراجعت، لنقول لهم إن هذا لن يحدث، لأنها قضية الضمير الوطني لكل المنطقة.
وتابع: كلنا يدعو إلى وحدة الصف الفلسطين، ووحدة الصف العربي وراء الصف الفلسطيني، وأن نأخذ في الاعتبار أن لهذه اليوم فهناك تغير كبير في الدول العظمى بأنه ربما يحمل المستقبل بذور تغيير في السياسة المستقرة منذ عقود، بأن تحل الأزمة، لأن الوقت حان لنتخلص من افة إدارة الأزمة.
وأضاف: هناك فرصة، إنما هذه الفرصة لا يمكن أن تتأتى على حلها إلا إذا بدأنا بحل مشاكلنا كعرب، فهذا القرن وما يحمله من تغييرات، فعلينا أن نعيد بناء واقعنا العربي، وموقف عربي يتعلق بالمنطقة ومستقبلها وبحل القضية الفلسطينية.
من قبله، قال نيكولاي لاديناف، ممثل الأمين العام للأمم المتحدة: قبل 12 عاماً فقدنا شخصاً عظيما يهتم العالم به، أخذ شعب من اللاجئين إلى أمة تريد التحرير، كرس حياته لتحرير شعبه من الاحتلال، ياسر عرفات ألهم الفلسطينيين بأنهم يمتلكون القدرة على إنشاء دولة فلسطينية قابلة للحياة، واعترف بإسرائيل وبدولتين تعيشان جنباً إلى جنب مع إسرائيل.
وأضاف: نقترب من الذكرى الخمسين للاحتلال، نصطدم بالتمديد الاستيطاني، وانعدام التسامح والتطرق، ونحن مقتنعين بإقامة دولة فلسطينية، فالأمم المتحدة ملتزمة بدعم شعب فلسطين وجهوده لإقامة دولته، وأدعوكم إلى تحقيق أمنياته بإقامة الدولة الفلسطينية.
أما أحمد أبو الغيط فقال: ليس بعيداً عن هنا عاش عرفات محاصراً في غرفته لمدة 3 سنوات كاملة، قضاها المقاتل النبيل صامداً رافضاً أن ينكسر أمام جبروت القوة، عارفاً أن البطش لا يصنع حقاً، مؤمناً أن التاريخ سيقول كلمته الأخيرة، وهكذا يقولها اليوم.
وأضاف: مررت على الغرفة التي شهدت هذا الصمود الاسطوي، السرير الذي احتضن الجسد المنهك، حائط لم يسلم من الرصاص والقنابل، كل هذا كان شاهداً على سيرة مناضل عربي كبير، هذه التفاصيل والمقتنيات في المتحف التي جمعت من كل حدب وصوب، تروي قصة شعب، نتبع رحلة الوطن في تاريخ الوطن، الوطن الذي عاش من أجله ومات من أجله، بإمكان الاحتلال أن ينزع الأرض وأن يهدم البيوت ويقتل وبحاصر ويقتل، وليس بمقدرته أن يمحو المسيرة والذاكرة ويقتل القصة والحكاية.
لا يبكي على الاطلال بل يخلد الذكرى ليست الأمنة الفلسطينية سوى مجموعة من الذكريات المشتركة، صيانة الذاكرة هو جسر تعبر عليه الأمة للوصول إلى الدولة، ليبقى الشعب كما قال عنه عرفات يا جبل ما يهزك ريح.
وأضاف: ما زال عرفات حاضراً معنا وفينا، وفي شخص شريكه في الكفاح أبو مازن، وتحمل المسؤولية التاريخية في ظرف صعب، ولم يخذل الشعب الفلسطيني، حمل الراية بشرف وتجرد وفي النضال الطويل، فهذا المتحف يحمل رسالة إلى العالم بأن الشعب الفلسطيني سيظل يحمل الذكرى ويوم قريب سيعيش هؤلاء الأبناء في وطن محرر، وطن بلا مستوطنات ولا مداهمات، انذاك سيذكر كل طفل أن عرفات ورفاقه هم من جعلوا هذا اليوم ممكنا.
وقام الرئيس برفقة العربي وموسى وأبو الغيط والحمد الله والقيادة بقراءة الفاتحة على روح الشهيد الزعيم ياسر عرفات، ثم قاموا بجولة داخل متحف الشهيد ياسر عرفات.

يعد متحف الشهيد ياسر عرفات أكبر تجمع لوثائق وصور وتسجيلات صوتية ومرئية ومقتنيات، تروي حقائق وتفاصيل عن تاريخ القضية الفلسطينية منذ عام 1900 وحتى عام 2004.
شيد المتحف بمساحة بناء تقدر بـ2600 متر مربع، وبطوابق 3، بأموال فلسطينية دون دعم خارجي، ويضم وثائق ومراسلات وملاحظات شخصية وأوامر عسكرية وكل ما أمكن من وثائق للرئيس الشهيد، إضافة إلى 10 آلاف صورة متنوعة لأبو عمار تم اختيارها من كم لا حصر له من الصور.
كما يضم قسم فيديو يحتوي على أكثر من 3500 تسجيل تراوح ما بين مدة ثواني إلى أفلام وتسجيلات وثائقية طويلة المدة، إلى جانب مقتنيات شخصية من ملابس وإبرة خياطة ونظارات وأقلام وهدايا للرئيس الشهيد، جمعت مشوار حياته على امتداد أماكن تواجده ما عدا قطاع غزة، حيث لم تفرج "حماس"، حتى اللحظة عن مقتنيات أبو عمار.
ويضم المتحف أيضا مكتبة الكترونية وسمعية وورقية كبيرة، وقاعة عرض متنقل ستعرض بشكل دوري أعمال مبدعين وفنانين، إلى جانب زاوية "لأنسنة" الحركة الأسيرة عبر عرض الجرائم التي تعرض لها 175 من شهداء حركتنا الأسيرة منذ 1967 وحتى 2014، إضافة إلى زاوية تعرض أهم إبداعات أبناء شعبنا من شعراء وكتاب وصحفيين، وغيرهم.