|
صباح الخير، إليكم حساب التويتر للجيش الإسرائيلي
نشر بتاريخ: 10/11/2016 ( آخر تحديث: 10/11/2016 الساعة: 01:57 )
بقلم: جدعون ليفي
هآرتس 2016/11/6 ترجمة: أمين خير الدين مادا نسمي النظام الذي تخطف قوّاته الناس من أسرّتهم كل ليلة؟ بماذا نصف الاعتقالات الجماعيّة بلا أمر قضائي؟ كيف نعرِّف التفتيش الوحشي في البيوت في أنصاف الليالي؟ بعضه بلا هدف سوى تدريب القوّات؟ ماذا نسمي هذه العمليات التي ينفّذها ج.د.ا. وحرس الحدود وجهاز المخابرات (الشاباك) كلّ ليلة؟ ماذا نسمّي الدولة التي ينفِّذون باسمها – ديمقراطيّة، فريدة من نوعها في الشرق الأوسط؟ نتذكّر أنظمة دكتاتوريّة ، نتذكّر المجالس العسكريّة في أمريكا اللاتينية، نرتعب من تركيّا — إليكم الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربيّة.ليلة بعد الأخرى، على بُعْد ساعة من بيوتكم. يورِد ج.د.ا. صباح كل يوم في حسابه التويتر ما اقترفته يداه كلّ ليلة، بشيء من التباهي: "اعتقلت قواتنا الليلة مطلوبين، متهمين بالمقاومة الشعبيّة، وبالإخلال بالنظام، وبالعنف. وقد حُوِّل المعتقلون لقوات الأمن للتحقيق معهم". مطلوبون، مقاومة شعبية، إخلال بالنظام – لغة مُنَمَّقة وساخرة، بالأحرف الأولى، صبيانية، كأنها تحفظ الأسرار، النّص واحد، بلا أسماء أو أية إشارة إنسانية أخرى للمخطوفين. كالصياد الذي يفرش في الصباح مكاسبه الليلية للفرجة، هذا هو ج.د.ا. 23 معتقَلا بليلة واحد، وفي الليلة السابقة 14، وقبلها 10، وفي الليلة التي سبقتها 11. لا تمرّ ليلة دون اعتقالات، مَنْ هم؟ ماذا عملوا؟ من يهتم. لا أحد. كلّهم "مقاومة شعبيّة" وكلهم تحت أيدي قوّات الأمن. أحيانا يتشدّقون: "اقتحمت قواتنا الليلة منزلا، ومخزنا استُعْمِلا لتحضير المتفجّرات" مواد متفجّرة؟ منزل؟ مخزن؟ بأيّة صلاحيّة – نابلس منطقة Aلكن مَن يفتش عن الجزئيات. أحيانا جشع مادي: "خلال عملية لقواتنا في لواء عصيون وضعت يدها على آلاف الشواقل المُعَدّة لتمويل عمليّات إرهابيّة، فحوّلتها لقوّات الأمن" وأحيانا بمبالغة مؤكّدة: "كذلك اعتقلت قوّات الكتيبة اللوائيّة إفرايم مُخِلاّ بالنظام، متّهما بالإخلال بالنظام وبأعمال عنف ضدّ قوّاتنا قبل شهرين حينما تسلّق سيّارة، سُلِّم لقوّات الأمن للتحقيق "تسلّق سيّارة". أنضحك؟ أنبكي؟ لا شيء يضحك في هذه الأعمال، مَن يعرف معناها. تتقطِّع أحشاءه، مئات البشر يعيشونها بخوف دائم، أطفال يبوّلون في أسرّتِهم، آباء لا تغْمُض لهم عين من الخوف، يقتحم الجنود البيوت يفجرون الأبواب، قبل أن تعرف ماذا يجري، عشرات الجنود المسلّحين، أحيانا مُقَنّعين، يقتحمون بيتك، غرف النوم،غرف الأولاد، المنافع، هكذا يبدأ كابوس التفتيش والاعتقال، بلا أيّ تفسير أو أمر قضائي. أحيانا يُخْرِجون أفراد العائلة للشارع، دون أن يسمحوا لهم بارتداء ملابسهم، أحيانا يضربون الأب أمام أبنائه، أكثر من مرة حطّموا الأثاث، كل ذلك مُرْفقا بالإذلال والعربدة. في الخارج يطلقون الغاز على الجيران، إنها صدمات مؤلمة نفسانيّا لكل إنسان، ليس ثمّة فلسطيني لم يمر بها، ليس ثمّة إسرائيلي يمكنه أن يتخيلها، مرّة أمضيت ليلة في مخيّم جنين، وعندما اقتربت قوّات ج.د.ا. إلى البيت الذي كنت فيه، كادت روحي أن تفارقني، لم يدخلوا البيت، لكنني لن أنسى لحظات الخوف التي مررت بها، هكذا يبدأ الكابوس، بعد ذلك يُعتَقل "المتّهم" مقيّدا مغمض العينين، يُقاد إلى التحقيق الذي لا أحد يتنبأ بانتهائه. قد يمتدّ أسابيع، يتخلله إذلال وتعذيب.أحيانا بلا سبب، خلال سنوات الاحتلال اعْتُقِل ما يقارب مليون فلسطيني. مليون فلسطينيّ تقريبا. أعلنت وكالة الأنباء الفلسطينيّة "معا" الأسبوع الماضي، بناء على تقرير الأمم المتحدة أنه في الفترة بين 4 -- 17 من تشرين الأول قام ج.د.ا. بِ- 178 اقتحاما ليليا، تقريبا 14 اقتحاما كلّ ليلة، مع أن هذه الفترة تُعْتبر هادئة نسبيا، باستثناء الأعمال الفرديّة والتي لا يمكن لأيّة عمليّة اقتحام منعها. فتاة تريد الانتحار لا تُعْتًقَل في الليل، رهبة الليل قد تدفع آخرين على القيام بأعمال يائسة. كلّ ليلة، وأنتم نائمون، بعد كلّ هذا ثمة إسرائيليون يدّعون – بغبائهم أو بوقاحتهم – أنّ الاحتلال قد انتهى، أو على الأقل تُعْتَبَر مناقشته مملّة. 2016/11/6 |