مكافحة الفساد والمرأة العاملة بصدد إعداد استراتيجية لمكافحة الفساد

رام الله- معا- اختتمت اليوم هيئة مكافحة الفساد وجمعية المرأة العاملة للتنمية دورة تدريبية والتي استهدفت القيادات النسوية ومندوبات عن مجالس الظل لهيئات الحكم المحلي من عدة محافظات وذلك تحضيراً لإعداد استراتيجية نسوية لمكافحة الفساد حيث عقدت الدورة على مدار ثلاثة أيام.
كان لرئيس هيئة مكافحة الفساد أ. رفيق النتشة كلمة ترحيبية في اليوم الاول من الدورة والتي عبر فيها عن امتنانه وتقديره للمرأة الفلسطينية التي جاءت من عدة مناطق في الضفة الغربية للمشاركة في هذه الورشة وقال:" نحن نعوِل عليكن لأنكن ربات أسر ولبنة بناء مجتمع نظيف عميق يضرب فيه المثل في العالم". مشيرا الى أن الرجولة تأتي من المبادئ وليس من النوع الاجتماعي، وشدد على ان القوانين الفلسطينية لا تميز بين الرجل والمرأة في معظمها حيث كفل القانون المساواة في تكافؤ الفرص. مضيفاً أن هيئة مكافحة الفساد عملت منذ نشأتها مع كافة القطاعات الشبابية والمؤسسات الرسمية والمدنية والقضاء ورجال الدين ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات التي تدعم الشباب والمرأة لنشر مفاهيم النزاهة والشفافية.
واكد النتشة على أن قانون مكافحة الفساد واسع النطاق حيث تشمل الصلاحيات فيه كافة الافراد من أصغر الموظفين الى رئيس الدولة الفلسطينية، مشيراً الى انه تم التحقيق مع العديد من الشرائح والمستويات من الخاضعين لقانون مكافحة الفساد وان الهيئة تلقت الكثير من الشكاوى، مؤكدا في ذات السياق بأن الهيئة لا تدين أحداً ولا تبرئ أحداً وإنما تبحث في القضايا وتحقق بها ومن ثم تحولها الى القضاء للبت فيها.
واختتم النتشة قوله بمقولة مأثورة عن الصحابي عمر رضي الله عنه "اصابت امرأة وأخطأ عمر"، لما لهذه المقولة من التقدير لمكانة المرأة ومساندتها للرجل في كل المناسبات .
من جانبها ثمنت نوال الخليلي عضو الهيئة العامة لجمعية المرأة العاملة على دور هيئة مكافحة الفساد وأكدت انه من خلال هذا العمل الدؤوب والتعاون المشترك مع هيئة مكافحة الفساد سوف يتم محاربة الفساد يداً بيد.وقالت الخليلي "نحن نرحب بعقد مثل هذه الورش التي من شأنها توعية المرأة وتعزيز مبادىء الشفافية والنزاهة والتي لا يمكن الحديث عنها من دون ربطها بالنوع الاجتماعي كونه ديناميكية وجزء مهم من اركان دولة ديمقراطية ".
أما آسيا القواسمي مدير عام لــHRD للاستشارات والتدريب عبرت عن شكرها لكل من هيئة مكافحة الفساد وجمعية المرأة العاملة لإتاحة الفرصة لها لتكون جزءاً في اطلاق هذه الاستراتيجية النسوية لمكافحة الفساد التي من المتوقع مسودتها الأولى ان تكون جاهزة بعد 20 يوما بعد مرورها بالعديد من المراحل كاللقاءات التشاورية مع منسقات مجالس الظل العاملات في جمعية المرأة العاملة في كافة محافظات الوطن.
وتخلل اللقاء العديد من أوراق العمل حيث عرضت هيئة مكافحة الفساد ورقتين، تناولت الاولى "القانون الناظم لعمل هيئة مكافحة الفساد وتفسيرات القانون"، لا سيما فيما يتعلق بجرائم الفساد والأشخاص الخاضعين لأحكام القانون بالإضافة الى الاختصاصات والصلاحيات والاجراءات المتبعة لدى الهيئة، وما يتعلق بالشكاوى والبلاغات المقدمة، والابلاغ والشبهات بجريمة الفساد والحماية القانونية والوظيفية والشخصية والشهود والمبلغون والعقوبات التي نص عليها قانون مكافحة الفساد وصولاً لإنفاذ القانون، قدمها أ. مازن اللحام رئيس قسم الاستشارات القانونية في الهيئة.
اما الورقة الثانية عرضها مدير عام التخطيط في الهيئة حمدي الخواجا بعنوان 'الاستراتيجية النسوية لمكافحة الفساد ودور مجالس الظل والقيادات النسوية في تنفيذها والمهام التي تقع على عاتقهن ومنها الجمعيات والاتحادات، وركز على أهمية السياسات والممارسات في تعزيز الشفافية والنزاهة.

أما التدريب الفني فقد درب عليه كل من إياد عناب ومحمود كراجة من شركة HDR، حيث شملت المادة التدريبية ،على عمل مندوبات مجالس الظل والقيادات النسوية وعن توقعاتهن من هذه الاستراتيجية النسوية لمكافحة الفساد من المنظور النسوي ،مفاهيم عن التخطيط الاستراتيجي وكيفية بناء وتطوير خطة عمل سنوية تساهم في تحقيق أهداف هذه الاستراتيجية.
وفي اختتام الدورة، قام رئيس هيئة مكافحة الفساد رفيق النتشة وآسيا القواسمي مدير عام لــHRD للاستشارات والتدريب، بتسليم الشهادات على المشاركات في هذه الدورة.