|
سفارتا فلسطين في فرنسا واليونسكو تعقدان ندوة بذكرى استشهاد ابو عمار
نشر بتاريخ: 10/11/2016 ( آخر تحديث: 12/11/2016 الساعة: 10:08 )
باريس- معا- نظمت سفارتا فلسطين لدى فرنسا واليونسكو ندوة حول حياة القائد ياسر عرفات في الذكرى 12 لاستشهاده، وذلك في قاعة الشهيد رفيق الحريري في معهد العالم العربي بباريس.
وحضر الندوة المدير العام لمعهد العالم العربي السيد معجب الزهراني، وعدد من السفراء العرب والاجانب، وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ الفرنسيين، وحشد من أصدقاء فلسطين وأبناء الجالية العربية والفلسطينية في باريس. وبدأت الندوة بالنشيد الوطني الفلسطيني، ثم افتتحها السفير إلياس صنبر مقدما الكلمة للسفير سلمان الهرفي سفير فلسطين في فرنسا الذي تقدم بشهادة تاريخية حول أهم المراحل التي مرت بها مسيرة فلسطين والتي تماهت تماما مع سيرة الشهيد الرئيس ياسر عرفات، وأهم التحولات السياسية التي طرأت على هذه المسيرة. واستذكر الهرفي محطات الأردن ولبنان وحصار بيروت، وفترة تونس، كما تحدث عن العلاقات التي جمعت ياسر عرفات بعدد من الرؤساء والقادة العرب وموجات الصعود والهبوط في هذه العلاقات، وخاصة النتائج التي أفرزتها اتفاقيات كامب ديفيد، ودور ياسر عرفات في محاولة رأب الصدع العربي الذي أفرزته هذه الزيارة. وتحدث عن العلاقات التي نسجها ياسر عرفات مع جميع حركات التحرر في العالم، ومع الدول الاشتراكية والشيوعية السابقة، ومع دول غربية خاصة فرنسا، مركزا على العلاقات التي أقامها الرئيس الشهيد مع دول القارة الافريقية خاصة وأن السفير الهرفي كان مستشارا للشهيد في الشؤون الافريقية. وأشار الباحث والأستاذ الجامعي الفرنسي جان بول شانيولو الى أهم سمات مسيرة ياسر عرفات والتي بدأ بمتابعتها في سنوات السبعينيات، خلال فترة دراسته والتي قادته الى بيروت حيث كان مقر الزعيم الفلسطيني الراحل. وأشاد شانيولو بشجاعة وجرأة وواقعية ياسر عرفات، وقدرته الخارقة على إبداع الحلول لكل الأزمات التي مرت بها الثورة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية. وأكد شانيولو على أنه كان واثقا عند لقائه الأخير بالرئيس عرفات في المقاطعة في رام الله عام 2003، أنه قادر على أن يجترح حلا للمأزق السياسي خاصة بعد أن توجه شعبه بطلا لمرة أخرى بعد عودته من مفاوضات كامب ديفيد واندلاع الانتفاضة الثانية، والحصار الأخير الذي تعرض له ياسر عرفات من قبل جيش الاحتلال الاسرائيلي. الا أن القدر هذه المرة كان مفاجئا برحيل الرئيس عرفات للمرة الاخيرة. أما الصحفي المتخصص بشؤون الشرق الأوسط والذي أجرى الكثير من اللقاءات مع ياسر عرفات، حاول إلقاء الضوء على جوانب غير معروفة كثيرا من حياة القائد الشهيد وخاصة المرحلة التي تلت حرب عام 1967 ودخوله الى الضفة الغربية متخفيا لتنظيم خلايا المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي. وأورد باكمان شهادات فلسطينيين عملوا مع ياسر عرفات في هذه الحقبة، متحدثا عن خلية كاملة لم يستطع الاحتلال الاسرائيلي كشفها أبدا، وبها أعضاء من عائلة مقدسية هي عائلة جولاني، والتي وفرت لأبي عمار سيارات للتنقل يقودها بعض أفراد هذه العائلة، وأن أحد أفراد هذه العائلة، بحسب باكمان، تحدث عن كيفية تنقل عرفات متخفيا بلباس راعي أغنام او راهب او حاخام او حتى امرأة، ومروره عبر الحواجز الاسرائيلية وأحيانا الأحاديث التي دارت بينه وبين الكثير من الاسرائيليين والتي كان يبتغي منها الحصول على أكبر كمية من المعلومات التي تفيد العمل الفدائي في تلك الفترة. وختم الندوة السفير الياس صنبر سفير فلسطين لدى اليونسكو، بكلمة حول لقاءاته المتعددة بالشهيد القائد، مؤكدا على أن الشهيد ياسر عرفات كان من أكثر الفلسطينيين تحسسا لآلام شعبه، وأنه لا يهمه سوى أن يكون الى جانبهم، مضيفا أن عرفات كان يخترق أي حصار ليكون داخله مع المحاصرين، وأنه أبدى شجاعة كبيرة مخاطرا بنفسه جسديا، ما يرفع من معنويات من كانوا معه. ودلل السفير صنبر على هذه بتواجد ياسر عرفات دائما في الخطوط الأمامية خاصة في حصار بيروت، حين كان عرفات يتنقل من موقع لآخر على محاور القتال غير آبه بالخطر المحدق بحياته، واهتمامه بكل شيء من أبسط شؤون الحياة في ظل الحصار الى أعقد عمليات التفاوض والمسارات السياسية. وأنهى السفير صنبر كلمته بقراءة ترجمته الفرنسية للمرثية الرائعة التي كتبها الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش لروح الشهيد ياسر عرفات. |