|
في الذكرى يتجدد السؤال ... من قتل الزعيم ياسر عرفات ...؟؟
نشر بتاريخ: 13/11/2016 ( آخر تحديث: 13/11/2016 الساعة: 10:11 )
الكاتب: يونس العموري
مرة اخرى يُثار الجدل، بذات السؤال المطروح منذ رحيل الرئيس الشهيد ابو عمار، ويأتي هذا السؤال مضخما هذه المرة مع تصريحات الرئيس ابو مازن الذي قال خلال كلمته بفعالية إحياء الذكرى ال12 لاستشهاد الرئيس الراحل ياسر عرفات، بأنه يعرف من قتل الرئيس الراحل ياسر عرفات “أبو عمّار”.
وقال الرئيس عباس، “التحقيقات في استشهاد أبو عمار مستمرة، وسنبقى حتى كشفهم، ولو سألتموني أنا أعرف، لكن شهادتي لا تكفي”، مشددًا على أنه لا بد للجنة التحقيق أن تصل، وفي أقرب فرصة ستأتي النتيجة، مضيفا “ستدهشون من الفاعل”. وهنا نقول ان الغموض ربما ازداد ولطالما ان رأس هرم النظام الفلسطيني الرسمي يعرف فلماذا لا نعرف كجماهير شعبية من حقها ان تعرف، ولطالما ان الرئيس يعلم فلماذا لا تتم قنونة هذه المعرفة بالإطار القانوني الجنائي وبالتالي يُصار الى الأعلان رسميا وفقا للإرادة القانونية ..؟؟ وكأننا ندور بالحلقة المفرغة كل عام وعندما يقترب موعد للذكرى ونحاول احياءها تمر هذه الجعجعة المفرغة من المحتوى ... ونحاول ان نمارس عويلنا ونحيبنا ونكرر السؤال ... وكأننا بذلك نكون قد عملنا ما علينا من واجب اتجاه الذكرى، وهو السؤال الذي يقض مضاجع الجميع! من قتل الرئيس...؟؟ سؤال ما زال صداه يتردد كلما اقتربنا من جوهر الحقيقة .. ولربما لا يُراد لنا ان نعلم وان نعرف حقائق الأشياء ومكامنها، لئلا نكتشف خبايا الأمور ودهاليز مسار المؤامرة ومحطات التأمر وتلك الأيدي التي ما زالت تمعن بفعل التخريب وممارسة العبث الممنهج بحق الوطن وقضيته ليكون التلاعب بمصير الشعب وحقوقه أسهل.... من قتل الرئيس ..؟؟ سؤال ما زال يقض مضاجعنا ولا يمكن ان يستوي تاريخنا المعاصر دون ان تتم الإجابة عن هذا السؤال، وليس المقصود بالسؤال فعل القتل بحد ذاته... فالكل يعلم ان اسرائيل هي من اغتالت القائد الرئيس ياسر عرفات... وكان ان أُتخذ القرار حينما عرفوا وتيقنوا ان للرئيس مسار معاكس تماما ورغبتهم بإحالته الى قرضاي فلسطين الجديد، وان ما حاولوا ان يفرضوه عليه سقط على صخرة صموده الأسطوري في عقرالبيت الأمريكي (في منتجع كامب ديفيد) بصيف العام 2000 وان هذا الرئيس هو من يستطيع ان يزلزل الأرض تحت أقدام الغزاة من خلال الفعل النضالي الكفاحي المحسوب الخطى، وإن اراد فبمقدوره ان يحرك دفة العمل السياسي وفقا لإتجاهات الريح حتى يكون الإبحار أمنا سليما.... ادركوا ان للرئيس خطوط حمراء لا يمكن ان يقفز عنها ولا يسمح لأحد بالقفز عنها ويعلم كيف من الممكن ان يتعامل والمتغيرات الفارضة لذاتها... عرفوا عنه الكثير وعرفوا انه الصلب في مواجهة المصير، وحينما اقتربت ساعة الحسم الفعلية لحقائق الأمور على أرض الواقع قال كلمته التي أذهلت كل من كان يراهن على ياسر عرفات بالخنوع والسقوط بحبائل التأمر الإسرائيلي الأمريكي... حيث اللا المدوية حينما اطلقها بوجه كلينتون وباراك حينها، واستدراكا للحظة قيل له الا تعلم انك بحضرة الزعيم الأول في العالم..؟؟ وكيف لك ان تقول اللا هذه...؟؟ تلك اللا التي لا تستوي وابجديات الفعل الدبلوماسي المعاصر... بل انها تعتبر بالعرف السياسي في ظل عصر العولمة والواقعية السياسية الجديدة دربا من دروب الخيال لا تستوي الا في ظل حالة المُنتصر... وياسر عرفات كان بشعر دائما انه المُنتصر لطالما ان فعل التفريط والتسليم بما يريده حكام الدولة العبرية لم يتحقق... ولطالما ان تجاذبات القضية الفلسطينية وارتداداتها تؤثر بفعل الإستقرار الإقليمي وانها ما زالت واحدة من اهم بل ومن اعقد قضايا المنطقة وان ما يسمى بفعل الأمن والإستقرار في المنطقة لا يمكن ان يستوي لطالما أن المسألة الفلسطينية على حالها وحيث ان الرئيس ياسر عرفات كان مدركا لهذه الحقيقة فقد اعتبر نفسه (وهذه حقيقة) يملك اوراق اللعبة السياسية وبالتالي فأنه يمسك بزمام المبادرة ومسيطر على قوانين الصراع ويحركها وفقا لتطورات وتفاعلات الأحداث الدولية والإقليمية محاولا الإستفادة بشكل براغماتي من كل ما من شأنه الإسهام في خدمة المسألة الوطنية بالدرجة الأولى. وحيث انه قد دخل عش الدبابير (الفعل السياسي الدولي) من خلال البوابة الأمريكية والتي أضحت اللاعب الأساسي والأول في العالم في ظل عصر القطب الأحادي الطرف والفارض لقوانين وشروط السياسة الدولية ومحركاتها وخنوع الكل الإقليمي لإرادتها وتنفيذ محدداتها خدمة لراعي بلاد العم سام ومصالحه بالمنطقة التي تتوافق وتتقاطع ومصالح تل ابيب ومن يقف على هوامشهم. بل ان رجال اعتقدوا انهم يمثلون الرأي الأخر لرأي الزعيم في البيت الفلسطيني حاولوا ان يتساوقوا واردة البيت الأبيض الجديدة وبالتالي وارادة حكام تل أبيب قد عاكسوا ياسر عرفات حينها... و قيل ان ياسر عرفات قد اخطأ وما كان له ان يقول تلك اللا... وان هذه اللا قد جرت الويلات على القضية الفلسطينية وشعب الضفة والقطاع محاولين ان يتمظهروا بمنطق الرأي الأخر وان الإختلاف لا يفسد للود قضية. وفي محاولة مفضوحة ومكشوفة استمر الـتآمر على القائد فمرة من خلال تقويض صلاحياته واخرى من خلال سحب البساط من تحت اقدامه وتارة بإدخال تعيينات جديدة في النظام السياسي الفلسطيني وإستحداث مناصب سيادية تقوض سياسات الرئيس.... بل ان الأمر قد وصل الى تضخيم مؤسسات رسمية وجعلها بما يوازي دويلات داخل النظام الرسمي الفلسطيني على شكل امبرطوريات يقف على رأسها أباطرة جدد تعاكس رؤاهم رؤية عرفات ذاته .... اعتقد ان قرار اغتيال السيد الرئيس قد جاء ادراكا من قبل كل هؤلاء ان فعل القتل سيسهم في إفساح المجال لما يسمى بالواقعية السياسية الجديدة ولإحلال كلمة وفعل اللا العرفاتية ... ولإيقاف مسلسل التأثير بمجريات العملية السياسية على المستويين المحلي والإقليمي من قبل الجانب الفلسطيني بهدف إجبار القيادة الفلسطينية على التعامل والوقائع الجديدة على الأرض للتسليم بما هو مطروح امريكيا وبالتالي اسرائيليا. لقد ادرك صُناع السياسة الأمريكية وبالتالي الإسرائيلية ان ما يسمى بالسياسة العرفاتية قد شكلت عقبة حقيقية على طريق الصناعات السياسية السلامية التسووية للمنطقة التي لا يمكن ان تؤتي ثمارها الا من خلال بوابة فلسطين... فكان لابد من فعل التغييب والترحيل لياسر عرفات وهذا ما كان... الا ان السؤال يعود ليفرض نفسه: من قتل السيد الرئيس..؟؟ والمقصود هنا بفعل القتل عمليا، اي من الذي ساعد وجهز واحكم سيطرة فعل القتل ذاته... ولماذا الحقيقة غائبة..؟؟ ومن هو المستفيد فلسطينيا وحتى عربيا من فعل تغيب ياسر عرفات بالفعل..؟؟ واذا ما نظرنا الى وقائع القضية الفلسطينية بالظرف الراهن ما بعد ياسر عرفات ندرك حجم الكارثة وما آلت اليه قضيتنا الوطنية... ولربما ادعى ان المنهج العرفاتي ما كان ليسمح ان تصل الأمور الى ما وصلت اليه.. حيث تمزيق وتفتيت الوحدة الجغرافية لأراضي السلطة الوطنية الفلسطينية ما بين سيادتين متناقضتين مختلفتين متناحرتين (فتح وحماس) وحيث تراجع مكانة حركة فتح بالأوساط الجماهيرية الشعبية الفلسطينية وتقهقر مكانة الحركة الوطنية الفلسطينية بكل رموزها وتراثها التاريخي ومضامينها النضالية الكفاحية.. ليسهل بالتالي فرض ما يسمى بمشروع التسوية في المنطقة دون ان يكون هناك ما يمكن ان يسمى باللا العرفاتية او التلاعب على المتناقضات من قبل عرفات او تحريك ادوات الصراع الأخرى الجماهيرية والكفاحية التي لطالما استطاع عرفات ان يتعامل معها بحنكة وذكاء وفقا لمعطيات المرحلة. اعتقد ان عملية اغتيال الرئيس عرفات ما كانت لتكون الا في ظل تواطؤ فلسطيني عربي... وبالتالي من حقنا ان نعلم وان نعرف من قتل الرئيس فعليا ومن اشترك وجهز لفعل القتل هذا وبالتالي لإنهيار الواقع السياسي الفلسطيني لتبدو الصورة كما هي عليه الأن.. |