نشر بتاريخ: 13/11/2016 ( آخر تحديث: 14/11/2016 الساعة: 02:07 )
القدس- معا - قالت القائمة المشتركة في بيان عممته على الإعلام: إن سعي عناصر فاشية في الحكومة المتطرفة وبدعم من نتنياهو منع صوت الآذان، انفلات خطير وتعدٍ عنصري على حرية العبادة عموما وعلى الديانة الإسلامية والمسلمين خصوصا.
وادانت القائمة المشتركة أقوال نتنياهو العنصرية خلال جلسة الحكومة والتي وصف فيها الآذان ب "الضجة" وشدد على تأييده لمشروع قانون خفض الآذان بحجة حماية المواطنين من الإزعاج وتطبيق القانون. وأوضحت أن صوت الآذان ليس شريعة وشعيرة دينية فحسب، بل جزء من ميراث وحضارة وثقافة الشعب العربي الفلسطيني، وهذا أكثر ما يقض مضاجع العنصريين، لأنه يذكرهم بهوية الأرض العربية. وأشارت إلى أن الآذان رمز قائم ومتجذر قبل العنصريين وسيبقى يصدح عاليا رغما عن أنوفهم.
وأكدت القائمة المشتركة أن نتنياهو وحكومته وفي سياق تطبيق سياسته العنصرية التحريضية، يحاول وسم المواطنين العرب بتهمة التطرف والكراهية وزجهم في صراع ديني من خلال قانون إسلاموفوبي وقالت؛ "هذا نهج إقصائي واستعماري بطبيعته ضد أصحاب البلاد الأصليين وحضارتهم ووجودهم، تماما كما فعل المستعمرون بحقنا على مر التاريخ".
وحذرت القائمة المشتركة من عواقب القانون، مشيرة إلى أن الهدف الجوهري من القانون ليس الحفاظ على جودة الحياة، بل خطوة أولى لمنع رفع الآذان في المساجد ومنع استخدام مكبرات الصوت لهذه الغاية.
بدوره أدان الشيخ محمد أحمد حسين، المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى المبارك، مناقشة السلطات التشريعية الاحتلالية لقانون منع الأذان عبر مكبرات الصوت، مدعين بأن هذا النداء الرباني يسبب أذى بيئياً، يأتي ذلك ضمن سياسة التعسف والقمع الإسرائيلي والتدخل في شؤون العبادة، والاعتداء على الشعائر الدينية في الأراضي الفلسطينية بأكملها، واستمراراً لسياسة حرق المساجد وهدمها وإغلاقها، وحذر سماحته من تبعات هذه الممارسات الخرقاء التي ستجر المنطقة إلى عواقب وخيمة تتحمل سلطات الاحتلال عواقبها.
وناشد سماحته العالم أجمع بحكوماته ومنظماته ومؤسساته وهيئاته التي تعنى بالسلام وحقوق الإنسان والمقدسات العمل على ثني إسرائيل عما تخطط له من التدخل السافر في شؤون العبادة، ودرء الأخطار المحدقة بها والمسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس والقضية الفلسطينية، والوقوف في وجه آلة العدوان الإسرائيلي التي تمارس أبشع جرائم الحرب ضد أبناء فلسطين ومقدساتها وأراضيها.
وحذر الشيخ من التداعيات الخطيرة لقرار بلدية الاحتلال في القدس بناء ما يقرب من (7000) وحدة سكنية في مستوطنات محيطة بالقدس، مقامة على أراضي المواطنين الفلسطينيين، مؤكداً على رفض أشكال الاستيطان كلها، ومنتقداً الصمت الدولي إزاء هذه الممارسات العدوانية التي يندى لها الجبين، وقال سماحته: إن هذا القرار يفضح سياسة الاحتلال في فرض الأمر الواقع، وتهويد الأراضي الفلسطينية، وإفراغها من سكانها الفلسطينيين الأصليين، ضمن مشروع احلالي يستهدف كامل الأراضي الفلسطينية.
وعبر عن ثقته بأن الشعب الفلسطيني لن يقف مكتوف الأيدي أمام هذا السرطان الاستيطاني، الذي ينتشر في معظم الأراضي الفلسطينية.
من جهته أكد القيادي في حركة فتح رأفت عليان أن الاحتلال يستغل الصمت العربي والإسلامي وضعف الفصائل الوطنية والإسلامية ويسعى إلى تطبيق مخططاته على أرض الواقع من خلال مواصلة الاستيطان واقتحامته المتكررة للمسجد الأقصى وتنفيذ الكثير من المشاريع الاستيطانية لتغير الأمر الواقع في القدس إلى أن وصل الأمر لمنع الأذان في المساجد .
وأشار عليان أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي والتي تستخدم كل وسائلها التنفيذية والتشريعية والقضائية تسعى للوصول إلى المخطط المعلن على لسان الكثير من وزراء نتنياهو والذي يهدف إلى هدم الأقصى المبارك وإقامة الهيكل المزعوم على انقاضه وتنفيذ مخطط 20 20 وتكريس رؤية ما تسمى يهودية الدولة.
وحذر عليان من أن الاحتلال الإسرائيلي قد تجاوز بذلك كل القوانين والأعراف الدولية حتى المتعلقة بحرية العبادة مؤكدا أن الشعب الفلسطيني ولو صمت العرب والمسلمين لن يصمت على مثل هذه القرارات وسيبقى صوت الأذان في كافة المساجد يكبر الله أكبر .
وأشاد عليان بصمود أبناء الشعب الفلسطيني في المدينة المقدسة والذين أثبتوا للقاصي والداني أنهم مرابطون في مدينتهم رغم كل الممارسات الإسرائيلية وان كل الإجراءات التي يسعى إليها الاحتلال في القدس ستواجه بمزيدا من التحدي والصمود والرباط مؤكدا أن المقدسيين تركوا وحدهم في هذه المعركة .
وطالب القيادي في القدس رأفت عليان كافة الفصائل الفلسطينية إلى ضرورة تحمل مسئوليتها إتجاه ما يجري في الأراضي الفلسطينية بشكل عام وفي القدس بشكل خاص وضرورة وضع استراتيجية في مقاومة الإحتلال وقراراته ، كما طالب القيادة الفلسطينية إلى تكثيف الجهود على المستويين الداخلي والخارجي لمواجهة هذه القرارات والتي ستغير من طبيعة الصراع الى صراع ديني مؤكدا على ضرورة تعزيز صمود المقدسيين .
كما طالب عليان كافة دول واحرار العالم إلى تحمل مسؤوليتهم اتجاه القضية الفلسطينية وخاصة ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي في المدينة المقدسة مشيرا أن هذه الممارسات ستجر المنطقة كلها إلى دوامة من العنف وان الاحتلال الإسرائيلي وحده من يتحمل عواقب هذه الإجراءات .
وكانت ما تسمى اللجنة الوزارية للتشريعات في الحكومة الإسرائيلية قد صادقت في جلستها مساء الأحد، على قانوني شرعنة البؤر الاستيطانية، ومنع الأذان عبر مكبرات الصوت خاصة في القدس.