|
أمسية فلكية في جامعة بيرزيت لرصد "البدر العملاق" في سماء فلسطين
نشر بتاريخ: 16/11/2016 ( آخر تحديث: 16/11/2016 الساعة: 11:22 )
رام الله- معا- نظمت دائرة الفيزياء ونادي هواة الفلك في جامعة بيرزيت فعالية لرصد القمر العملاق في سماء فلسطين، وذلك باستخدام التلسكوب المتطور والأول من نوعه على مستوى جامعات الوطن والموجود في مرصد الجامعة "مرصد ميشيل وسنية حكيم"، حيث احتشد عدد كبير من الطلبة والأساتذة والمواطنين المهتمين بالفلك لرصد القمر.
وقد تعددت فعاليات الأمسية التي امتدت بين الرابعة والنصف بعد الظهر وحتى التاسعة والنصف ليلاً لتشمل على رصد للبدر العملاق في سماء فلسطين بواسطة أجهزة التلسكوب المحمولة وكذلك جهاز التلسكوب الثابت والأكثر تطوراً في القبة الفلكية الدوارة في المرصد. وتخلل الأمسية محاضرة عامة حول غرائب النظام الشمسي تلتها مسابقة محوسبة شارك فيها الحاضرون عبر أجهزتهم الخليوية الذكية. وقام طلبة النادي بتقديم عروض تفاعلية حول ظاهرة القمر العملاق وكذلك الحسابات الفلكية وخرائط النجوم والتشابك الزمكاني للكون. يدور القمر حول الأرض في مدار بيضاوي الشكل مما يسبب تغير المسافة بين القمر والأرض خلال الشهر الواحد وكذلك خلال السنة الواحدة. وإذا تزامن وصول القمر إلى نقطة قريبة من الأرض مع كونه في حالة اكتمال الإضاءة (بدر) فيسمَى حينها "القمر البدر العملاق" (Super Full moon) باللغة المتداولة بين العامة، بينما يطلق عليه علماء الفيزياء الفلكية في هذه الحالة إسم "البدر في حالة الحضيض القمري" (Perigean Full moon). وفي حالة "البدر العملاق" فيبدو إتساع البدر للمشاهد على الأرض أكبر بسبب قربه من الأرض وكذلك يبدو أكثر لمعاناً من المألوف. أما عندما يكون البدر في أبعد نقطة له عن الأرض فيسمى حينها "البدر المجهري" (micro full moon) حيث يبدو إتساعه أصغر ولمعانه أقل بسبب بعده عن الأرض. وفي حالة "البدر العملاق"، يقدّر العلماء أن إتساع البدر يبدو للمشاهد على أنه أكبر بحوالي 13% من البدر المجهري وأن لمعانه أكثر بحوالي 30% وذلك بسبب إقترابه من الأرض. ووفقاً للحسابات الفلكية لسنة 2016 فقد وصل القمر إلى أقرب مسافة له عن الأرض يوم الإثنين 14-11-2016 الساعة الواحدة وعشرين دقيقة ظهراً بتوقيت فلسطين حيث وصلت المسافة بين مركز الأرض ومركز القمر إلى حوالي 356509 كم وتعتبر هذه هي المسافة الأقرب التي وصلها القمر خلال دورانه حول الأرض خلال هذه السنة وكذلك خلال التسعة والستين سنة الماضية (لم يصل إلى هذا القرب وهو في حالة بدر منذ العام 1948) وهي أيضاً المسافة الأقرب التي سيصلها القمر خلال الثمانية عشر عاماً القادمة من دورانه حول الأرض (سيصل إلى هذا القرب وهو في حالة بدر في العام 2034). وقد تزامن إقتراب القمر من الأرض مع كونه في حالة إكتمال الإضاءة (بدر) حيث إكتمل القمر بدراً الساعة الثالثة وإثنتين وخمسين دقيقة عصر الإثنين (أي بعد حوالي ساعتين ونصف فقط من وصوله لأقرب نقطة للأرض) وفي حوالي الساعة الخامسة مساءً (أي بعد حوالي ساعة فقط من إكتماله بدراً) وبعد غروب الشمس بدأ القمر بالإشراق لنتمكن من مشاهدته وهو في ذروة إكتماله بدراً وقربه من الأرض، مما يجعل هذا حدثاً فلكياً مميزاً يستحق المشاهدة كما أشارت د. وفاء خاطر أستاذة الفيزياء وأحد المشرفين على نادي هواة الفلك في الجامعة. إجتذبت الأمسية جمهوراً كبيراً من المجتمع المحلي ومجتمع الجامعة حيث زاد عدد الحاضرين عن 600 مشارك تنوعت أعمارهم وإهتماماتهم مع حضور مميز للفلكي الفلسطيني الأول الدكتور حنا ناصر رئيس مجلس أمناء الجامعة وعقيلته. وقد حظيت الأمسية بتغطية إعلامية مكثفة من قبل وكالات الأنباء ومراسلي المحطات التلفزيونية والمصورين المستقلين من داخل الوطن وخارجه. كما وقام مدير إحدى المدارس المشاركة وطلبته ومعلمتهم بتكريم نادي هواة الفلك في الجامعة وتقديم درع شكر لجهودهم في نشر الثقافة الفلكية بين طلبة المدرسة. |