وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

العلاقة بين الامن الفلسطيني والاعلام - قلم حر وبندقية شرعية في خدمة الوطن والقضية

نشر بتاريخ: 10/12/2007 ( آخر تحديث: 10/12/2007 الساعة: 13:49 )
نابلس- معا- نظمت المؤسسة الفلسطينية للإعلام جلسات حوارية حول موضوع الأمن والإعلام في فلسطين، شارك فيها شخصيات أمنية وإعلامية. أدراها الإعلامي غازي أبو كشك. وتحدث في البداية موضحا أن تغييريا جذريا وعميقا حدث في مفهوم المسؤولية الأمنية بحيث أصبح الأمن مسؤولية تضامنية تشارك فيها مختلف الجهات الرسمية والأهلية الفاعلة في المجتمع لتحقيقها.

وقال:"ليس هناك أدنى شك في أن العلاقة بين كل من الأمن والإعلام هي علاقة ارتباطية ، فالإعلام بوسائله المختلفة المقروءة والمسموعة والمرئية يلعب دوراً بارزاً ويؤثر بفعالية في دعم عمل الأجهزة الأمنية على كافة المستويات كما أنه أداة جوهرية في التوعية بعواقب الجريمة ومخاطرها من خلال الأعمال الدرامية الراقية ومن خلال التغطية المباشرة للنشاطات الإجرامية".

وتابع أبو كشك:" من ناحية أخرى فإن الأنشطة الأمنية بكافة أشكالها هي معين لا ينضب تغترف منه وسائل الإعلام بغير حساب".

موضحا أن كل هذا يؤدي بنا في النهاية إلى حقيقة لا لبس فيها وهي ضرورة توثيق العلاقة بين الأمن والإعلام فهما جناحا الأمن والاستقرار في المجتمع وبالتوازي مع ذلك كله يندمج الإعلام في مجتمعنا مع مجموعة من العوامل المؤثرة سواء سلبا أو إيجابيا. ولعل هناك علاقة وثيقة متينة بين الأمن والإعلام في فلسطين فكلاهما سلاحان حديثان على الأقل في الساحة الفلسطينية. فكيف كان مجال التعاون بينهما وهل عمل أحدهما ضد الآخر. وهل يعيش الإعلام الفلسطيني قمع أمني كما يحدث في العديد من دول العالم، كلها مجموعة من الأسئلة نطرحها على المسؤولين وصناع القرار في المجالين الأمني والإعلامي".

علاقة كفتي الميزان بين الأمن والإعلام

يقول الإعلامي ناصر اللحام رئيس تحرير وكالة "معا" الإخبارية أن العلاقة بين الأمن والإعلام كعلاقة كفتي الميزان يجب أن تبقيا متقابلتين ومتعادلتين وإلا اصاب الميزان الخلل وانكفأ.

وأضاف اللحام:"والحقيقة ان الجبهة الداخلية تحتاج الى الامن بنفس القدر الذي تحتاج فيه الى الاعلام وتحتاج الى النوم بهدوء وطمأنينة كما تحتاج الى ان تصحو فتعرف الحقيقة دون ورب او خداع".

موضحا أنه في معظم المجتمعات يحاول الامن منع كفة الاعلام من الارتفاع بحجة التأمر وهو فكر سائد عند معظم الحكومات - ولربما يكون لطبيعة مهنية الامن علاقة من امر, فالامن يكون على الشكّ الديكارتي, كما ان هناك جهات امنية "معادية" لا تتردد في استخدام الصحافة والصحفيين في النيل من الخصم فيقع الصحفيون في حيرة بين اثبات الولاء لمجتمعهم من جهة وبين الدفاع عن روح وشرف مهنتهم وللخروج من هذا المأزق يكون لزاما وجود جسم نقابي فاصل بين ضباط الامن ومواد الصحافة.

ويضيف:" في حال وجود هذا الجسم النقابي يجب ان تلعب ادارة المؤسسات الاعلامية هذا الدور, وبذلك تتعزز في فلسطين اهمية و "خطورة" دور ادارة وسائل الاعلام".

وسائل الإعلام ليست شرطيا
ويبين اللحام بأن وسائل الإعلام ليست شرطيا ليحرر المخالفات هنا وهناك فهذا فهم ميكانيكي للدور, اما الفهم الديناميكي فيتمثل في ان وسائل الاعلام تخلق الاجواء الفكرية المناسبة لعمل الشرطي والامن العام.

وأضاف:" هنا يجب الحذر من النزول بمهنة الصحافة الى مستوى "الخبر" او المخلص لسيده "النظام الحاكم".

ويرى اللحام بأن الصحافة جزء اصيل من العلوم الانسانية، ودورها يتمثل الى ابعد من نقل الخبر وصولا الى صياغة الرأي العام نحو " الافضل".

وقال:"بالتالي فإن ذهاب صحفي سويسري لتغطية احداث ف مقاديشو يجب ان يبقى عملا مقدسا ولا تربطه علاقة ميكانيكية تماما مثل ان يذهب الصحافي الفلسطيني لترأس وسيلة اعلام في الخليج او باريس".

وحول تقييمه للعمل الإعلامي على صعيد القضية الفلسطينية قال اللحام: "انا فخور بمستوى المهنية والفكر في العمل الصحفي الفلسطيني وهذا بالتأكيد حصيلة تجربة غنية وساخنة في تغطية لحظات تاريخية خطيرة في عمر الانسانية والصحفي الفلسطيني لا يكتب عن غزة ونابلس ورام الله فقد ظل سجل ابداعاته في مجال التغطية الاعلامية على صعيد الكتابة عن افريقيا ومنديلا, والفلبين , مانيلا, افريقيا الوسطى , تركيا , ناظم حكمت, نيكاراغوا وحتى التبت في الصين والتاميل في سيرلانكا".

الرجوب: الإعلام مساند وليس عدو لنا

العقيد أكرم رجوب مدير جهاز الأمن الوقائي في محافظة نابلس يؤكد أن أداء الإعلام الفلسطيني كان إيجابيا موضحا أن المسؤولية تقع على من يدير هذه الوسائل وهل أهدافه وطنية أو حزبية؟.

ولا يخفي الرجوب أن بعض وسائل الإعلام دورها سلبي تجاه الأجهزة السيادية في السلطة من خلال اظهارها بمظاهر سلبية وضد مصلحة المواطنين والتركيز على اخطاء محددة لابراز الجانب السلبي فقط بدلا من دعم الاجهزة الامنية وتثبيت دورها.

وأضاف:"وانا في هذا السياق فأنني احترم واقدر دور وسائل الاعلام المحلية في رسالتها في حفظ الأمن والنظام".

وأضاف قائلا:" أنا أرى في هذه المؤسسات الإعلامية المحلية في نابلس دور مساعد وتسليط الضوء الموضوعي على بعض الأخطاء أفضل من الفضائيات التي تبث الفتنة والفرقة بين الناس".

ويؤكد الرجوب أن الأمن لا يلاحق وسائل الإعلام ويقول:" في حدود معرفتنا لم نلاحق أو نضغط على أي إعلامي في محافظة نابلس ما يدل على أدائهم الايجابي وفي نفس السياق العام لحفظ الأمن.

ويرى الرجوب بأن التجاذبات الحزبية والمصالح الحزبية لدى البعض باتت اكبر من المصلحة الوطنية وأضاف:"أي وسيلة إعلام تتساوق مع ذلك ووصف أجهزة الامن باجهزة احتلال فهذا الأمر يخدم أهدافهم الضيقة".

ويؤكد الرجوب أن العلاقة بين الأمن والإعلام يجب ان تكون تكاملية في ايصال اهداف الحملات الأمنية واغراضيا ووسائلها وعلاقة المواطن الايجابي منها والتكامل بالضرورة يؤدي للتنسيق المباشر لإنجاح الأمر.

إعلام ملتزم لتحقيق أمن المواطن
بينما يرى لؤي عبده مفوض التوجيه السياسي في شمال الضفة الغربية
أن الأمن وحظ الناظم في محافظة نابلس كان ومازال الأساس الرئيسي لأقامة السيادة الوطنية للسلطة وحماية حقوق المواطن وديمقراطية المجتمع وتناميه وتقدمه الاقتصادي والاجتماعي وتحقيق استقلال القضاء وسيادة القانون.

وأضاف:" هذا ما قامت من اجله الحملة الامنية الاخيرة والتي وضعت نتائجها على ارض الواقع مما اشعر المواطن ومؤسساته بالامن والامان ولكن ذلك ما زال يحتاج الى عطاء اعلامي ناشط وملتزم عبر كافة الوسائل الاعلامة الخاصة والعامة والمحدودة الوساطة لأن الامن والنظام مصلحة عامة من اجل الجميع ومن هذا المفهوم كان يفترض تحيد هذه الحملة من أية وسيلة إعلامية وجعله ملكا للجميع لا للتحريض عليها او الانسياق لحرب الاشاعة المغرضة".

ويؤكد عبده أن البرامج الإعلامة يجب ان تغطي هذا المفهوم وقال:"من الممكن ان تلعب العملية الاعلامية دورا بارزا في توجيه الراي العام الحقيقي فالاعلام يحقق الامن النفسي والحقيقي للموطن والامن يحقق الاستقرار والنظام كذلك فالامن والاعلام حالة تكاملة متبادلة ومؤثرة وتفتح افاق للمستقبل الشريف والواضح ومن هنا لابد من الاستفادة من الاعلام لتعزز الامن والامان وجعله وسيلة بناءة وليس تحريضية هدامة ومن هنا نؤكد ان الامن ضرورة وطية لبناء الجبهة الداخلية المستهدفة والاعلام كلمة مباشرة مؤثرة توازي قوة الرصاصة".

وأضاف:" فأهمية الامن والاعلام في بناء الجبهة الداخلية تعني تكريس النظام العام والقانون فالاجهزة الامنة عملت على هذا الجانب بحيث اصبح الجميع درك اهمية الحفاظ على النظام العام والامن حتى تسير الحياة الداخلية في المجتمع بصورة طبيعية ومن المفترض ان وسائل الاعلام المحلة ان تقف جنبا الى جنب مع الحملة الامنية لما ستحقق من نتائج معنوية ونفسية حقيقية".

تكامل دون محاباة
أما الكاتب والمحلل السياسي ماهر الفارس فيؤكد أن الأمن والإعلام هما سلطتان من السلطات الأربعة الرئيسية في أي مجتمع.وبالتالي فأنه يقع على عاتقهما على الأقل نصف كامل المسؤوليات في استقرار المجتمع وبناء الجبهة الداخلية.

وأضاف:" لكنهما بحكم التخصص سلطتان مختلفتان يجب ان يكونا مترادفتين ومتكاملتين لكي يعطي أدائهما نتيجة ايجابيه . والتكامل هنا لا يعني على الإطلاق المحاباة فدور الإعلام يجب ان يكون عامل مساعد في إبراز كافه الإجراءات الأمنية الصحيحة وان يكون ناقد شرس لأي أداء امني خاطئ . ودور الأمن يتلخص في إدراكه للحرية المطلقة للإعلام مادام الإعلام يقوم بدوره الطبيعي غير التخريبي أو السلبي . من هنا أرى انه لابد من إيجاد صيغه تكاملية تبنى على قاعدة احترام التخصص للآخر بعيدا عن تأدية خدمات لإطراف أخرى مهما كانت ومدركه لطبيعة الهدف الوطني المشترك الذي تبنى عليه".

ويضيف الفارس:" أهم ما يميز الفترة الراهنة هو المحاولات التي بدأتها السلطة بفرض واقع امني جديد من خلال ما تقوم به من حملات أمنيه بنابلس وباقي المحافظات وهذا بحد ذاته يفتح أفقا جديدا أمام الإعلام ويشده بالتأكيد تجاه متابعه هذه الأحداث. فبالرغم من محاولة الإعلام لعب الدور المساند في إنجاح هذه المهمة الا انه يحزنني جدا ان أشاهد مظاهر القمع والاعتداء الشرس على العديد من الإعلاميين بقطاع غزه والضفة مؤخرا فيما شاهدناه من أحداث مؤسفة إبان انعقاد مؤتمر ( انابوليس ) لذا فلا بد من التأكيد مره أخرى على ضرورة إيجاد صيغه تكاملية للعلاقة استنادا للأسس المهنية والمنطقية التي ذكرناها آنفا".

وتابع قائلا:" أتمنى على أصحاب القرار الفلسطيني ان يولوا الأعلام الممنهج والمهني كل الاهتمام والدعم لكي يكون إعلام رد يف لإبراز حقوقنا الشرعية بمقابل البطش الإسرائيلي والإعلام الناجح لهم الذي يساوي الضحية بالجلاد وأحيانا يظهرنا نحن بالجلادين والمعتدين".

تعاون لتحقيق الهدف بدلا من القمع والعداوة
من جهته يرى الصحفي بشار دراغمة أن الساحة الفلسطينية التي تشهد مجموعة من التناقضات والتداخلات في العديد من القضايا من فيها الصعب الفصل بين الأمن والإعلام فكلاهما يقوم بدوره بطريقة خاصة ومرسومة له. فالإعلام والأمن وجهان لعملة متقاربة ومحوران متلازمان كلاهما يهدف للتعبير عن مضمون وطني يجب إبرازه في مواجهة رياح وعواصف متغيرة وعديدة، أو حماية هذا المضمون من منظور يحفظ الاستقرار والسلام الاجتماعي.

وأضاف:"لكن الغرض من تحقيق الأمن يجب أن لا يستهدف أبدا التأثير على حرية الإعلام أو تكميم الأفواه أو حرية القلم والفكر، وإنما يجب أن يكون هناك حقيقة وهي التلازم بين العمل الأمني كوسيلة لحماية الاستقرار والإعلام كواجهة تعبيرية في عصر أصبح العالم فيه على اطلاع ودراية بكل ما يحدث. وبدلا من قمع الأمن للإعلام يجب أن يكون دورا تكاملا توافقيا".

معتبرا أن نجاح مسيرة الأجهزة الأمنية ونجاح المسيرة الإعلام، وتعزيز وتكريس آفاق التعاون والتفاهم المتبادل بين الأمن والإعلام ضرورة حتمية لتحقيق كل منها لأهدافه، وانعدام الفهم المتبادل بين رجل الامن ورجل الاعلام في معالجة القضايا الامنية والتوعية الامنية يؤدي الى تاصيل الظواهر الاجرامية ويسبب عائقا للتوعية الامنية.

ويدعو دراغمة الاجهزة الامنية إلى التعرف على التخطيط الاعلامي والامني بجانبه النظري - كمدخل مناسب لمعرفة الاتجاه الصحيح في اعداد حملة اعلامية امنية - مستفيدة في ذلك من العلوم الادارية وعلم النفس والاجتماع والاعلام - من حيث نظرياتها ومبادئها وتسخيرها في طرح آلية حديثة، من المنظور الاعلامي والتوعية الامنية، اذ ان معرفة تلك الاتجاهات تؤدي الى نجاح مهمة المؤسسات الامنية.

وقال دراغمة:" فالتعرف على الاسس الاولية لعملية التخطيط الاعلامي الامني من حيث الدوافع والاهتمام والاهداف والمتطلبات والخصائص والعوامل ومراحل الاعداد والتنفيذ للتخطيط الإعلامي الامني امر ضروري. بالاضافة الى معرفة نظام ادارة الحملة الاعلامية. وتحديد الخطوات العلمية والعملية الحديثة الواجب الاخذ بها عند القيام بحملة اعلامية منظمة. وفي هذا الجانب يمكن الاعتماد على الإعلام في تقديم مثل هذه الخدمات".

موضحا أنه في مجتمعنا هناك ضرورة للتعاون من الجانبين بحيث يبقى الأمن داعما للإعلام لا قامعا له ومن ثم يبقى الإعلام مساندا للأمن في تنفيذ مخططاته وحملاته الأمنية.

توحد لتحقيق رغبة الناس
أما العقيد حسين جبوري مدير جهاز الاستخبارات العسكرية في محافظة نابلس
فيرى أن للأمن دور مهم وقال:" أي سلطة بدون امن لن يكون لها سيادة وأقلها الحفاظ على أمن المواطن ومحاربة الجريمة بجميع اشكالها فالأمن يوفر السلطة والقانون والقضاء العادل والعكس صحيح فالعملية تكاملية والاعلام له دور بارز وكبر وفعال في دعم هذه العملية وبيان ادوارها الايجابية ومهمتها للوطن والمواطن.

ويدعو جبوري الاعلام لأن يكون على تواصل مع أجهزة السلطة المدنية والعسكرية لفضح جميع المحرضين الذين لا يرغبون في استتاب الأمن حيث يعيشون في طريق يعاكس رغبة الناس.

وعن الدور الحالي للإعلام الفلسطيني يرى جبوري أنه كان دوريا ايجابيا وأضاف:" وهناك بعض جهات الاعلام الحزبية كانت تصر على توجيه المواطن نحو التحريض ضد السلطة ومؤسساتها فأي قوة تكلف بإعادة القاون والنظام فمن الطبيعي الوقوع ببعض الخلل اثناء اداء واجبها وهنا دور الإعلام في التوضيح بشكل جلي لكل الحقائق كما هي وليس تضخيمها ويجب التركيز على الايجابيات الأمن والأمان ومواجهة الأخطاء بموضوعية ومهنية".

وتابع جبوري:" الإعلام المحلي كان دوره ايجابيا لتعايشه مع المرحلة وبطش الاحتلال وقهر الخارجين عن القانون للمواطنين والاعلام المحلي الذي ولاءه للوطن والمواطن يسير بكل موضوعيه في تغطية الإحداث وبيان ابعادها".

ويرى الجبوري أن الإعلام الخارجي يعمل وفق أجندات سياسية خارجية وعكس موافقته التي لا تحمل لأطراف فلسطينية ضد الاخرى وهو بذلك لا يخدم مصلحة الشعب ولا ينقل الحقائق التي من شأنها ان تعزز الاستقرار الفلسطيني وتعجل برحيل الاحتلال واقامة دولة فلسطينية مستقلة تحكمها الشرعية وسلطاتها الوطنية ومرجعيتها التاريخية منظمة التحرير.

ضرورة إظهار المحامي الحقيقية للإعلام
بينما يقول الصحفي أمين أبو وردة أن الإعلام يعد مفصلا للكثير من المعارف والعلوم وبخاصة الإنسانية منها كونه يشكل الرابط والحاضن لها في ظل تطورات عالمية جعلت العام بأسره قرية صغيرة بالامكان معرفة حيثيثات الأحداث وتأثيراتها.

وتابع قائلا:"وفي ظل الحديث عن حملات للضبط الأمني ومواجهة مظاهر الفلتان فان تناغم الامرين معا يتطلب الكثير في الحديث والحذر خوفا من احداث تفسيرات غير مقبولة للعلاقة بين الامن والاعلام".

وشدد أبو وردة على ان الامر يتطلب ابتداء اظهار المعاني الحقيقية للاعلام والرسالة التي يؤديها في المجتمع بخاصة رسالة الكشف عن الحقيقية ونشرها للجمهور في اطار من الموضوعية والشفافية التي ترتقي الى حد تبيان الامر على حيقتها بدون مجاملة او تزييف وبعيدا عن التسويف.

وأضاف قائلا:" من هنا فالعلاقة الجدلية بين الامن والاعلام تحتم اظهار نقاط التلاقي والتي يمكن الاشارة اليها من خلال توفير الارضية المريحة من كلا الطرفين لطبيعة دور كل طرف.فالاعلام كما اسلفنا يسعى لتبيان حقائق الامور سواء من خلال ملاحقة الحدث وذيوله بالوسائل المتاحة مرئيا ومسموعا ومقروءا بحيث يصبح الجمهور على دراية بكل ما يجري حولهم من امور الى جانب الكشف عن الغاز وخفايا تعطي مجالا للتعقيب وتحقيق ردود فعل متنوعة من كل صاحب رأي في المجتمع الامر الذي يكون في النهاية خدمة للصالح العام وللوطن والمواطن".

وتابع:"اما الامن فهو الذي يوفر الأجواء المريحة لعمل الاعلام من خلال تطبيق القانون والنظام وترسيخ مبادىء المجتمع المدني بعيدا عن اية محاولات للابتزاز والرشوة والتخويف والتخوين لان الأمن باساسه يسعى لخدمة الوطن والمواطن ايضا وهنا تلتقي الخدمة المشتركة بعيدا عن أي مصالح واغراض".

تجاذبات سياسية تؤثر على أداء الإعلام
إلى ذلك يرى الباحث الفلسطيني أنور حمام أن الإعلام المحلي يخضع للتجاذبات السياسية في جزء منه وهذا يجعل من بعض وسائل الاعلام ابواق حزبية او تنظيمية بعيدا عن المهنية والصدقية في نقل الخبر والمعلومة، بل انه يتم احيانا تحرير الخبر بناءً على التوجه الحزبي لهذا الفصيل او ذاك، وفي احيان كثيرة يؤخذ الخبر مجتزءاً.

وأضاف:" ولكن هناك أيضا وسائل اعلام تلتزم الحيادية والمهنية وقد دفعت اثمانا باهظة نتيجة لحياديتها ومهنيتها وموضوعيتها، ولكنها لا زالت مصممة على الالتزام بخطها الموضوعي والمهني، وهي بذلك تستحق كل الدعم والاحترام".

وتابع قائلا:"ان الاعلام المحلي لديه مسئولية وطنية في تعزيز مفاهيم الامان الاجتماعي والسلم الاهلي، وذلك عبر خلق برامج هادفة تصب في تعزيز الأمن والامان للمواطن، وهذا يتطلب جهود جبارة من قبل القائمين على وسائل الاعلام، ويتطلب أفكار ابداعية في طرح القضايا بشكل يلفت انتباه المشاهدين ويؤثر في أشكال السلوك الاجتماعي للمواطنين بشكل ايجابي".

أما عن الاعلام الخارجي فيقول حمام :" هو ليس حياديا بالمطلق وليس مطلوبا منه أن يكون حياديا بشكل مطلق اذا ما فهمنا أنه يخضع لاجندات ومصالح، ولكن كل ما نطالب به أن يتحلى هذا الاعلام بموضوعية نسبية في نقل الخبر والتعاطي مع الشأن الداخلي، نلاحظ أن هناك بعض الفضائيات تحاول تشويه حقيقة ما يجري في فلسطين عبر سياسة ممنهجة من اخفاء لحقائق وفي نفس الوقت تضخيم لاحداث أخرى، فمثلا هناك عدم موضوعية في الصياغة التي هي أخطر الظواهر، فالكثير من التقارير مثلا تصاغ عبر تبني وجهة نظر على حساب أخرى، وفي احيان كثيرة يكون هناك تناقض ما بين موقف المراسل الموجود في الميدان وما بين المحرر الموجود في الدوحة على سبيل المثال".

وأضاف:" انني أثق جدا بأن هناك اعلاميين وطنيين يدافعون بشراسة عن حرية الرأي والتعبير، ومستعدين لدفع اثمان باهظة حفاظا على المهنية والشفافية والموضوعية، وهولاء يستحقون كل الاحترام والتقدير، وهم بالمناسبة الاكثرية، اما الذين يدعون انهم صحفيين أو اعلاميين ويقومون بدور الصحافة الصفراء التي تهدف الى خلق الفوضى ونشر ثقافة لا تمت لنا بصلة فهؤلاء أقلية والوعي الجماعي الفلسطيني يرفضهم ويرفض ادائهم المقيت".