وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

اقالة او استقالة المدربين هروب جماعي

نشر بتاريخ: 20/11/2016 ( آخر تحديث: 20/11/2016 الساعة: 15:36 )
اقالة او استقالة المدربين هروب جماعي
بقلم : خالد القواسمي
من الطبيعي قبل بداية كل موسم كروي حدوث تغييرات مسبقة قبيل دخول الاندية مرحلة التنافس ومن البديهي في اولى الخطوات التعاقد مع الجهاز الفني كأساس لعملية اختيار عناصر الفريق حسب رؤيته وتطلعاته تمكنه من تحقيق نتائج ايجابية في غمار التنافس الكروي لكن الحقيقة المؤلمة في دورينا وبعد كل بداية متعثرة تنهال القصص والحكايات لتطال الاجهزة الفنية وتحميلها الفشل عن سوء النتائج فالشماعة جاهزة على الدوام لدى ادارات الاندية لتصدير التهمة والصاقها بالمدربين .

الظاهرة لم تعد حدثا استثنائيا في الدوري الفلسطيني بل باتت ضمن اجندات الاندية وتجاوزت حدود المألوف فلم يمضي على بداية الدوري سبع محطات شهدنا خلالها اقالة او استقالة سبع مدربين وهذه ظاهرة مقلقه وتعني بأن ادارات انديتنا ينقصها التخطيط الجيد ويشوب عملها العشوائية بعيدا عن الاحترافية المطلوبة في العمل الاداري اولا .

لماذا ..؟ والى متى ...؟ سيبقى حبل الاقالة ملتفا حول اعناق المدربين يهدد مسيرتهم ويشعرهم بالأرق والقلق الدائم وهذا يضعنا امام الكثير من الأسئلة لا بد ان تجد لها اجابات مقنعة قبل أن نعلق حبل الاخفاقات على المدربين فما هي اسباب ومبررات الاقالة او الاستقالة .
في مقدمة ذلك ضعف الشخصية الادارية وانجرارها خلف مصالحها الشخصية لتحقيق حسابات داخلية نتيجة الخلافات التي تطفو على السطح نتيجة أي اخفاق فهناك اندية اداراتها منقسمة على نفسها والضحية جاهزة .

الامر الثاني انصياع ادارات الاندية لتدخلات الجماهير التي لا تجد امامها سوى المدرب وتضغط في اتجاه اقالته وهذا ما يحدث في دورينا فالجماهير تستغل حالة ضعف الشخصية الادارية لفرض كلمتها وربما يكون جزء من تلك الجماهير مدفوع من فئة ادارية لها مآربها وأطماعها بالتنافس على كرسي الاشراف الرياضي مثلا .

الامر الثالث حملات التشويه والاثارة للرأي العام من قبل بعض الاعلاميين ممن يعملون وينفذون اجندات لشخوص بحد ذاتها للارتزاق منها غير مكترثين كما يدعون بالمصلحة العامة فهؤلاء يشكلون رأس الحربة في اشعال الموقف وتحشيد الجماهير ضد المدربين وتحميلهم مسؤولية الاخفاق مما يتسرب لنفوس الشخصيات الادارية الضعيفة شعور بضرورة احتواء الأزمة المفتعلة يقودها الى اتخاذ قرارات عشوائية استجابة للضغط الإعلامي المصاحب للضغط الجماهيري المنقاد فيتم اقالة المدرب فالجماهير تتأثر بما يذاع وينشر .
وهناك الكثير من الخزعبلات التي تسوقها ادارات الاندية ومن لف لفيفها لتبرير اخفاقها وعدم المهنية والدراية بمهامها وعملها فالاحترافية مطلوبة وهي اساس النجاح يا عبدة المنصب والكرسي فليس بالمال وحده تأتي النتائج .

كل ذلك لا يمنعنا من وضع اللوم وجزء من مما يحصل على مدربينا فالعملية محصورة بمجموعة من المدربين يتنقلون من فريق لآخر كأننا امام لعبة الكراسي الموسيقية المتحركة وهذا نتاج ضعفهم لعدم وضعهم لضوابط تخص طبيعة تعاقداتهم مع الاندية ودراسة الامر قبل قبولهم مهمة التدريب لأي فريق من الملاحظ ان غالبة مدربينا يتطلعون بالدرجة الاولى للناحية المالية ويتناسون الامور والشروط الاخرى وللأسف تساهم ضعف شخصية المدرب في اقالته او استقالته مجبرا نتيجة انصياعه لتنفيذ رغبات المشرف الرياضي غير المقنعة ويدرك في قرارة نفسه ذلك لكنه يتماشى معه وينفذ ما يمليه عليه هذا الاداري او ذاك من المتنفذين والمصيبة والطامة الكبرى أن الجميع يعرف بان هذا الاداري او ذاك ليس لديه أي خلفيه رياضية حتى ان معظم ادارات انديتنا من يدير دائرة الاشراف الرياضي في دفتها شخوص لا يحملون أي شهادة رياضية او حتى ان قسما منهم لا يحملون شهادة الثانوية العامة على اقل تقدير وهذا يكفي لما يحصل لمدربينا ولرياضتنا من عدم استقرار وتخبط تعاني منه الفرق فالجهل في العمل الرياضي في اروقة بعض الاندية مستشري وفاقد الشيء لا يعطيه وهذا يدعنا لمطالبة اتحاد كرة القدم الفلسطيني لإلزام الاندية بمن سيكلف بمنصب الاشراف الرياضي على اقل تقدير ممارسته للعبة اذا لم يكن يحمل شهادة في اقلها دبلوم رياضي.

المطلوب من جانب المدربين للحفاظ على شخصيتهم وعدم التلاعب بهم كأرجوحة بين الاندية وضع أسس لطبيعة عملهم من خلال تشكيل رابطة تكون مرجعية لهم وتدافع عنهم فالعمل العشوائي للقطاع التدريبي دون حسيب او رقيب يؤدي الى اضعاف الجميع سواء مدربين او فرق وهناك الكثير من الامور يجب العمل عليها للرقي بكل مكونات لعبة كرة القدم بما ينعكس بالإيجاب فسياسة القصف العشوائي تطال الصالح والطالح والهروب الى الأمام يعني الفرار من تحمل المسؤولية فاتقوا الله برياضتنا وكفاكم تخبط والعمل بأسلوب الفزعة فاتحاد كرة القدم الفلسطيني وضع كل الامكانيات للتطوير والعمل باحترافية لجميع مكونات اللعبة لكنكم تجهلون وليس لديكم المقدرة على التنفيذ لافتقادكم ادنى متطلبات العلم والمعرفة وحسبي الله ونعم الوكيل.