|
الشعب الفلسطيني وما تواجهه حركة فتح (3/4)
نشر بتاريخ: 20/11/2016 ( آخر تحديث: 20/11/2016 الساعة: 18:30 )
الكاتب: ياسر المصري
مما لا شك به أن حركة فتح تخوض مرحلة إشتباك سياسي بكل المناحي والإتجاهات ، وقد نتج عن هذه الحالة الكثير من العوارض ، أقلها والأكثر إتساما بالتحدي والخطورة ، هو تشتيت الرأي العام وإنفصامه حول قضايا ثانوية على حساب القضايا الأساسية والجوهرية ، ولعل إنعقاد هذا المؤتمر مدخلا مهما لإعادة تصويب ما أصاب هذا الوعي من تشظي من فعل حجم الإستهداف وإشتداد هذا الإشتباك على الصعيدين (الإحتلال وأدواته ) و ( الخصوم الداخلين والخارجيين بأعبائهم).
وقد رسخ القائد العام لحركة فتح قدرة السير وسط هول المؤامرات والشرذمة العائمة ، مبدأ وضوح الخط السياسي ومتانته ، برغم كل أشكال الضعف والإضعاف المستخدمة من الأعداء في وجه هذا الوضوح سواء كانوا مجتمعين أو منفردين ، وقد يسجل التاريخ هذا الإتسام لصالح حركة فتح بما تمتاز به وألتصق بها من أنها الحركة الأكثر قدرة على قيادة الشعب الفلسطيني ، وما يمكن البناء عليه في هذا الوضوح ومفرزاته ونتائجه سوى قدرة فتح في هذا المؤتمر من حشد الرأي العام والعمل على تعزيزه ، ونقله إلى مسلمات فلسطينية راسخة في الوعي الكلي ( ضرورة إنهاء الإحتلال وفق قرارات الشرعية الدولية ، ووضع سقف زمني لأنهاء الإحتلال ، وعدم الإقرار أو السماح لأية جهة مهما كانت من المساومة على أي فعل نتج من أحتلال الاراضي المحتلة العام 1967 ). وأمام واقع إنغلاق أفق التسوية ، لا بد للإحتلال أن ترتفع فاتورة الكلفة عليه ، إذ أن الواقعية تفرض أن هذا الواقع لا يمكن الإستمرار به ، أو التعاطي معه على أنه قدر غير قابل للتغير وإلا لأصبحت الحركة الوطنية خالية من قيمتها النضالية الرافضة لسياسة الأمر الوقع وجوهر إمتيازها البحث الدائم عن التغيير ، وبهذا إختبار حقيقي لحركة فتح بقدرتها على تحريك المياه الراكدة . وقد حققت حركة فتح عدة إنتصارات بمجرد أن قررت قيادة الحركة عقد المؤتمر السابع : 1- بأن كان قرار عقد المؤتمر هو إستجابة للإستحقاق الزماني والسياسي والتنظيمي الحركي. 2- تجديد الشرعية كرد على إستهداف الشرعية الفلسطينية ككل ، نظرا لما تمثله حركة فتح من عمق نضالي وسياسي من حياة الشعب الفلسطيني. 3- أرسال رسائل ذات دلالات سياسية داخلية وخارجية والإنتهاء من نتوءات لطالما إستخدمت في محاولات إبتزاز القرار السياسي منذ عهد الشهيد الرمز عرفات ، وبذلك تأكيد على ان حركة فتح عصية على الإستيلاء أو الإحتواء أو التحريف وبهذا نهاية حسم للصراع الذي كان يحذر منه القائد الراحل هاني الحسن (هناك صراع على فتح وليس صراع في فتح). هي فرصة حركة فتح لتوضيح وإبراز أسباب الأزمات والإشكاليات التي يواجهها الشعب الفلسطيني في كل المجالات ، إذ ان الإشتباك السياسي وتراجع أفق التسوية وإنغلاقه هو الأساس في كل الأشكاليات والأزمات وسببها ومسببها ، وهذا هو التحدي الأكبر والأكثر تأثيرا ، وفي تعريف أخر إن الإحتلال هو المسؤول عن كل ما يواجهه الشعب الفلسطيني وهو المسؤول عن ذلك ، وقد عبرت عن ذلك الإرادة الشعبية في الهبة الأخيرة ، رغم تيه البعض في توصيف ذلك ، حين كانوا يحاولوا إيجاد مبررات تبرأ الإحتلال من دوافع القائمين بإي فعل إتجاه هذا الإحتلال ، وتأويل ذلك لأسباب إجتماعية وإقتصادية وغيرها من الأسباب ، والحقيقة الأكيدة هي أن الأحتلال هو المسؤول الأول عن تعثر أي طفل فلسطيني أثناء محاولته السير وتعلم المشي ، وعلى الإحتلال أن يدفع الثمن أمام أي أشكالية يواجهها أي فلسطيني سواء أمام الإشكال الشخصي أو الجمعي. |