وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الاخوة ابناء البلبول

نشر بتاريخ: 23/11/2016 ( آخر تحديث: 29/11/2016 الساعة: 15:51 )
الاخوة ابناء البلبول

بقلم : عمر الجعفري

المحرر الرياضي

ناصر البلبول من حكام كرة القدم الواعدين يهوى قيادة المباريات الحساسة في دوري المحترفين سطع نجمه في السنوات الاخيره ، ولا يهاب الحشود ، عنيد ،صلب، شخصيته قويه ، من عائلة رياضية ،تعشق كرة القدم ،فقد كان شقيقه " أكرم " لاعبا ماهرا في فريق كرة القدم بنادي الخضر ، وكذلك كان حال شقيقه" هاني " ثم "أحمد " الذي يهوى التحكيم ويعمل حكما مساعدا ،ومن قبلهم عمهم" كمال" الذي يعتبر من اميز لاعبي كرة القدم في ثمانينات القرن الماضي ،والقائمة تطول من ابناء العمومه الذين يعشقون الرياضة .

قبل عدة ايام، اتصلت بناصر مستفسرا عن قضية شخصية ، ففوجئت بوجوده على سرير الشفاء في العاصمة الاردنية عمان ،سألته عن السبب فقال : سأتبرع باحدى كليتي لأخي "رائد ".
من هو "رائد " ... رائد : أسير سابق امضى فترة طويلة من عمره في سجون الاحتلال ، وكان يقوم على مساعدة الشيخ احمد ياسين في السجن قبل ان يستشهد ، وعندما حاول الموساد الاسرائيلي اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في ايلول عام 1997 بالعاصمة الاردنية عمان والقي القبض على عدد من عناصر الموساد الاسرائيلي الذين قاموا يومها بحقن مشعل بمادة سامة ، طلب المرحوم الملك الحسين بن طلال ملك المملكة الاردنية الهاشمية الافراج عن الشيخ احمد ياسين الذي كان معتقلا في السجون الاسرائيلية ، ولما كان " رائد البلبول " يقوم على مساعدة الشيخ الجليل " ياسين " أصر يومها شيخنا " ياسين " على خروج رائد معه ، وأمام اصراره والملك حسين رحمه الله ، تم الافراج عنهما ، وقد اصيب رائد فيما بعد بفشل كلوي مما استدعى اخيه ناصر لتقديم كليته له .


ولعل القضية لم تقف عند هذا الحد عند ابناء اليلبول ،فقبل سنوات ،خضع اللاعب السابق في فريق الخضر والحكم الحالي اكرم البلبول لنفس الموقف ، فما كان من اخيه هاني حكم كرة القدم الحالي في دائرة الحكام الفلسطينية الا ان يقدم احدى كليتيه لاخيه اكرم .

وابناء البلبول يشهد لهم القاصي والداني بانتمائهم الوطني والرياضي لفلسطين فهم شغوفين جدا بالرياضة ويتابعون كل صغيرة وكبيرة من اخبارها وهذا لا يقتصر على الدوري الفلسطيني بل على الدوريات والبطولات العالمية .
لقد عاد ابناء البلبول قبل ايام قليلية من عمان ،والسعادة تغمرهم وكل محبيهم بهذه الاخوة الرياضية الصادقة ، وأقيمت الافراح والليالي الملاح ، فحمدا لله على سلامة حكمنا القدير ناصر البلبول ،ومزيدا من التقدم والنجاح نتمناه له ، وهنيئا للاسير السابق " رائد " متمنين له حياة ملؤها الهناء والسعادة ، وهنيئا للرياضة مثل هؤلاء الرجال .