وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

جلسة حوارية تناقش التزام دولة فلسطين باتفاقية سيداو

نشر بتاريخ: 23/11/2016 ( آخر تحديث: 23/11/2016 الساعة: 17:24 )
غزة-معا- طالب ممثلو منظمات نسوية وحقوقية دولة فلسطين بالوفاء بالتزاماتها التي نصت عليها اتفاقية "سيداو" التي وقعت عليها الدولة الفلسطينية عام 2014 مطالبين بالعمل على معالجة كافة جوانب التمييز ضد المرأة وخاصة في قانون العقوبات وقانون الأحوال الشخصية، والتطبيق الفاعل لإستراتيجية مناهضة العنف ضد المرأة، مؤكدين على ضرورة إنهاء الانقسام بما يضمن استكمال مشروع التحرر الوطني وتعزيز الوحدة الوطنية وإتمام المصالحة.
جاء ذلك خلال الجلسة الحوارية التي نظمتها شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية اليوم ضمن مشروع "تعزيز دور المنظمات الأهلية في تحقيق نظام قانوني موحد في الأراضي الفلسطينية" بالشراكة مع "سواسيه" البرنامج المشترك لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وهيئة الأمم المتحدة للمرأة تعزيز سيادة القانون/ العدالة والآمن للشعب الفلسطيني.
وافتتح الجلسة مدير شبكة المنظمات الأهلية أمجد الشوا مؤكدا على أن هذه الجلسة جاءت في إطار دور وجهود شبكة المنظمات الأهلية من اجل التأثير في السياسات الوطنية في وقت وصلت فيه الأوضاع الى تدهور غير مسبوق جراء الحصار المشدد والواقع المأساوي الناتج عن الانقسام السياسي.
وأشار الشوا إلي أن الشبكة ستقوم بإصدار 6 أوراق تتضمن نتائج الانقسام على مختلف مناحي الحياة وواقع الشباب والمرأة والصحة والتعليم لعرضها على الجهات المعنية.
ودعا الشوا كافة قطاعات المجتمع المدني الى ممارسة الضغط على صناع القرار من اجل ضمان مشاركة النساء بشكل أوسع في صنع القرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي.
ومن ناحيته قدم الباحث القانوني كارم نشوان قراءة في القوانين الفلسطينية على ضوء اتفاقية سيداو مشيرا الى أنها تعتبر الدستور العالمي لحقوق المرأة، وأكد على ضرورة اعتماد فلسفة المساواة والشراكة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات والأدوار والعلاقات.
وأضاف نشوان "نحن بحاجة إلى اتخاذ قرارات جريئة لتخفيف الضغط والعبء الواقع على كاهل النساء وانصافهن واعطائهن حقوقهن، كما أننا بحاجة لجهد متوازن يكمن أولاً في تغير النظام الأساسي باتجاه أن يكون لدينا نظام حكم ديمقراطي يعزز التعددية السياسية ومشاركة أبناء شعبنا في اتخاذ القرارات، وأن يكون هناك ضمانات لحماية حقوق الانسان".
كما شدد على ضرورة وقف إصدار قوانين وقرارات خلال الانقسام موكدا على اعادة صياغة مسودة الاحوال الشخصية باتجاه معالجة واقع المرأة ما بين انتهاكات الاحتلال والعنف المجتمعي.
وأكد نشوان أن القانون الأساسي الفلسطيني نص علي المساواة بين الجنسين وعلي حظر كافة أشكال التمييز بما فيها التمييز الجنسي كما نصّ علي احترام حقوق الإنسان واعتبرها ملزمة وواجبة الاحترام، وقامت دولة فلسطين بالانضمام لغالبية الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان بعد حصولها علي صفة عضو مراقب في الأمم المتحدة.
واوضح انّ قانون الأحوال الشخصية متعارض مع التزامات دولة فلسطين الدولية، حيث أن التوقيع على اتفاقية سيداو يحتم على الدولة موائمة قوانينها وسياساتها بما نصت عليه الاتفاقية حول مبدأ المساواة والتمييز الإيجابي لصالح المرأة.
وفيما يخص المكانة التشريعية للمرأة في ظل الانقسام الداخلي قال المحامي نشوان أن رغم كثرة التشريعات التي صدرت خلال فترة الانقسام بواقع (128) قرار بقانون صدر عن الرئيس محمود عباس والتي تطبق في الضفة الغربية، و(51) قانون صدرت من كتلة التغيير والإصلاح والتي تطبق في قطاع غزة إلا أنها لم تسهم في أحداث تغييرات جذرية في مكانة ووضعية المرأة في الأحوال الشخصية، حيث أن نسبة الكوتا بالمجلس التشريعي 12.5% وهي متدنية، ونسبة النساء في الوظائف العليا 3% فقط.
ودعا نشوان إلي ضرورة إنهاء الانقسام وانعقاد مجلس تشريعي جديد يغير كل منظومة القوانين التي تسبب التمييز ضد المرأة في إطار المجتمع الفلسطيني، كما دعا الي ضرورة اعادة منظومة التشريعات الفلسطينية والسياسية بما يتفق وينسجم مع اتفاقية سيداو حيث لا يوجد قيمة للتوقيع على هذه الاتفاقية بدون موائمة.
كما أشار نشوان الى تقرير دولة فلسطين المقدم الى لجنة اتفاقية سيداو حيث لم يكن التقرير موضوعياً في الحديث عن الواقع الفلسطيني، وماتعاني المرأة جراء الانقسام الفلسطيني، كما أن التقرير لم يأتِ بالحديث عن واقع المرأة في القدس وواقع النساء في قطاع غزة والشتات.
وبدورها تحدثت نادية ابو نحلة -مديرة طاقم شئون المرأة ومنسقة قطاع المرأة بالشبكة-عن رؤية مؤسسات المجتمع المدني تجاه تطبيق اتفاقية سيداو موضحة واقع المرأة الفلسطينية في ظل الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة وكذلك الانقسام السياسي والتشريعي.
وأشارت الى أن الأمم المتحدة عام 2000 أصدرت قرار رقم 1325 بشأن المرأة والذي شدد على مراعاة خصوصية المرأة وإشراكها في عمليات الحفاظ على الأمن وبناء السلام وخصوصا في المناطق المتضررة من النزاع، واتخاذ تدابير لضمان حمايتها والالتزام بحقوق الإنسان للنساء والفتيات وتأمين الاحتياجات الخاصة لهنّ في النزاعات.
وتحدثت ابو نحلة عن أثر التمكين الاقتصادي للمرأة في المجتمع مؤكدة انه لا يمكن اشراك النساء في المجتمعات المحلية على المستوى العام والحياة السياسية إلا إن كانت النساء على مستوى ايجابي من التمكين والاستقلال الاقتصادي في حياتهن؛ لذلك لا يمكن الحديث عن تمكين للنساء سياسيا مع وجود تهميش اقتصادي .
كما شددت ابو نحلة على ضرورة اتخاذ تدابير وتدخلات فاعلة للحد من العنف التي تواجهه النساء وفي مقدمتها توحيد الجهود الرسمية وغير الرسمية بمشاركة الرجال والنساء معاً لبناء مجتمعات آمنة خالية من كل أشكال التمييز.
وفيما يخص الجهود النسوية في إطار اتفاقية سيداو، أشارت الى أن المؤسسات النسوية الأهلية تقوم بإعداد تقرير ظل موحّد لتقديمه للجنة اتفاقية سيداو بالأمم المتحدة، ليكون بمواجهة تقرير دولة فلسطين حيث لم تتخذ دولة فلسطين أي تدابير لتطبيق بنود الاتفاقية.