وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

المقاومة الذكية (Smart resistance)

نشر بتاريخ: 23/11/2016 ( آخر تحديث: 23/11/2016 الساعة: 15:31 )
المقاومة الذكية (Smart resistance)
الكاتب: اكرم العايدي
الإبداع والتميز والريادة ..... مخرجات مؤتمر فتح السابع
نجاح المؤتمر بانعقاده ومن مخرجاته نهج المقاومة الشعبية الذكية

المقاومة... بكل أشكالها ... هذه الكلمة المقدسة، بدأت تفقد بريقها بالفذلكات التي يطلقها الفلاسفة الجدد في فلسطين أو بالمصطلح الأدق المتفلسفين لأنه شتان بين الفيلسوف الذي ينطق عن وعي وتجربة وفكر نير وبين المتفلسف الذي يلهث ورآء المعرفة الزائفة. وما زاد الطين بلًة أن تنعت المقاومة الشعبية التي قوامها اللاعنف والايمان بالثوابت والحق الذي لا جدال فية ، لتصبح من ينادي بها "بمقاومة ذكية" بعيدة عن معنى الذكاء الى ضده .
فهل تحولت قضيتنا الى تطبيق الكتروني موجود على مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات Apple Store بقالب ألعاب الكترونية لنعيشها بالجو الإفتراضي ونصبح واهمين بالانتصار من خلال الفوز على المحتل وسياساته بألعاب وهمية وتطبيقات هاتفية.؟؟ بعد أن كنا نناضل في الساحات والميادين ومعارك المواجهة إلى مواجهة افتراضية في خيال أشبالنا واطفالنا وشبابنا....!!!
يالها من مفارقة نسخر فيها من أنفسنا أولا ونشوه مسيرة النضال لنصبح حالمين بالنصر بدل من حتمية الانتصار والاستعداد للتضحية وتعبئة الأجيال وتثقيفها بحتميتها ولو بعد حين .

من ينادي ب" Smart resistance " هل لديه الجرأة أو الإجابة على هذة التقليعات الجديدة إن سأله أبناء الشهداء أو المؤسسين الراحلين ماذا سيجيب ؟؟
ماذا نقول لمانديلا الذي يحمل اسمه أحدى المعالم المهمة والجميلة في مدينة رام الله، أو لجيفارا وغاندي .. أو لرمز نضالنا الراحل ياسر عرفات... هل نعتذر لهم عن هذه الترهات .
هل المقاومة الشعبية وأبطالها ورجالها وجرحاها ومعتقليها ورمز شهدائها زياد ابوعين .. كانوا واهمين ؟؟
هل نستبدل همنا وقضيتنا بوهم افتراضي يدغدغ العواطف ولا يصنع وطناً ؟؟؟
هل أصبح الذكاء في العالم الافتراضي مقاومة ؟؟؟
هل الألعاب والتطبيقات الإلكترونية تحرر وطناً وتزيل الجدار العازل ؟؟ هل تحمي شجر الزيتون من الاقتلاع .....؟؟؟ وهل تزيل المستوطنات ؟؟؟
إن كان بمقدورها فعل كل ذلك فأنا أو اللاعبين، ولكن هيهات أن يكون الحل بمقاومة ذكية نلعبها على شاشات الكمبيوتر والهواتف الذكية ؟؟؟

وإذا أقنعنا المتفلسفون بجدوى هذه المقاومة ، فليوزعوا على الشعب الفلسطيني الهواتف الذكية وتطبيقاتها لنزيل الاحتلال بكبسة زر ونعلن الدولة الفلسطينة وعاصمتها القدس ... ولا ننسى بالمناسبه أن نوزعها على المتضامنين الاجانب في كل أنحاء العالم الذين يأتون لمناصرتنا ونريحهم عناء السفر اوإقامة المهرجانات التضامنية في اليوم العالمي لمناصرة الشعب الفلسطيني... ونقول لهم العبوا من أماكنكم ؟؟؟
كفى استهتاراً بعقولنا ... ولنقف وقفة محاسبة للذات وإعادة تعريف لمصطلحات وليس السخرية منها .
لقد تبنى المؤتمر السادس لحركة فتح المقاومة الشعبية بكل اشكالها وقالوا بملء صوتهم نريد ألف بلعين ونعلين والمعصرة.... فهل سيخرج المؤتمر السابع الإقصائي برقمنة للمقاومة بألعاب وتطبيقات ذكية..؟؟؟
ها نحن اليوم في زمن الإبداع والتميز والريادة وتطبيقات المقاومة الذكية.. هنيئاً للمبدعين والمتميزين من قادة الإبداع في وطني الحزين .. ومزيداً من الرحلات السياحة الإبداعية لجلب التطبيقات الحديثة لمقاومة ذكية ....!!!!