وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

فيرا بابون: الرحمة هي روح عيد الميلاد

نشر بتاريخ: 26/11/2016 ( آخر تحديث: 27/11/2016 الساعة: 08:06 )
فيرا بابون: الرحمة هي روح عيد الميلاد
بيت لحم - معا - وجهت رئيس بلدية بيت لحم فيرا بابون رسالة سلام وعدل الى جميع انحاء العالم بمناسبة بدء التحضيرات للإحتفال بأعياد الميلاد المجيدة.
وقالت بابون في رسالة تحت عنوان "الرحمة هي روح عيد الميلاد" وصلت معا اليوم السبت " فلسطين، أرض الرسالات السماوية، التي على ترابها عمّر الآباء الأجداد، فإننا، وبعبقِ هذا الماضي، نستمرُ بالبناء، بقوة وعزيمة وثبات".
وفيما يلي نص رسالة بابون الى العالم:

برحمته نَفَخَ فينا الحياة ووجهنا نحو خير العالم، فنوكلْ جُلَّ حياتِنا إلى رحمته التي تُعطي الطُمأنينة والسلام والعدل، وفي ميلاد طفل المغارة، الطفل يسوع، تتجلى هذه الرحمة، ليكون شعارنا هذا العام " الرحمة هي روح عيد الميلاد".

برحمته نَفَخَ فينا الحياة ووجهنا نحو خير العالم، فنوكلْ جُلَّ حياتِنا إلى رحمته التي تُعطي الطُمأنينة والسلام والعدل، وفي ميلاد طفل المغارة، الطفل يسوع، تتجلى هذه الرحمة، ليكون شعارنا هذا العام " الرحمة هي روح عيد الميلاد".
ما أحوجنا، وخاصة في عالم اليوم، إلى الرحمة، التي "تُقيمنا إلى حياةٍ جديدة، وتبعثُ الشجاعة اللازمة للتطلّع نحو المستقبل بأمل" كما يُشير قداسة البابا فرنسيس، لنعيش حياة تنتهي فيها الحروب والصراعات، ويكون عنوانها السلام الذي تطمح له الإنسانية جمعاء، وتَبدأ، عندما نفكّر بغيرنا.
"فكّر بغيرك"، يقول محمود درويش، فهذا هو أساس الرحمة الحقيقية، ويُضيف "وأنت تخوض حروبك، فكّر بغيرك، لا تنسَ مَن يطلبون السلام"، لنفكّر بالأطفال الذين يقعون ضحايا الحروب، والعائلات التي تُهجّر وتُشرّد من أرضها، والأوطان التي تُدمَّر، هنا تَكمُن قساوة الحرب، وبسببها تَهدَم الانسانية ونفقد علامات الرحمة في الحياة؛ لنفكّر بغيرنا، نُكسيهم ثوبَ حب ونملأ القلوب بالرجاء، لنكون، كما يقول القديس فرنسيس الأسيزي، "أداةً للسلام"، نعيش الحب والمغفرة والاتحاد والفرح فيما بيننا، حينها فقط، نحيا بروح وعيد الميلاد.
وفي فلسطين، أرض الرسالات السماوية، التي على ترابها عمّر الآباء الأجداد، فإننا، وبعبقِ هذا الماضي، نستمرُ بالبناء، بقوة وعزيمة وثبات، لتكون لنا تلك الحياة الجديدة، حيث يعيش الأبناء بمستقبلٍ أفضل، وينتهي الاحتلال؛ وليكون عام 2017 عام إنهاء الاحتلال عن أرضنا الفلسطينية، فهذا العام له رمزية خاصة، فيه نستذكر مرور مئة عام على وعد بلفور، وسبعين عاماً على قرار تقسيم فلسطين، وثلاثين عاماً على الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وعشرة أعوام على الانقسام الفلسطيني الداخلي؛ نعم، لقد آنَ الأوان، وليقف العالم وقفة حقٍ تاريخية، تُنهي معاناة شعبٍ عربيٍّ فلسطيني يرى في امتداد عروبته جذراً يمدّه بالحياة، ووجوده على أرضه ودفاعه عن مقدّساتها عنواناً للبقاء، كما يرى في الامتداد العالمي لأرضه، أرض الرسالات السماوية، تأكيداً على حتمية إحقاق الحق والعدل، والعيش بسلام.
نعم، إنها فلسطين، قلب الوطن العربي وروحهِ، وفي زمن الميلاد هذا نُرسِل رسالة حياة لأهلنا الذين يُعانون في أنحاء عديدة منه، متوجّهين إلى طفل المغارةِ بالدعاء ليكون عام 2017 عاماً يحلّ فيه السلام على أوطانكم، بقراراتٍ وأفعالٍ شجاعة، وأن تعودوا لأرضكم ويلتم شمل عائلاتكم بعد تجربة اللجوء المريرة، ونحن كفلسطينيين أكثر مَن نشعر بمعاناتكم، فمازالَ ستة ملايين لاجيء فلسطيني في العالم، يحلمون بالعودةِ إلى وطنهم، إلى جانب المُبعدين قسراً عن عائلاتهم، والأسرى الذين نتطلّع جميعاً لحريتهم.
في بيت لحم بدأ كلّ شيء، وفي المهدِ عنوانٌ للرحمة والحياة، ومن تلك المغارة الوضيعة خرجت رحمة الله للإنسانية جمعاء، لتُعطي الأمل والطمأنينة لِمَن هو محتاج، فتكون الرحمة، بالفعل، هي الميلاد.
فلسطين وطننا، وبيت لحم مدينتنا، بيت لحم، بيت يعيش الأمل، بروح المحبة والصمود ويصلي لسلام عادل من أجل هذا الوطن وشعبه والإنسانية جمعاء.

عيد ميلاد مجيد وكل عام وأنتم بألف خير