|
نتانياهو وإستراتيجية تحريض القبيلة
نشر بتاريخ: 29/11/2016 ( آخر تحديث: 29/11/2016 الساعة: 10:39 )
الكاتب: مصطفى ابراهيم
قبل ست سنوات إندلعت حرائق الكرمل وتسببت بقتل نحو أربعين إسرائيلياً، وشنت المنظومة الإسرائيلية حرب عنصرية شعواء ضد الفلسطينيين خاصة فلسطيني الداخل والتحريض عليهم، والأسبوع الماضي إندلعت حرائق في مناطق مختلفة، وإستنجد نتانياهو وحكومته بعدد من دول العالم بما فيها دول عربية وإسلامية للمساعدة في إخماد النيران المشتعلة، وكأن إسرائيل تتعرض لموجة من الإرهاب المنظم.
وأرسلت الولايات المتحدة الطائرة العملاقة سوبر تانكر، وكان من المفترض أن تقوم الحكومة الاسرائيلية بشراء طائرة سوبر تانكر التي شاركت في إخماد حرائق الكرمل، ولم يتم استخلاص العبر من حرائق الكرمل، ونتانياهو لم يفعل ذلك، وبدل من توجيه وسائل الإعلام الإسرائيلية الإتهام والنقد لنتانياهو وفشله وحكومته في إتخاذ تدابير وتوصيات لجان التحقيق السابقة، تجندت وسائل الإعلام وغالبية الصحافيين الإسرائيليين خلف نتانياهو وأفراد حكومته للتحريض على الفلسطينيين وإتهامهم بالمسؤولية عن إشعال الحرائق مع ان التحقيقات لم تنتهي ولم يتم الإعلان عن نتائجها. وكما حدث في حريق الكرمل في العام 2010، واعتقلت الشرطة الإسرائيلية عدد من الفلسطينيين وأفرجت عنهم لاحقاً، إذ اثبتت التحقيقات أن الإهمال هو سبب الحرائق. ظهر نتانياهو وكأنه وجد الحل للهروب من شبهة الفساد التي تطارده في فضيحة تورطه وأفراد من عائلته في صفقة الغواصات. وبات واضحا أن أفراد القبيلة المتورطة في الصفقة قاموا بالتحريض للتخفيف من حدة النقد التي كانت سائدة في وسائل الإعلام وأوساط المعارضة عشية الحرائق، وفي كل مرة يتورط فيها نتنياهو ينجوا من ورطته بتجنيد القبيلة اليهودية التي تزداد تطرفا وعنصرية ضد الفلسطينيين، وتم تصوير الوضع وكأنها حرب إبادة تشن ضد اليهود. وشنت وسائل الإعلام حرب قذرة، وحملت عناوين عنصرية وتحريضية كبيرة على الصفحات الأولى للصحف الرئيسية مثل “انتفاضة الحرائق” و”إرهاب الحرائق”، وبدأ التحريض من رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو، ووزير الأمن الداخلي غلعاد إردان، والمفتش العام للشرطة روني ألشيخ، والشاباك ووسائل الإعلام، وأصدرت فتوى بقتل العرب من قبل حاخام صفد العنصري، الذي قال “رئيس الحكومة وصف إشعال الحرائق بأنه إرهاب، وبالتأكيد مسموح، بل هذه فريضة، تدنيس السبت من أجل وقف النيران ومشعليها. وإذا اقتضى الأمر، يجب إطلاق النار عليهم أيضا”. وفي سياق التحريض على الفلسطينيين وتأجيج الأجواء العنصرية، ضد الفلسطينيين حذر المحلل العسكري لصحيفة هآرتس، عاموس هرئيل، بطريقة تحريضية وقال مع الأخذ بالحسبان أنه في حال اندلاع حرب على الحدود الشمالية، فمن المحتمل أن تواجه أجهزة الأمن خطرين: خطر الصواريخ التي تطلق من لبنان، وخطر “عمليات تخريب متعمدة في الجبهة الداخلية”. وقال أن موجة الحرائق التي تجتاح البلاد منذ ثلاثة أيام تتحول تدريجيا إلى مستوى “حدث إستراتيجي”. وأضاف فإن كثرة بؤر الحرائق عزز من الشبهات، بأن الحديث ليس عن تراكم صدفي. وقال أن إشعال النيران، وخاصة في الغابات والمناطق الزراعية، استخدم أحيانا كسلاح فلسطيني ضد إسرائيل منذ عشرات السنوات، وفي الانتفاضة الأولى في أواخر الثمانينيات، وكذلك عمليات الطعن، باعتبار أن هذه عمليات لا يمكن للأجهزة الأمنية أن تجمع معلومات استخبارية بشأنها لإحباطها مسبقا، وأن إشعال النيران سهل التنفيذ، نسبيا، وليس مثل عملية الطعن، حيث لا ينطوي على إمكانية التعرض للإصابة أو الإعتقال خلال التنفيذ. وأنه إذا كان هناك فعلا عمل إرهابي، فقد تحقق بواسطته ضرر نفسي واقتصادي كبير بجهد صغير جداً. نتانياهو نجح في توحيد قبيلة الإسرائيليين حوله وخلق إجماع قبلي للتحريض على الفلسطينيين، وتأجيج نيران العنصرية والفاشية ونجح إلى حين بصرف الأنظار عن الشبهات التي تحوم حوله في قضية صفقة الغواصات الألمانية. |